تصدّر أحمد حلمى قائمة الإيرادات فى موسم عيد الأضحى السينمائى للعام الثالث على التوالى، متخطيا منافسيه، وحصد فيلمه «إكس لارج» 11 مليون جنيه خلال أسبوع العيد فقط، وجاء فيلم أحمد مكى «سيما على بابا» فى المرتبة الثانية برصيد 8 ملايين جنيه، وحصد ثالث المتسابقين المطرب حمادة هلال 4.25 مليون جنيه بفيلمه «أمن دولت»، وتذيل القائمة الفيلم الاجتماعى «كف القمر» للمخرج خالد يوسف بعائد قدره 3.7 مليون جنيه.. فلماذا استمر حلمى فى المقدمة، وتراجع هنيدى ومحمد سعد وغيرهما من نجوم الكوميديا.. هذا ما نحاول الاجابة عنه من خلال هذا التحقيق... ? فى البداية يقول الناقد السينمائى نادر عدلى :لم يستطع معظم الكوميديانات الحفاظ على نجاحهم، لأنهم كانوا إذا نجحت لهم شخصية ما يكررونها فى العديد من الأفلام التالية، مما يجعل جمهورهم يشعر بالملل الشديد لمشاهدة نفس « الكاركتر»، وهى الآفة التى أصابت أحمد مكى هو الآخر هذا الموسم، حين نجح فى شخصية «حزلئوم» فى فيلمه السابق «لاتراجع ولا استسلام»، فقام بتكرارها فى فيلمه الجديد «سيما على بابا»، ولذلك لم يحقق الفيلم نفس النجاح، أما أحمد حلمى فلم يفعل ذلك، ولم يكرر أية شخصية مرة أخرى، واستطاع أن يحافظ على نجاحه، لأنه يقدم دراما، ولا يفتعل المواقف الكوميدية. وأضاف أن حلمى فى فيلم «كده رضا» قدم ثلاث شخصيات، ثم قام فى الفيلم التالى بتقديم شخصية الشاب الذى يعانى نفسيا ويعيش فى الخيال، ثم قدم شخصية «مصرى»، الشاب الذى يعيش فى الخارج طوال حياته ثم يأتى إلى مصر ويصطدم بالحياة هنا، واخيرا شخصية «مجدى» فى فيلمه الأخير «إكس لارج»، وهى شخصية البدين الذى يعانى فى حياته.. ? وتقول الناقدة ماجدة موريس: هناك أربع صفات يتسم بها احمد حلمى وتجعله يتميز عن غيره من الكوميديانات وهى الذكاء والثقافة وأنه يراهن على المشاهد ويحترمه. فأحمد حلمى يراهن على تقديم نوع من الكوميديا له هدف وموضوع اجتماعى وتناقش قضايا ومشاكل هى قضايا الحياة التى نعيشها جميعا، فعلى سبيل المثال محمد سعد انتهى لأنه كان لا يراعى المشاهد، ولكن حلمى ذكى جدا ويراهن على القضايا المتعلقة بالمواطن المصرى سواء كانت قضايا اجتماعية أو وجودية، والدليل على ذلك فيلمه الجديد «إكس لارج»، فهو يخص شريحة من البشر ممن يعشقون الأكل جدا، ورغم ذلك يتمتعون بشخصية جميلة يعشقها من حولهم، وهذا النوع من الدراما نسميه «الدراما الدائرية».. ولذلك عندما نشاهد الفيلم نجد أن «حلمى» يشارك المشاهد القضايا التى يقدمها، وفى فيلمه «عسل اسود» عندما نشاهده نجد أنه يتحدث عنا وعن أى شخص تعرض للإهانة داخل بلده وكيف أن الشرطة والمجتمع المصرى «قبل الثورة» كانوا يحترمون الأجنبى ومن لديه جواز سفر أمريكى عن المواطن البسيط العادى. وأتوقع استمرار حلمى لأنه يتمتع بقدر كبير من الذكاء، ولو لم يكن كذلك، لكان مصيره مثل غيره من النجوم المتعسرين الذين لا يجدون ما يقدمونه، فيقدموا أفلاما غير ناجحة، مثل «هنيدى» الذى حول فيلمه «رمضان مبروك» إلى مسلسل، وهو ما يدل على أنه إما يريد الاحتفاظ بنجاح الفيلم جدا « فيمصمص أى حاجة فيه، وإما أنه لا يقرأ كثيرا لكى يجد أفكارا جديدة.. ? ويرى الناقد السينمائى سامى حلمى أن السبب فى نجاح أحمد حلمى، هو أنه لا يعتمد على أدواته ككوميديان بقدر ما يعتمد على أدواته كفنان وكممثل، لأنه ممثل بارع وقادر على تقديم كل الأدوار، بالإضافة إلى أدواره الكوميدية التى يبرع فى تقديمها، ولكن الكوميديانات الاخرون غير بارعين فى تلك المنطقة فهم يعتمدون على تحريك أجسامهم بشكل يدعو للضحك أو تغير شكلهم بشكل يدعو للضحك وغيرها من الأشياء التى تزول وتنتهى بمرور الوقت فالمشاهدون الذين يحبون تلك النوع من الكوميديا قليلون ولكن هناك كم كبير من المشاهدين الذين يبحثون عن الكوميديا التى وراها قصة وهدف حتى يستمتعوا بالمشاهدة ويشعروا بقيمة ما يشاهدون... ? ويؤكد الناقد محمود قاسم أن المشاهد بعد الثورة أصبح أكثر وعيا مما سبق، ولذلك فلابد من احترام عقليته والتعامل معه من هذا المنطلق، وأحمد حلمى قادر على ذلك فهو الكوميديان الوحيد القادر على تقديم فيلمين متنوعين فى نفس العام، ويحققان نجاحا كبيرا، ولذلك فالمشاهد يذهب لمشاهدة فيلم أحمد حلمى وهو واثق تماما أنه سيشاهد فيلما مختلفا، وهذه الميزة لا يتمتع بها الآخرون.أما أحمد مكى، فعلى الرغم من النجاح الساحق الذى حققه فيلم «لاتراجع ولا استسلام» فإنه لم يستطع أن يحافظ على نفس النجاح، وقدم «سيما على بابا»، وهو فيلم مختلف لكن لن يعتاد عليه المشاهد بسهولة، وقدم شخصية «حزلئوم» ولكنه فى تلك المرة حرقها. وفعل مكى نفس الشئ مع الشخصية التى كان يرتدى لها الباروكة ذات الشعر الكثيف «دبور»، وكررها فى اكثر من عمل، ولكنه نجح عندما غير منها ولم يرتديها، ولذلك يجب على أى ممثل إذا حقق نجاحا فى إحدى الشخصيات ألا يقوم بتكرارها مرة اخرى حتى لا يفقد جمهوره الذى يحترمه...