عفواً عنوان الموضوع ليس ملكى ولكنه بداية مقطوعة جميلة من شعر الواو صاحبها هو الشاعر الكبير عبد الستار سليم، لغتها الصعيدية الناعمة تقول: عينى رأت سرب غزلان فيهم غزالة شريدة والقلب لما اتنغز مال شاور وقال شارى ده لست أدرى لماذا تذكرت على الفور كلمات عبد الستار سليم وأنا استمع إلى الفنان مجدى الشحات، كان يحكى تجربته الفنية ومعاناة عشرين عاماً لدراسة وحدات الزخرفة الإسلامية الفريدة فى مصر، ثم إعادة استخدام هذه النماذج فى خدمة الحرف التقليدية.. ، بسط أمامى سرباً كبيراً من الغزلان المتوثبة، أيائل من فضة، غزلان من خيوط الحرير، طيور ناشرة جناحيها فى الخيال، أرنب يجرى فوق صفحة صينية نحاسية مزينة بزخارف نباتية متراكبة، طاووس فى حركة استعراضية، انتهاءً بتلك الحمائم المطوقة وأوزة برية تصنع دوامات مائية وهى تسبح فوق اللوحة هذه الرسوم المتحركة أمامى هى كنزه الذى ظل ينقب عنه كل هذه السنين، هوايته التى تنقل من أجلها بين محطات عديدة لم تحقق له السكينة، حتى والده كان يظن أنه مجنون.. أول سؤال سألته للفنان مجدى الشحات بعدما رأيت غزالاته: ألا تخشى أن تسرق هذه التصميمات؟ ومرة اخرى أقع فى شرك عبد الستار سليم، هو الذى أوحى إلىّ بهذا السؤال، فقد كانت مقطوعته العذبة التى تتردد داخلى الآن بإلحاح بطلة قضية من قضايا السرقات الأدبية، وكانت أول قصيدة معاصرة تنسب إلى صاحبها بحكم قضائى، يتصاعد الصوت فى رأسى: والقلب لما اتنغز مال شاور وقال شارى ده الله على جمالك يا سليم، أحاول جاهدة أن أخرج من أسر عبد الستار سليم، أنظر إلى مقطوعته الدائرة فى رأسى.. أعنفها: خلاص.. خلاص.. سوف أضعك فى بداية الموضوع. بعدما سكنت رأسى وارتاحت قليلاً أنتبه وأعود إلى الفنان الهادئ الرومانسى الذى يصر أن يكون اللقاء فى حديقة نقابة التشكيليين بحرم الأوبرا: ألا تخشى أن تسرق تصميماتك؟ يقول : لا يستطيع أحد أن يقلدها!! ويؤكد بهدوء وثقة بالغة ولو قلدها أحد فسوف أصنع الجديد، أستطيع أن أرسم من هذه اللوحات العشرات يومياً؟! أنظر إلى وجه الغزالة الجميلة من أوحى لله بهذا الوجه؟ -: لا أحد، ولا ابنتك؟ زوجتك؟ أضحك وأنا أحاول أن أنتزع منه اعترافاً: بنت الجيران؟ حب الطفولة البريئة؟ يصر: أبداً.. أبداً، كل هذه الرسوم تأتى من داخلى فقط، من رأسى فقط، يشرد قليلاً ثم يقول: سأقول لك سراً لا يعرفه أحد، ولم أصرح به لأحد من قبل: هذه الرسوم كنت أراها وأنا طفل صغير أطيافاً هلامية كانت تظهر أمام عينى من وقت لآخر، كان عمرى وقتها 7سنوات، استمرت هذه الخيالات معى حتى عمر عشر سنوات، وعندما توفيت والدتى انقطعت هذه الرؤى؟! كنت تحلم بها إذن وأنت صغير؟ -: لا بل كنت أراها يقظة، وكانت تبدو جميلة فى لون شفاف.. موف فاتح.. زخارف.. غزلان.. حمائم!! لم أكن أعرف أن هذا بمثابة التنبيه والتوجيه للبحث عن القيم الزخرفية الإسلامية التى لا تندثر إلا بعد سنوات طويلة. ضاع منى و قت طويل وأنا أبحث عن هويتى، وسبَب مشاكل كثيرة لوالدى بسبب هذا الموضوع، يضحك ويسند ظهره إلى الكرسى ويسرح وهو يتذكر كيف كان يحب الهدوء والوحدة، وكيف كان يحلو له المذاكرة فوق ظهر الدولاب، وكيف افتقده والده فى أحد الليالىوظن أنه «بات بره» وتوعده بالعقاب، ثم اكتشف أن ابنه قد «راحت عليه نومة فى العلالى». امشى إطلع بره ويستدعى ذكرياته عن هذه الفترة وكيف كان والده- الذى يعمل فى المطابع الأميرية- ينصحه دائماً بالقراءة حتىأصبحت هى أمنية وصديقه، وأصبح يلتهم كل مايقع تحت عينيه ويضيف خبرات هائلة إلى ذاكرته. وينجح فى امتحان معهد السينما الذى أصر على الالتحاق به رغم عدم رغبة والده، ويتذكر كيف أجازه الممتحن بسبب كتاب قرأه مصادفة عن نشأة وتطور التصوير السينمائى. ولكن روحه القلقة التى ذهبت للبحث عن هويتها تهجر معهد السينما فى اتجاه معهد ليوناردو دافنشى الذى أقامته السفارة الإيطالية لدراسة الفنون، وللمرة الألف يغضب الأب من هذا التصرف غير المسئول ويطرده من البيت ويصر ألا ينفق عليه؟!! يقول: كان هناك هاجس ورغبة تسيطران على، يجب أن أصنع شيئاً فريداً مميزاً له قيمة كبيرة، كان جدى وقتها «محمود الشحات» من نجوم الخط العربى المعروفين، وقد منحه الملك صك الباكوية، وعندما جاءت الثورة بعثه جمال عبد الناصر إلى واشنطن ليكتب آيات من القرآن الكريم على مبنى المسجد وكتب سورة الرحمن فى شريط طوله 200 متر، كان جدى يدرس الخط العربى، ففكرت لماذا لا أكون نجماً فى الخط مثله؟ ذهبت إلى هناك ودخلت الفصل لأداء امتحان القبول، جاء جدى ونظر فى ورقة الإجابة، وفجأة صرخ فىّ وأشار بيده إلى الباب: امشى اطلع بره!! ضاعت السنوات الأولى دون أن ألتحق بمدرسة الخط، فى السنة التالية ذهبت لامتحان القبول، وكانت النتيجة: امشى اطلع برة!! فى السنة الثالثة قلت له: لو لم أنجح هذا العام فلن أكررها فى العام المقبل، انت بتعمل معايا كده ليه؟ قال: لأنك لا تكتب بإحساس كان درساً شديداً شكّل حياتى كلها وجعلنى أنظر إلى الأمور بشكل أكثر عمقاً وإداراكاً ونضجاً وأنا أبحث عن نفسى.. بحب البلد دى قوى بتحد يستمر فى ليوناردو دافنشى، عاش مع بعض زملاء المعهد فى شقة إيجار، يرسمون لوحات على ورق البردى ويتعيشون من ثمنها، بعد فترة وجيزة شارك فى معرض فنى كتبت عنه الصحف ونشرت صورته بعد فوزه بجائزة المعرض، ذهب إليه والده وطلب منه أن يعود إلى بيت العائلة لكن عليه أن يتولى الإنفاق على نفسه، يقول: ومنذ ذلك اليوم وأنا أعتمد على نفسى فى تدبير حياتى.. شئ غريب فى بطل هذا الموضوع، لاتستطيع أن تلمح انفعالاته.. يجيد حبك ذلك الحاجز الزجاجى الذى يختفى وراءه.. أو يرتاح وراءه.. دائماً معك وفى نفس الوقت بعيد أو غامض، فلا تدرى إن كان سعيداً بنفسه وحياته والأحداث التى مرت به أو أنه يحكى بعضاً منها على سبيل الكوميديا السوداء.. لحظات صدق قليلة يفتح لك قلبه، عندما يتحدث عن حبه لابنتيه أو حبه لزوجته التى حاول لأجلها أن يغير أشياء من نفسه، أما أصدق لحظة فتلك التى امتلأت عيناه فيها بالدموع وهو يحكى عن قلقه وانتظاره لشقيقه الذى كان مجنداً وكان يشارك فى وحدات خاصة لعمل ضربات صادمة وراء خطوط العدو أثناء حرب الاستنزاف يقول: كنت أنتظره على جمر، أخاف عليه وفى نفس الوقت شديد الإيمان بما يصنعه، أختلى به ليحكى لى عن تفاصيل المهمة التى قاموا بها..، ثم تفلت منه جملة سريعة ويقول لى: أنت لا تعرفين كم أحب هذا البلد.. ورغم أنه من الصعب اختراق كل هذه الحواجز التى يحيط نفسه بها فإنك مجرد أن تسأل سؤالاً فى أى موضوع يتحول ذلك الرجل الغامض إلى جهاز كمبيوتر يستدعى المعلومات من ذاكرة موسوعية جديرة بالاحترام.. ثم فجأة أكتشف أن صاحب الغزالات الرشيقة الرقيقة كان بطلاً مسرحياً وبطلاً فى سلاح الصاعقة. لقد تنقلت حياته بين محطات عديدة، كما تنقل بين وظائف عديدة وهو يحمل روحه القلقة الحائرة الباحثة عن شئ ما لم يكتمل بعد! الآن وفى كلية الفنون التطبيقية وعلى مكتب الدكتور مصطفى عبد الرحيم العميد السابق للكلية يلتقط بدايات الخيط الضائع. د. مصطفى عبد الرحيم له تلاميذ كثيرون، إذا حضر إلى مبنى نقابة التشكيليين الواقعة داخل مجمع فنون الأوبرا بالجزيرة تهتز الأرض و تتحرك تراتبيزات الحديقة ويتلهف الجميع لمصافحته أما هو- الدكتور مصطفى عبد الرحيم- فأخفهم حركة نسمة طائرة تجوب المكان بسرعة تسلم ثم تختفى!! عند مكتب د. مصطفى عبد الرحيم يجد الفنان مجدى الشحات نفسه ضمن مجموعة قليلة من التلاميذ الذين يحاولون وبشكل جاد جداً أن يعيدوا الفنون الإسلامية إلى حياتنا المعاصرة فى أشكال جديدة تنبع من روح وخطوط التراث.. ولأنه عاهد نفسه أن يكون شخصاً متميزاً فقد ذهب إلى أكثرها صعوبة: الزخرفة الإسلامية فى رحلة البحث عن الهوية التائهة وقعت عيناه على بصمة الزخرفة الفاطمية وشاهد أرواحاً تتحرك فوق الأبواب الخشبية والمناضد والصوانى.. وفى مسجد السلطان حسن جلس فى انبهار يتابع ما صنعه المماليك وأضافوه ليخرج فنا مصريا زخرفيا ليس له مثيل فى العالم.. البحث عن الجذور يقول الفنان مجدى الشحات: سألنى يوماً أحد الطلاب فى مدرسة الخط وهو من أوزبكستان- عن كتاب يتحدث عن الزخرفة المصرية الإسلامية لم أجد شيئاً أقوله، فى الحقيقة لا يوجد مثل هذا الكتاب، ومن يومها وأنا مشغول بهذا الأمر، العشرين سنة الماضية كلها كنت أجمع فيها المادة العلمية التى تؤهل هذا الفن وقد قاربت فعلا على الانتهاء من الكتاب وإصداره. وقد أوحت إليه هذه الدراسة المتعمقة بفكرة جديدة جداً: لماذا لا نستخدم هذه الوحدات الزخرفية ونطورها لنخرج ببصمة جديدة عالمياً يمكن استخدامها فى تصميم الحرف التقليدية المصرية التى لم يعد لها سوق عالمى؟ ونترك له الفرصة أولاً ليحدثنا عن الزخرفة الإسلامية فى مصر، ويقول: الزخرفة النباتية أصلها من سامرا بالعراق وبها بواكير الفن الإسلامى، لكن الفاطميين فى مصر عملوا بفكرة الحلزون مستوحاة من نبات اللبلاب ثم وضعوا عليه وحدات زخرفة سامراء. وبعد ذلك ظهرت الزخرفة المملوكية فى مصر وهى نتائج انهيار الأندلس والدولة العباسية، حيث تجمعت المدرستان فى مصر ونتج فن جديد لم يسبق له وجود وهو آخر تطور فى الفن الإسلامى وظهر فيها المروحة الزهرية، فيقوم الفنان بتحويل ورق الزخرفة لوحدة زهور ويرسم داخلها الزخرفة، أى يرسم زخرفة ثانية داخل وحدة الزخرفة. ويشرح المسألة أكثر قائلاً:المماليك عملوا الزخرفة أربعة أقسام، لكل قسم مدرسة الأول مدرسة المراوح النخلية وهو أسلوب يعتمد على زخرفة نباتية اعتمادها الأساسى على السعفات النخيلية فى شكل نباتى مسترسل متواصل. الثانى المروحة الزهرية. والثالث الزخرفة المختلطة وتشمل زخارف المروحة النخيلية والزهرية والزهور والثمار والزخرفة الفاطمية. ويؤكد: قلائل يرسمون هذه الزخارف فى مصر الآن، عددهم لا يتعدى 5-6 أشخاص أهمهم د. مصطفى عبد الرحيم، ولذلك أتفقت مع وكيل آثار القاهرة لتعمل ورشة رسم زخرفة مملوكية مع بداية الدراسة لتعليم الطلاب هذا الفن فى مجموعات لمدة عشر أيام. أما القسم الرابع فهو زخرفة التوريق والنموذج الوحيد له فى مسجد السلطان حسن، بعد ذلك يوجد فقط على أضرحة السلطان محمد قلاوون وخريج قلاوون، حيث استخدمت أوراق النباتات كوحدات للزخرفة. أما عن الجديد الذى صنعه فيقول: الفن الفاطمى لم يتناول فى الرسوم الحيوانية سوى الأرنب والغزال والطاووس، مثلاً عن نموذج منفذ على خشب وقمت بحشوه بالزخارف، نفس التجربة تمت على الأرنب الفاطمى، قمت بتنفيذ نفس النموذج الموجود على الصينية النحاسية ولكن جعلته أرنباً مليئاً بالزخرفة على أرضية من زخارف التوريق المملوكى داخل إطار من زخرفة توريق مملوكية بدون تكرار، فلا يوجد حلزون زخرفى مكرر مثل الآخر وهذه هى صعوبة العمل، لابد أن يكون هناك استرسال فى الوحدات.. يتوقف الفنان مجدى الشحات ويقول: إلى هنا نكون قد طورنا التراث القديم.. ولكن همى الأساسى لم يكن فقط تطوير التراث الزخرفى، ولكن خلق وحدات زخرفية جديدة يمكن استخدامها فى صناعة الحرف التقليدية، أى أكون وحدة زخرفية بفكر جديد لم يسبق تكرار ما فى العصر القديم أو الحديث، وأنشأت اسلوباً جديداً سميته الزخرفة التعبيرية. ويقدم بعض النماذج التى استخدمها بهذا الأسلوب فيقول : أخذت الحمامة مثلاً كوحدة زخرفية، وهى عبارة عن تكوين فى شكل دائرة تحتوى على حمامه محورة بأسلوب زخرفى يجمع بين الزخارف المملوكية والفاطمية فى تكوين مختلط من من المروحة النخيلية والنباتية الفاطمية، عبارة عن جزءين، القاعدة من الزخرفة المروحية الزهرية وجسم الطائر من زخرفة مروحية نخيلية وزخرفة فاطمية. وهذا التصميم يمكن تنفيذه على الجلد والنحاس والخشب والفضة. ويسترسل الفنان فى عرض نماذج تعبيرية جديدة مثل أشكال أخرى من الحمائم المحورة المقيدة والمطوقة، ونماذج من البجع تصلح كجدارية أو معلقة فضية أو ذهبية داخل إطار ، كما يعرض تكويناً خيالياً يمكن تصنيعه من الخزف لرأس طائر وجسم من وحدات زخرفية، ونرى أيضاً الغزال البرى الفاطمى المصمت وقد أعطاه الفنان شكل الزخرفى فبدأ كأنه يقدمه بشكل تشريحى مظهر العضلات بشكل جمالى مع تناغم العناصر الزخرفية. وحدات زخرفية جديدة عديدة خرجت من بين يدى مجدى الشحات، إلى أين يذهب بها؟ يقول: همى وهم عدد من الفنانين هو التغلب على مشاكل الحرف التقليدية ودفعها إلى العالمية كما كانت، فهذه الصناعة الآن فى حالة انهيار بعدما ضاعت أصول الصنعة بوفاة عدد كبير من الأسطوات وشيوخ الحرف مما تسبب فى اندثار الرسوم الأصلية التى كانوا يستخدمونها وكذلك تدهورت الحرفة نفسها، فمثلاً فى النحاس كان الحرفى قديما يقوم بأعمال الطرق والنقش والحفر والأكسدة، الآن أصبح كل مسمى من هذه الخطوات يقوم به حرفى متخصص يعمل بدون تنسيق مع زميله المكمل له وهذا أدى إلى ظهور عيوب كثيرة فى الوحدة المنتجة. بالإضافة إلى ذلك ليس هناك مواصفات قياسية أو توصيف للخامات المستعملة واشتراطات الجودة، وليس هناك تخصص فى التصميم لصناعات الحرف التقليدية فى كليات الفنون، وليس هناك مدرسة لتعليم فن الصناعات الحرف التقليدية، ولا يوجد كود للصناعة يحدد مواصفتها ومواصفات التصدير للمنتج الحرفى، مع عدم وجود ترويج للاستثمار فى صناعات الحرف التقليدية لدرجة أنه يوجد شخصان فقط فى مصر يستثمران فى صناعة الحرف التقليدمية ويعملان بمبادرة شخصية. لو أضفنا إلى ذلك عدم وجود أرشيف قومى يشمل الرسوم التراثية المثلى التى نفذت فى أعمال الحرف التقليدية فى العصر الحديث والعصور التاريخية بما يشمل التسجيل والتصنيف والوصف سوف نكتشف للأسف أنه لا يوجد ما يمثل هذه الصناعة بشكل رسمى. والنتيجة فى النهاية هو عدم قدرة المنتج المصرى على منافسة المنتج الهندى والفيتنامى والصينى فى مجالات مثل البورسلين والخزف والمعادن والأخشاب والمنسوجات اليدوية، فى حين يوجد فى المغرب وزارة للحرف التقليدية وفى الهند وزارة للغزل والنسيج وفى الصين مؤسسة قومية للحرف اليدوية، حجم هذه التجارة عالمياً مائة مليار دولار، نصيب مصر منها لا يتعدى 50 مليون دولار، إيران تبيع ب 20مليار دولار حرفا يدوية، عدا السجاد، وتركيا تبيع ب 15 مليار دولار وسوريا 8 مليارات، والمغرب 6 مليارات دولار. هذه الحرف لها بورصة عالمية فى ديرسن فى ألمانيا وبورصة فى الولاياتالمتحدة ويتم التعامل معها عن طريق التجارة الإلكترونية، فى فيتنام بعدما يحصدون الأرز يصنعون من الطمى فخاراً يباع فى أوروبا، والحرير الهندى المطبوع مكتسح شمال أوروبا بالكامل، وكذلك البورسلين الصينى مكتسح العالم. وكل ماصنعته خلال العشرين عاماً الماضية هو محاولة فردية لتطوير الصناعات الحرفية المصرية باستخدام وحدات من التراث وتطويرها لتقدم بصمة عالمية من الفن المصرى المميز الذى يفرض نفسه على السوق شرقه وغربه. ??? كثيراً ما يواجهنا الواقع بتفاصيله المؤلمة، أمسكت بغزالات مجدى الشحات وحمائمه وبجعاته السابحات وعدت أتأملها.. محاولة لاسترجاع حالة من الخيال الفنى الجميل الذى يبعث السكينة، ابتسمت للصور وأنا أردد: فيه غزالة شاردة...