مرت أسابيع عديدة على التخلص من القذافى ونظامه، ومع ذلك فمازالت سماء ليبيا ملبدة بالغيوم، والمؤتمرات والاحاديث أكثر من العمل، فهناك وعود عربية وغربية من أصدقاء ليبيا «دول قوات التحالف» بإعادة الإعمار ودعم الاستقرار والمساهمة فى حفظ الأمن لكن كل هذه الوعود لن تبنى دولة تم تدميرها بالكامل، ومع ذلك ربما يكون لدول الجوار دور أكبر فى عمل حقيقى لإعادة إعمار ليبيا وأمنها.. وقد ركزت زيارة المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطنى الانتقالى للقاهرة على هذا المضمون خلال اللقاء مع المسئولين المصريين وكذلك خلال لقاءاته بالجامعة العربية. ويتوقع بعد زيارة الدكتور مصطفى عبد الجليل لمصر.. وانتخاب رئيس الوزراء الجديد عبد الرحيم الكيب أن تكون هناك زيارة للدكتور عصام شرف إلى ليبيا لوضع التفاصيل واللمسات النهائية على اتفاق «مصرى - ليبيى» يتم بموجبه بداية إعمار ليبيا وإصلاح ما دمره حلف الناتو، ومساعدة ليبيا فى مجالات عدة منها.. تفعيل التعاون بين الأجهزة الأمنية، ووضع كل إمكانات مصر أمام الأشقاء الليبيين لتمكينهم من استئناف العام الدراسى فى شهر يناير المقبل وهى مهمة صعبة، حيث سيتم طبع مناهج دراسية جديدة.. وكذلك سيكون التعاون فى مجال الاقتصاد والنفط وقطاع الطيران المدنى وهناك حاجة للاتفاق أيضا على طرق عودة العمالة المصرية إلى ليبيا. والتى تحتاج فى هذه الفترة إلى «450» ألف عامل إلى جانب ما ستحتاج إليه الشركات الدولية فى إعادة الإعمار. يذكر أن الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية قد بحث مع المستشار عبد الجليل مجمل الأوضاع فى ليبيا، وكذلك نتائج مؤتمر أصدقاء ليبيا وأعلن أنه اتفق على زيارة طرابلس فى أعقاب عيد الأضحى. لبحث مشاركة كل من الجامعة العربية والاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة فى إعادة إعمار ليبيا. ويبقى الملف الأصعب فى ليبيا هو لم الشمل ومنع الإعداد للانتقام بين القبائل التى خسرت مدنها بسبب غارات حلف الناتو، وكذلك التى فقدت ابناءها وفى ظل غياب كامل للخدمات التى تسيّر الحياة اليومية للمواطنين إضافة إلى مطالب المواطنين التى تتعلق برواتبهم وكذلك مطالب أسر الشهداء والجرحى وهم بالآلاف حيث تتولى الدولة الليبية أعباء العلاج فى عدة مستشفيات بمختلف الدول، إضافة لارتفاع وتيرة التخلص من رجال معمر القذافى ودور الجماعات الإسلامية فى الدولة الجديدة التى ستقوم على أركان الشريعة الإسلامية كما أعلن رئيس المجلس الانتقالى.