جاء تقرير الأممالمتحدة السنوى عن انتهاك إيران لحقوق الإنسان واضطهاد الأقليات القومية والدينية فى وقت تسعى فيه الولاياتالمتحدة لاستغلال أية فرصة كورقة ضغط سياسى على النظام الإيرانى، فهل تكتفى طهران بإلقاء اللوم على أعدائها بتشويه صورتها؟ أم أنها تفوت الفرصة على واشنطن بالاهتمام بالأقليات القومية وتخفيف المعاناة عن تلك الأقليات؟ حيث أشار بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة فى تقريره السنوى إلى الاضطهاد الدينى الذى تمارسه الحكومة الإيرانية ضد الأقليات العرفّية والدينية داخل إيران خاصة ضد أبناء الشعب العربى الأهوازى، كما أعرب عن قلقه الشديد تجاه الإعدامات التى تنفذها إيران بحق معارضين رغم التوصيات التى قدمتها منظمة الأممالمتحدة العام الماضى، وبيّن التقرير أن هناك زيادة كبيرة فى عدد من تم إعدامهم خلال عامى 2010، 2011 وأن إيران أعدمت ما يتراوح بين 140 إلى 185 شخصًا حسب تقاريرها الرسمية من بداية فبراير وحتى العشرين منه، وكانت تنفذ أحكام الإعدام بمعدل شخص واحد كل ثمانى ساعات فى بداية عام 2011، حيث تشن السلطات الإيرانية حملة إعدامات ضد الناشطين من الأقليات وغالبًا ما يتم تغطية هذه الإعدامات بالقول بأن المحكومين هم مجرمون بتهم لا علاقة لها بأنشطتهم السياسية، وقد اتهمت «طهران»الولاياتالمتحدة وأوروبا بالوقوف وراء هذا التقييم السلبى للتقرير وأن الولاياتالمتحدة بوصفها العدو الرئيسى لإيران لا تألوا جهدًا فى خداع المجتمع الدولى بمعلومات مختلقة ومضللة، وتشكل القوميات فى إيران نسبة كبيرة من الإيرانيين تصل إلى أكثر من نصف السكان البالغ تعدادهم 70 مليون يعانى أغلبهم من الظلم والتمييز العنصرى حيث يتعرض الأكراد لاضطهاد منظم من السلطات الإيرانية حيث يحظر عليهم تعلم اللغة الكردية فى المدارس كما يواجهون تمييزاً ضدهم فى العمل وفى القبول فى الجامعات ومن يشغل المناصب العليا فى المناطق الكروية من غير الأكراد، كما يعانى أهل السنة فى إيران من عدم السماح لهم ببناء مساجد ومدارس وحرية الدعوة ومنع أئمة الجوامع من بيان عقائدهم على المنابر وإذا خرج الإمام عن حدود المقرر يقبض عليه من قبل السلطات التى تراقب الخطب، حيث وصل الأمر فى بعض المدن إلى هدم المساجد والمدارس، ومن بين أشكال القمع والتمييز العنصرى ما يعانيه إقليم خوزستان الذى يسكنه العرب الأهواز من محاولات طمس الهوية العربية فبدلت الدولة أسماء المدن والقرى والأحياء العربية إلى أسماء فارسية ودمرت الأبنية التاريخية التى تشهد على عروبة الأهواز، ومنعت الدراسة باللغة العربية فى وقت لا تجد فيه تلك القوميات آذاناً صاغية من قبل المعارضة الإيرانية بكل أطيافها التى تعارض فى الأساس أى توجهات قومية وانفصالية ونتيجة لهذه الممارسات العنصرية طالب العرب الأهواز الأممالمتحدة بحق تقرير مصيرهم واستفتائهم حول رغبتهم بالعيش ضمن إيران أو الانفصال، كما طالب الأذاريون الذين يعتبرون أنفسهم أنهم الأكثرية فى إيران بإقامة جمهورية أذربيجان الجنوبية التى تحتلها إيران حاليًا.