ووجهت الدعوات بعودة اليهود التونسيين لبلادهم، بالرفض من جانب الكثير من النشطاء السياسيين فى تونس، بعد أن أطلق تلك الدعوات كل من منصف المرزوقى الرئيس التونسى المؤقت وحمادى الجبالى رئيس الوزراء بحجة أن تونس تريد الاستعانة بهؤلاء اليهود للهروب من أزمتها الاقتصادية الطاحنة. ورغم تلك الدعوات التى صاحبها إعلان حزب النهضة الإسلامى برئاسة الجبالى قيامه بتطبيع العلاقات بين تونس وإسرائيل وإدانته للمطالب بعكس ذلك، فإن جزءًا كبيرًا من يهود تونس داخل إسرائيل لايعلقون آمالا كبيرة على توطيد العلاقات بين البلدين مؤكدين أنها لم تنقص من كراهية الشعب التونسى لليهود. على الجانب الآخر أيضًا رفض اليهود المقيمون فى تونس وعددهم نحو 1500 شخص دعوات بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى بهجرة هؤلاء التوانسة إلى تل أبيب، مؤكدين رفضهم تنفيذ المخطط الصهيونى الذى يعد له الكنيست الاسرائيلى حاليا من خلال مشروع قانون يصدر قريبا حول منح يهود إسرائيل المهاجرين من دول عربية حق استعادة ممتلكاتهم من هذه الدول وعلى رأسها السعودية ومصر وليبيا وتونس والتى ستصل وفقا لتقديراتهم إلى 300 مليار دولار. وأكد يهود تونس أنهم يعيشون الآن حياة جيدة يتمتعون فيها بقدر من المساواة مع غيرهم من الشعب التونسى، ويحلمون الآن بحكم إسلامى حقيقى فى ظل قدوم نظام المرزوقى الإسلامى الجديد، وأكد رئيس الجالية اليهودية فى تونس «روجر بيسموت» أن الحكومة الإسلامية الجديدة تحترم رعاياها كمواطنين بصرف النظر عن دياناتهم، الأمر الذى أحبط مساعى إسرائيل لاستيعاب المزيد من يهود تونس. ومن المعروف أن يهود تونس يستمدون شرعية وجودهم فى البلاد من خلال معبد «الجريبة» الواقع فى جنوب شرق تونس وهو من أقدم المعابد اليهودية فى العالم وأكثرها قدسية لهم ويعتبر هذا المعبد من أهم المزارات السياحية فى تونس حيث يحج إليه اليهود من جميع أنحاء العالم كل عام.