جاءت نتائج المرحلة الأولى للانتخابات منطقية إلى حد بعيد خاصة مع التنظيم الجيد للقوى والتيارات الإسلامية فى الشارع منذ عقود طويلة ، وانشغال القوى السياسية الأخرى بصراعات ومعارك تتعلق بشكل الدولة بعد الثورة بعيداً عن البرلمان وهو ما ترك الساحة خالية للتيارات الاسلامية. وعلى الرغم من ذلك فإن هناك بعض القوائم الحزبية استطاعت أن توحد صفوفها وتحصل على عدد مقبول من المقاعد فى المرحلة الأولى لعل أهمها الكتلة المصرية وحزب الوسط وهو ما يحقق نوعا من التوازن بالبرلمان القادم حتى لا ينفرد تيار بعينه فى اختيار الجمعية التأسيسية التى ستضع الدستور وتحدد الشكل السياسى للدولة. الدكتور أيمن نور مؤسسى حزب غد الثورة يرى أنه عادة ما تسفر الانتخابات عن بعض المفاجآت وليس من تلك المفاجآت التمثيل الواضح للقوى الإسلامية فى البرلمان القادم علما بأن البرلمانات والتى تأتى بعد الثورات غالباً لا تمثل جميع القوى الوطنية، حيث إنها تأتى بعد حالة من الارتباك وردود أفعال الماضى، فالثورات تؤثر بشكل واضح على البرلمان الذى يتبعها حيث تمر القوى السياسية بحالة من التخبط وما حدث هو نتيجة منطقية ولكنه ليس تعبيرا عن الوزن الحقيقى لباقى القوى السياسية سواء القديم منها أو الحديث ويعتبر هذا البرلمان من أهم البرلمانات التى تشهدها مصر بعد ثورة 52 فهذا البرلمان سوف يؤدى مهمته فى وضع الدستور ثم انتخابات الرئاسة ثم يعاد طرح الثقة فيه من أجل إحداث المواءمة بين البرلمان القادم والدستور الجديد وكذلك شكل المؤسسات وطبيعتها حتى يساير البرلمان المتغيرات الجديدة ولن يكون هذا البرلمان هو الأطوال عمرا وسوف يشهد الكثير من المشكلات والتوترات السياسية حتى نصل لتمثيل متوازن بين القوى السياسية الأربع وهى الإسلامية والليبرالية والقومية والاشتراكية. وصاية التيار الدينى وفى ذات السياق يرى موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد أن ما حدث فى انتخابات المرحلة الأولى هو انقضاض على الحياة السياسية فى مصر من جانب التيار الإسلامى وأصبحت مصر تحت وصاية وحماية الإخوان المسلمين والسلفيين ولكننا لن ننسحب من الحياة السياسية وأننا فى إطار تجديد البرامج الخاصة فى محاولة لعمل مواءمة فقد شارك الحزب بحوالى 155 مرشحا وحصل على 40 ألف صوت، ومازال هناك تمثيل للحزب فى المرحلتين القادمتين ومن المتوقع أن نصل إلى نسبة النصف فى المائة وسوف نحاول التركيز على البرامج الخدمية حتى نستطيع أن نقترب أكثر من القاعدة العريضة للشعب وأن تتركز البرامج على حل المشكلات الاجتماعية منها البطالة والتعليم والصحة. أخطاء الدعاية فيما ترى أمينة النقاش عضو هيئة المكتب بحزب التجمع أن الجولة الأولى شهدت أخطاء فادحة وخاصة فى عملية الدعاية باستخدام شعارات دينية أو داخل حرم اللجان الانتخابية فى أيام الصمت وتداول بطاقات الترشيح خارج اللجان إلى غير ذلك من التجاوزات وذلك نتيجة لأن تلك الانتخابات هى الأولى والتى تجرى بعيدا عن سلطة الحكومة والممثلة فى وزارة الداخلية وأنها بروفة للانتخابات القادمة لكى لا يتكرر ما حدث فى المرحلتين القادم من الانتخابات. وأكدت أن صعود التيار الإسلامى لم يكن مفاجأة بل كان متوقعاً لأنه كان متواجداً بشكل مكثف طوال الفترات السياسية السابقة بجانب القوة المالية الضخمة فقد استطاع أن يصل إلى الأماكن التى لم تصل إليها يد الدولة وشملها بالرعاية الاجتماعية واستطاع جذب أبناء تلك المناطق إلى التيار الإسلامى. وترى الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم الاجتماع السياسى أن التفسير الاجتماعى لما حدث هو الفقر والبطالة وخاصة فى فئة الشباب وكذلك كان للمرأة دور فى تفوق التيار الإسلامى فتلك الشرائح كانت فى مصلحة الإسلاميين وخاصة أن لهم علاقة بالتفاعل الاجتماعى عن طريق التكافل بجانب تعاطف الشباب والرغبة فى تجربة الحكم الإسلامى كان ذلك واضحا جدا بجانب نظرة المرأة والإقبال غير المسبوق لها على صناديق الاقتراع وأن الرغبة فى تمثيل التيار الإسلامى وأنه ربما يكون فيه الحل للمشكلات الاجتماعية من وجه نظر المرأة فى إعادة تربية الأبناء وتهذيب المجتمع.