محافظ أسيوط : لا مساس بالأرزاق ونوفر البدائل الحضارية للباعة الجائلين    رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية يهنئ الكنيسة الكاثوليكية بانتخاب البابا روبرت فرنسيس بريفوست    انطلاق قوافل المراجعة النهائية المجانية لطلاب الشهادة الإعدادية بالأقصر (صور)    السبت المقبل.. 23 ألف طالب يؤدون امتحانات الفصل الدراسي الثاني بجامعة أسوان    بالأسماء.. 16 مرشحًا يتقدمون لرئاسة جامعة بني سويف    أخبار مصر اليوم.. بوتين يستقبل السيسي في الكرملين    محافظ شمال سيناء يفتتح مبنى نقابة الزراعيين بالعريش    محافظ سوهاج يبحث تطبيق الهوية البصرية على الكوبري الجديد بالكورنيش الغربي    رئيس البريد: نعمل على تعظيم الإيرادات وترشيد النفقات    هيبة: مصر أنفقت 550 مليار دولار على تحسين البنية التحتية خلال 10 سنوات| خاص    مستشار وزيرة التخطيط: 44% من القوى العاملة بحلول 2030 ستكون من الجيل التكنولوجيا الحديثة    إنشاء مدارس ومراكز للشباب وصرف إعانات عاجلة.. تفاصيل لقاء محافظ المنيا والمواطنين اليوم    «صفقة تاريخية»| ترامب يكشف تفاصيل الاتفاق التجاري الجديد مع بريطانيا    ريتشارليسون يتصدر تشكيل توتنهام أمام بودو جليمت بنصف نهائي الدوري الأوروبي    محمد فوزى: التحركات المصرية القطرية الهامة تأتى فى ظل وضع إنسانى صعب بغزة    "أوتشا": عنف المستوطنين بالضفة الغربية فى تزايد    تشكيل مباراة فيورنتينا ضد ريال بيتيس في دوري المؤتمر الأوروبي    شاهد| هدف طاهر محمد في شباك المصري    نفس توقيت نهائي الكأس.. ديسابر يعلن ضم ماييلي لقائمة الكونغو الديمقراطية في يونيو    حبس شخص لإتجاره في العملات الرقمية المشفرة بالقاهرة    محافظ القاهرة يعلن السيطرة على حريق الأزبكية    معدات ثقيلة لرفع سقف موقف قوص المنهار فوق 40 سيارة (صور)    رائحة كريهة تكشف عن جثة خمسيني متعفنة بالحوامدية    تقرر مد مسابقة توفيق الحكيم لتأليف المسرحي .. اعرف تفاصيل    «كان يخاف ربه».. هالة صدقي تحسم جدل أزمة طلاق بوسي شلبي من الراحل محمود عبد العزيز    ما تأثير الحالة الفلكية على مواليد برج الحمل في الأسبوع الثاني من مايو 2025؟    أكشن بتقنيات عالية.. الإعلان التشويقي لفيلم المشروع X ل كريم عبد العزيز    MBC مصر تعلن موعد عرض مسلسل "بطن الحوت"    فعاليات تثقيفية متنوعة ضمن دوري المكتبات بثقافة الغربية    مسابقة قرائية بمكتبة مصر العامة    ياسمينا العبد: كنت متأكدة إني هبقى سبب فشل مسلسل «موضوع عائلي 3» (فيديو)    علي جمعة: السيرة النبوية تطبيق عملي معصوم للقرآن    ب3 مواقف من القرآن.. خالد الجندي يكشف كيف يتحول البلاء إلى نعمة عظيمة تدخل الجنة    أمين الفتوى: لا يجوز للزوج أخذ "الشبكة" من زوجته رغمًا عنها بعد الزواج    انطلاق المؤتمر الثالث لوحدة مناظير عائشة المرزوق في مستشفى قنا العام    محافظ سوهاج يوجه بسرعة استلام وتشغيل مركز الكوثر الطبي خلال أسبوعين    القومى للبحوث: اكتشاف إنزيم مهم من فطر الاسبرجليس لتقليل الكوليستيرول بالدم    الصحة: تنظيم مؤتمر علمي لتشخيص وعلاج الربو الشعبي ومكافحة التدخين    الدخان الأبيض يعلن بدء رحلة بابا الفاتيكان الجديد.. الأجراس تدق والاحتفالات تملأ الشوارع    خبراء يحذرون: الزمن هو الخطر الحقيقي في النزاع النووي الهندي الباكستاني    الرياضية تكشف موعد انضمام ماركوس ليوناردو لتدريبات الهلال    محافظ الجيزة: تحسين كفاءة النظافة بمحيط المدارس استعدادا للامتحانات    محافظة الجيزة ترفع 150 طن مخلفات في حملات نظافة مكبرة    "10 دقائق من الصمت الواعي".. نصائح عمرو الورداني لاستعادة الاتزان الروحي والتخلص من العصبية    محافظ مطروح يتفقد تصميمات الرامبات لتيسير التعامل مع طلبات ذوي الهمم    عضو مجلس المحامين بجنوب الجيزة يثبت الإضراب أمام محكمة أكتوبر (صور)    الكرملين: الحوار بين روسيا والولايات المتحدة مستمر    انخفاض عمليات البحث على "جوجل" عبر متصفح سفارى لأول مرة لهذا السبب    نائب وزير الصحة يتفقد وحدتي الأعقاب الديسة ومنشأة الخزان الصحية بأسوان    خالد بيبو: كولر ظلم لاعبين في الأهلي وكان يحلم بالمونديال    رامي ربيعة يوافق على 20 مليون جنيه سنويًا.. ورد الأهلي الأخير بشأن الإعلانات يحسم ملف التجديد    تكثيف جهود البحث عن فتاة متغيبة منذ يومين في القليوبية    تركيا: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات الإنسانية وتحاول تهجير الفلسطينيين وتثبيت وجودها في غزة بشكل دائم عبر توسيع هجماتها    اختناق 4 أشخاص في حريق بمكبس كراتين خردة بسوهاج    ميدو يفجّرها: شخص داخل الزمالك يحارب لجنة الخطيط.. وإمام عاشور الأهم وصفقة زيزو للأهلي لم تكن مفاجأة    الإسماعيلي ضد إنبي.. الدراويش على حافة الهاوية بعد السقوط في مراكز الهبوط    الجيش الباكستاني يعلن إسقاط 12 طائرة تجسس هندية    سبب إلزام النساء بارتداء الحجاب دون الرجال.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير هانى خلاف : مصر تدعم شعوب المنطقة ولا تتدخل فى تغيير الأنظمة
نشر في أكتوبر يوم 19 - 06 - 2011

بعد عودته من طرابلس وبنغازى فى مهمة كلفه بها وزير الخارجية د.نبيل العربى لمعرفة تطورات الأوضاع فى ليبيا. اقترح السفير هانى خلاف مساعد وزير الخارجية السابق عقد اجتماع للمصالحة الوطنية الليبية تستضيفه مصر تحت رعاية الجامعة العربية والأمم المتحدة انطلاقا من حرص مصر على وحدة وإنقاذ ليبيا من التداعيات الخطيرة التى يتعرض لها الشعب فى كل المدن الليبية..
وفى حوار خاصا ل «أكتوبر» كشف هانى خلاف عن كل التفاصيل الخاصة بالساحة الليبية وتداعيات ومخاطر قصف حلف الناتو والتدخلات الغربية.
*ما هى طبيعة مهمتك التى قمت بها فى زيارتين إلى كل من طرابلس وبنغازى كمبعوث للحكومة المصرية؟
**المهمة ركزت على نقاط محددة.. هى أمن وسلامة وحقوق المواطنين المصريين الموجودين فى ليبيا، وعلى أمن الحدود المشتركة وعدم السماح بتهديدها واختراقها تحت أى ظرف من الظروف، فضلا عن الاستطلاع الضرورى والمباشر لدى أطراف النظام القائم فى طرابلس ولدى الثوار ومجلسهم الانتقالى فى بنغازى عن تقييمهم للأوضاع الميدانية والعسكرية والمدنية ورؤيتهم لفرض وشروط التسوية السياسية وتصوراتهم لما يمكن أن تقوم به مصر من أدواروكان المؤمل لدينا أنه بعد نقل هذه الرسائل إلى الأطراف الليبية والحصول منها على المعلومات والتقييمات والتصورات المطلوبة فإن موقفنا المصرى يمكن ان يتبلور ليكون أكثر تفاعلا مع التطورات الليبية بعد المرحلة الاولى التى اكتفينا فيها باستقبال الليبيين الفارين من أتون العنف والمعارك، والترتيب لإعادة المصريين الراغبين فى العودة إلى الوطن والإمداد بالمواد الإغاثية والطبية وعلاج الجرحى والمرضى فى مستشفياتنا المصرية.
*هل هناك بوادر عملية لتطوير الموقف المصرى؟
**هناك بالفعل اتجاهات لامداد المنطقة الشرقية بما يلزم لإعادة تشغيل كابلات الإنترنت المقطوعة كما أن هناك بوادر لمشاركة مصرية فى أعمال مجموعة الاتصال الدولية تغنينا عن اجتماعاتها السابقة، وهناك أيضا أفكار تدرس حاليا حول كيفية تحرك مصر من أجل التمهيد للمصالحة الوطنية بعد توقف الاقتتال والعنف بما يجنب ليبيا وشعبها أشكالا ومستويات أخرى من العنف الاجتماعى والتخريب الفئوى ومحاولات الإقصاء والاجتثاث التى قد تظهر بعد توقف المعارك.. ولابد أيضا ان يكون لمصر دورها الطبيعى الذى يتناسب مع مزايا الجوار اللصيقة فى كافة أنشطة ومشروعات إعادة الإعمار ودفع التنمية فى كل ليبيا فور عودة الاستقرار.
*ألا تعتقد أن فكرة المصالحة الوطنية فى الوقت الراهن يعد قفزاً على مايدور حاليا فى مبادرة دولية ومعارك عسكرية محترمه؟
**لابد من دراسة الموقف فى كل الاحول وأن يكون لمصر دور مخلص وحريص على ابقاء ليبيا موحدة وضرورة السلام الاجتماعى واعادة الحياة إلى طبيعتها. وبالتالى لابد أن نفكر فى فى ماهية عناصر المصالحة المطلوبة والتى يمكن ان تشمل كيفية التعامل مع أركان النظام السابق، وهل سيكون بالعفو، أو بالمحاكمة؟
وهل المحاكمة بالوضع العرفى أم القانونى والتعويض عن بعض الأضرار التى حدثت لبعض المواطنين، وأيضا عدم الاقصاء والاجتثاث؟.
*هل تقصد ان هذه المرحلة تأتى لما بعد القذافى؟
**لمرحلة ما بعد وقف اطلاق النار، وإذا توقف بناء على تسوية الموافقة عليها وكان جزءا منها ويتنحى ليكون مواطنا شريفا يفكر ويكتب مؤلفات لأفريقيا ولغيرها.
وبهذا قد لا يحدث الصراع فيما بعد ولكن لو خرج النظام من الحكم بالقوة وعلى أياد أجنبية، من المؤكد فى تقديرى أنه سوف تستمر أعمال العنف لمدة معينة تحتاج خلالها لتدخلات من مخلصين لإنقاذ ما يمكن انقاذه فى المجتمع الليبى..
*وهل مصر تستطيع فى الوقت الراهن المساهمة فى حل مشاكل ما بعد سقوط النظام فى ليبيا؟
**التصور والطرح لعقد مؤتمر يحضره عقلاء الجانبين وليس القيادات الساخنة وإنما حكماء يجمعون كل الأطراف المتمردة والثائرة وتكنوقراط وفنيين من طرابلس ويمكن لكل طرف أن يضع الاولويات بعد وقف اطلاق النار خاصة مسألة استعادة تصدير النفط وتوزيع الثروة بعد حصرها بشكل عادل.
*هل الدور المصرى مقبول فى الطرفين بنغازى وطرابلس؟
**كل قيادات طرابلس وبنغازى يرون أهمية ان تقوم مصر بدور وأن مصر عندما تفعل شيئا يكون لصالح كل الشعب الليبى وليس لفئة واحدة فقط كما تفهمت بنغازى الاعتبارات الحاكمة للموقف المصرى فى عدم الاعتراف بالمجلس الانتقالى.
الدور المصرى /U/
*كل الدول طرحت مبادرات من اجل ليبيا أليس من الأولى ان يكون الطرح مصريا لمساعدة الشعب الليبى؟
**كل الدول التى طرحت مبادرات سبق لها إجلاء كل مواطنيها من ليبيا وبالتالى فإن موقفها غير مصر التى لديها أعداد كبيرة من مواطنيها داخل ليبيا ومصير هؤلاء مرهون بأن نعلن موقفا ننحاز فيه إلى ليبيا وبالتالى يجب ان يكون دور مصر إيجابيا لصالح كل الاطراف، ومن هنا اقترحت مؤتمر المصالحة ولم ندخل فى مضمون التسوية والإصرار على إسقاط رأس النظام لأن هذه المسألة حساسة، ومصر ترى انها لاتتدخل فى تغيير الأنظمة وفرضها وإنما فى دعم الشعوب وإيجاد طوق النجاة من حالات القتل والتدمير التى تتعرض لها يوميا
*هل يمكن لمصر ان تلعب دورا فى وقف العمليات العسكرية من قبل كل الاطراف بما فى ذلك الناتو؟
**مصر أعلنت وطالبت بوقف إطلاق النار والدكتور نبيل العربى وهو يفوضنى بمهمة الزيارة لليبيا ذكر أن من بين مواقف مصر الرسمية الدعوة إلى الوقف الفورى لإطلاق النار من الجميع بما فى ذلك الناتو ولكن نقل هذا الموقف إلى حركة دبلوماسية فى الامم المتحدة ومجلس الأمن يحتاج إلى تحرك أوسع من الدائرة المصرية وهناك دول تؤكد ان استمرار العمليات العسكرية للناتو على النهج الحالى لن تحسم المعركة وأنا أعتقد أن بعض الدول مثل روسيا والصين وبعض الدول الأفريقية والأوروبية لديها نفس الموقف انه ليس بالضرورة ان تحسم العمليات العسكرية التسوية السياسية المطلوبة.
التدخل الدولى/U/
*كيف تقيمون تدخل المجتمع الدولى فى المسألة الليبية وهل هناك قواسم مشتركة للتشابه بين تدخله فى ليبيا وتدخله السابق فى يوغسلافيا عام 1999؟
**الغرض المعلن فى عمليات الناتو هو حماية المدنيين ونحن نرى أن هذا لم يتحقق بل زاد قتل المدنيين من الطرفين فى طرابلس وبنغازى، ولعلنا نتذكر جميعا التقريرالشهير الذى قدمه الأمين العام للأمم المتحدة إلى الجمعية العامة عام 1999 إبان تفاقم الأزمة اليوغسلافية حول كوسوفو، والذى دعا فيه إلى تأكيد مسئولية الدول عن حماية مواطنيها وعدم تغليب مفهوم السيادة بمعناه التقليدى على سيادة وأمن الأفراد والجماعات وقدم فى ذلك مبررات قوية تدعم حق المجتمع الدولى فى التدخل. وقد كان ذلك هو الاساس الذى دفع المجتمع الدولى آنذاك لتفويض حلف الاطلنطى بالتدخل العسكرى لحماية ألبان كوسوفو من بطش الحكومة الصربية المسيطرة آنذاك على الإقليم ورغم الأختلاف بين الدعاوى الانفصالية ومطالب الاستقلال التى كانت مرفوعة من ألبان كوسوفو وبين مطالب الثوار فى بنغازى التى تركز على اسقاط النظام القائم فى طرابلس ولا تحمل أية دعاوى أو شعارات انفصالية الا ان حدة وشدة رد فعل السلطات فى كل من بلجراد وطرابلس كانت هى السبب فى الحالتين بغرض انقاذ المدنين وحماية الأبرياء ولكن الملاحظ فى الحالتين أن الحماية المطلوبة لم تتم وأصبحت المهمة مع مرور الوقت استهدافا لرأس النظام والعمل على إسقاطه وملاحقته قضائيا وجنائيا، وكل ذلك فى تقديرى يستحق وقفة للمراجعة والعمل من جانب الأمم المتحدة على وضع ضوابط ومعايير إضافية عند تفعيل حق التدخل الدولى لأغراض انسانية وبما يتفق مع باقى بنود ميثاق الأمم التحدة.ولا يمكن أن نغفل التقارير الدولية التى تؤكد ان أعمال الإبادة الجماعية وجرائم الحرب قد ارتكبت فى ليبيا فى جانبين فى طرابلس وبنغازى، وهذه أول مرة أسمع ان التقارير تدين الثورة فى مسألة الإبادة الجماعية، وعليه نرى أن العمليات العسكرية للناتو قد تجمد مؤقتا وتتوقف.
*متى تتوقع حدوث هذا؟
**فى تقديرى أمام الاستنزاف المادى والبشرى للقصف الذى يتم بغير نتيجة لا يمكن التصور بأنه سوف يستمر لمدة ثلاثة أشهر وأتصور أنه بعد هذه المدة سيكون هناك تقرير من الأمين العام للأمم المتحدة يفيد بأنه تم تدمير الآلة العسكرية للنظام وعليه ستعلق عمليات حلف الناتو وأن الأمر بات فى انتظار التسويات السياسية اما إذا وجدت عناصر داخل ليبيا لاثارة المدن التى لم تشارك فى الثورة للآن فإن الأزمة سوف تطول وتزيد من صعوبة الموقف.
*صعبة فى أى اتجاه؟
**أقصد خروج بنى وليد وكذلك المدن الجنوبية.
*الجميع يتحدث عن التقسيم.. هل ترى احتمالية هذا الاتجاه فى ظل إطالة أمد الأزمة فى ليبيا؟
**أخطر ما فى الموضوع هو التقسيم وهذا هو دافعى لاقتراح فكرة مؤتمر المصالحة الوطنية يُتفق خلاله على عناصر المصالحة وعدم السماح بتقسيم ليبيا حتى ولو كان إداريا.
*الا ترى أن الاعترافات الدولية بالمجلس الانتقالى الليبى فى بنغازى تؤكد على تمثيله للشعب الليبى وليس جزءا من البلاد؟
**هذه الإشارة مهمة جدا وحرص على الوحدة، والدكتور مصطفى عبد الجليل حريص على وحدة ليبيا ويؤكد دائما أنه لايمثل فقط ثوار بنغازى وإنما يمثل كل الشعب الليبى.
*هل ما يحدث فى ليبيا تصفية حسابات مع نظام القذافى بدليل ملاحقة الناتو له لتصفيته؟
**كان من الأفضل البدء بحلول سلمية بدلا من استخدام القوة العسكرية التى دمرت ثروات الشعب الليبى ولهذا من المهم ان تتدخل مصر لإنقاذ ما يمكن انقاذه وحتى لا تترك الساحة لأطراف غربية تحاول التعاقد على تأمين بنغازى وطبرق وأجدابيا وشركات البترول والمحمول والمواد الغذائية وكذلك التعاقد على علاج بعض المصابين فى مستشفيات انجليزية بعد ما كانت النظرة الطبيعية أن يكون التعاون مع مصر وتونس ولذلك أخشى ان يكون تحرك مصر جاء متأخرا وتصبح الحكمة من وراء الصمت شهرين أو ثلاثة تنعكس بالسلب على العلاقة مع ليبيا فى المستقبل.
مسئولية الجامعة/U/
*كيف ترون دور الجامعة العربية فى واقع ومستقبل التطورات الليبية؟
**الجامعة العربية تعتبر مسئولة إلى حد كبير عن قرار مجلس الامن بالتدخل فى ليبيا وعليها فى اعتقادى ان توازن هذه المسئولية بمسئولية أخرى فى مجال اعادة الاستقرار وحفظ الأمن والسلام على الأراضى الليبية إلى جانب إعادة تأهيل وإعمار ما دمرته العمليات العسكرية فى الشرق والغرب الليبى.
بما أن الشىء بالشىء يذكر فلابد للجامعة العربية ان تضع فى أجندة أعمالها المقبلة مسألة تكوين قوة عربية خاصة بالتدخل فى حالات الطوارئ وحفظ السلام، وأن يتم تقنين عمل هذه القوة وتدريبها وتمويلها لتكون إدارة أساسية فى أدوات النظام الإقليمى العربى فى مرحلته الجديدة وبما يؤدى إلى اعتماد العرب على أنفسهم وبغير حاجة إلى استدعاء اطراف وقوات أجنبية..
*إذا تركنا الشأن الليبى وانتقلنا إلى الشأن المصرى، ماهو تقديرك لأبرز عناصر التطوير المطلوب فى سياستنا الخارجية خلال المرحلة المقبلة؟
**يمكن إجمال هذه الناصر فى سبع نقاط يأتى فى مقدمتها اعادة تشكيل وتكريس العقيدة العروبية فى سياسة مصر الخارجية وتطويرالعلاقات الثنائية مع الدول العربية ودور مصر فى منظومة العمل العربى المشترك إلى جانب انعاش العلاقات المصرية الأوروبية فضلا عن إعادة الاهتمام بعناصر القوة الناعمة لمصر وتوظيفها بطريقة ذكية وفعالة فى السياسة الخارجية، وتطوير آليات ومناهج العلاقة بين الوطن وأبنائه فى الخارج بما فى ذلك اتاحة الفرصة امامهم لممارسة حقوقهم السياسية بالوطن، وتشجيع التفاعل مع منظمات المجتمع المدنى وهيئات حقوق الإنسان وتنشيط الدبلوماسية الشعبية بالتنسيق والتوازى مع الدبلوماسية الرسمية، وأخيرا تطوير العلاقات المصرية مع دول الجوار الاقليمى كتركيا وإيران وأثيوبيا وكذلك استعادة الحيوية فى علاقتنا مع القوى الدولية البازغة كالصين والهند وكوريا والبرازيل وكل ذلك يأتى فى إطار إعلاء الأبعاد الديمقراطية وحقوق الإنسان وادماجها فى صلب المعايير والضوابط التى تؤسس عليها علاقتنا الخارجية .
*حتى الآن لم نستفد فى علاقتنا الخارجية بعد الثورة واعجاب العالم بعظمة الشعب المصرى.. كيف نعيد الحيوية إلى السياسة الخارجية؟
**لابد من التذكير بأن مرحلة شهرين فقط عمل خلالهما الدكتور نبيل العربى بروح الثورة والتغيير أننا سنشهد انجازات كبيرة، حتى التطوير الذى نفكر فى عمله فى أفريقيا لن تأتى نتائجه على الفور وإنما تحتاج لعمل طويل المدى وفق خطط استراتيجية بخلاف العمل الآدنى. وهناك تفكير فى أن يكون للوزير نائب يتولى الشئون الأفريقية ويمكن إنشاء وزارة جديدة للشأن الأفريقى تشمل التعاون فى كل المجالات. بما فى ذلك التفكير فى إيجاد نوافذ جديدة تهتم بالإنسان الأفريقى وتعرفه على الفنون المصرية فى إعلام وثقافة ومن هنا يمكن عمل اذرع طويلة فى القارة الأفريقية تختلف عن المخالب التى كانت تعتمد على العمل المخابراتى فى السابق. وعلى سبيل المثال ان تصل مصر للطيران إلى كل العواصم الأفريقية، وتشجع المصريين على الهجرة لأفريقيا لاكتشاف مهاجر جديدة فى بعض الدول مثل زيمبابوى وجنوب أفريقيا، وتنزانيا وأوغندا، وهذا يشكل حضورا مصريا انسانيا واجتماعيا.
*ذكرت مسألة العقيدة العروبية ماذا تعنى؟
**فى السياسة العربية نحتاج لتكريس العقيدة العروبية بمعنى أن يعلم كل الدبلوماسيين أن أولويات مصر فى المنطقة العربية هى التكامل مع الدول العربية فى مجالات التنمية الاقتصادية، ووضع مزايا للعرب فى مصر فى مجالات التعليم والاعلام والفن والثقافة تؤكد خصوصية العلاقة عن كل دول العالم .
*هل انت مع إعادة هيكلة وزارة الخارجية المصرية بما يؤهلها لمرحلة ما بعد الثورة وتصحيح أخطاء النظام السابق؟
**سبق أن دعيت مبكرا إلى مراجعة قانون السلك الدبلوماسى والقنصلى بشكل ينظم العمل داخل منظومة الخارجية وفقا لقواعد ومبادئ المساواة والشفافية والمساءلة.إضافة إلى حزمة من الإصلاحات التى أطلقها الدكتور نبيل العربى منها تجويد الأداء داخل مؤسسة وزارة الخارجية من خلال عدة قواعد ومعايير وآليات تتأسس على الكفاءة والموضوعية وإعطاء الفرص للشباب والاهتمام بقطاع رعاية المصريين بالخارج وربط الجاليات المصرية بالوطن.
وعدم التركيز على دعاية الزيارات الرسمية من المسئولين وخلافه دون الاهتمام بالمواطن المصرى فى الخارج وإضافة إلى ذلك لابد من إنشاء مجلس للأمن القومى المصرى وإحياء دور هذا المجلس الذى تغيب دوره ويمكن ان يقوم بدور التنسيق بين اجهزة المخابرات العامة والأمن الوطنى وأجهزة وزارة الخارجية وقطاعات الهجرة وإدارات العلاقات الخارجية الموجودة فى وزارات أخرى مثل الصناعة والتجارة والإعلام وغيره لتنسيق العمل فى مجالات السياسة الخارجية..
*تحدثت عن أهمية إيجاد تنسيق بين دول جوار ليبيا ماذا تعنى؟
**الأطراف المحيطة بالجوار الليبى ان يكون لها اجتماع خاص بها يضم السودان - مصر- تشاد- تونس الجزائر- إيطاليا- فرنسا- اليونان ويخصص للتنسيق بينها للعمل على ثلاثة مجالات - مسألة النزوح واللجوء والهجرة غير الشرعية- البعد الاقتصادى والامداد وتأمين الحدود ضد تهريب السلاح وهذا الاجتماع التنسيقى مهم خلال فترة ما بعد واثناء الأزمة الليبية، وقد رحب الدكتور نبيل العربى بهذه الفكرة إضافة لمقترح المصالحة بين الأطراف الليبية الذى يمكن عقده فى الإسكندرية أو مرسى مطروح.لمناقشة كل الأطر التى أشرت إليها فى مستهل حديثى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.