يأتى الدكتور أسامة الفولى ليكون ثانى محافظ للاسكندرية بعد المستشار السيد الجوسقى من خريجى كلية حقوق الاسكندرية. والدكتور الفولى يشغل رئيس قسم الاقتصاد وكان عميداً سابقاً للكلية ووكيل أول وزارة التعاون الدولى. ويتميز هذا العالم الجليل بخبرته فى الاقتصاد السياسى على وجه الدقة وينتمى لعائلة قانونية فوالده رحمه الله من أشهر محامى العمال بالإسكندرية وشقيقة محام بالنقض وعضو مجلس النقابة الفرعية فضلاً عن تميز الدكتور الفولى بدماثة الخلق والتدين والالتزام المهنى والوازع الإنسانى، حيث أنشأ كياناً بكلية الحقوق لمساعدة الطلاب الفقراء وتوفير الكتب الجامعية لهم بالمجان وتدبير دعم مادى أيضا. ولاشك أن العمل الأكاديمى يختلف تماماً عن عمل المحليات المتخمة بالفساد والرشاوى والاستثناءات وهذا يتطب المزيد من الحرص. لقد عاصرت تجربتين بالإسكندرية عن قرب بحكم اقامتى بالإسكندرية وهما تجربة اللواء عبد السلام المحجوب المحافظ الأسبق والذى كان صاحب عبارة (تصدق) الشهيرة على أى طلب يقدم له. وكان من الطبيعى أن يشيد رجال الأعمال المنحرفون بالمحجوب وساعدهم فى ذلك بعض الإعلاميين المرتشين والوسطاء والسماسرة الذين حصلوا على استثناءات فى تعليات الأبراج فى الأزقة وجنوا من وراء ذلك الملايين وكذلك نواب التعليات الذين انفردت بهم الإسكندرية على غرار نواب القروض ونواب المخدرات ووصلت الاستثناءات لحوالى 55 ألف عمارة مخالفة. وجاء اللواء عادل لبيب ليوقف حالة الفوضى والاستثناءات فثار عليه المقاولون والمنحرفون وهددوه بتوقيف مشروعاتهم ولكن الرجل تصدى لهم ووقف لهم بالمرصاد كما أنه طبق القانون على الجميع لدرجة أنه هدم شقتين مخالفتين لمحافظين معه فى الخدمة فى شارع فوزى معاذ بسموحة. ورغم مصداقية لبيب. فإنه تعرض لحملة شرسة من كل المنحرفين والسماسرة واتهموه كذباً بعرقلة المشروعات وهدم الأرصفة وتعطيل مصالح الجمهور. إن الاختيار امام الدكتور الفولى لاشك سيكون صعباً ولكنه قادر على التعامل مع الأمور بحنكة ومرونة ولكن دون مخالفة للقانون. إن الإسكندرية تحتاج إلى جهود المخلصين من أبنائها لتنال حظها الواجب لما تمتلكه من مقومات هائلة سياحية وطبيعية وبترولية.