كتب : جهاد التابعى السيكودراما أوالعلاج بالتمثيل المسرحى هى شكل من أشكال العلاج النفسى من خلال التقنيات المسرحية،وتأخذ شكل ورشة تمثيل يلتقى فيها مجموعة من المرضى من أصحاب المشاكل المتقاربة يتراوح عددهم فى الورشة الواحدة ما بين ستة إلى سبعة أشخاص، وهناك إجماع بأنه كلما قل العدد، كلما أصبح العلاج ناجحا وزادت القدرة على التعبير عن الانفعالات. ويقوم الطبيب النفسى الذى يتحول إلى مخرج بمساعدتهم فى تمثيل واقعة معينة كان لها تأثير سلبى فى الماضى أو تحدث فى الحاضر وتتم هذه التجربة اعتمادا على العفوية والانسيابية دون تخطيط أو إعداد مسبق مما يتيح عملية البوح بشكل صحى وتأكيد الذات والتحرر من الخجل وعبء الشعور بالذنب،وتكرار الواقعة من خلال التمثيل يساعد المريض على الخلاص من الكبت، فعندما يعيد الإنسان تمثيل الواقعة يتغلب على الأزمة ويصبح سيد الموقف. والمواجهة من خلال الدراما تساعد المرضى على مواجهة حالتهم التى يوجدون عليها فى الواقع والتعبير عن المواقف التى لا يرضون عنها بحياتهم. ومن أساليب السيكودراما: قلب الأدوار: وتساعد البطل على تقمص شخصية إنسان آخر فى حياته سبب له مشكلة أو أزمة ليستطيع أن يرى الموقف من وجهة نظر هذا الشخص. المرآة: حيث يقوم أحد أفراد الجماعة بتمثيل دور الشخص المريض أمامه ويتصرف مثله تماما ليرى نفسه كأنه ينظر فى مرآة للذات. النموذج :حيث يقوم شخص آخر بتمثيل دور المريض ولكن يتصرف بشكل نموذجى وعقلانى. الدوبلاج:حيث يقوم الشخص بتمثيل دوره الحقيقى ولكن بتعبير حركى وإيماءات فقط بينما يرافقة شخص آخر وكأنه ظله يقوم بترجمة هذه الحركات إلى كلمات مسموعة. هذه الطريقة الرائعة فى العلاج النفسى تستخدم على نطاق واسع فى بلاد العالم المتقدم،وتستخدم أيضا فى مصر ولكن على نطاق آخر !..فإذا كنت قد انفعلت بالمعلومات التى عرفتها الآن عن السيكودراما.. وأخذتك الجلالة لتبحث عن إحدى العيادات المتخصصة فيها،فأرجو ألا تصاب بخيبة الأمل عندما تجد أن هذه العيادات نادرة الوجود فى بلدنا،وحينما تدخل هذه العيادة ستجد «زبائن» من الأثرياء فقط، ومعظمهم من دول عربية شقيقة ..وهذا ببساطة لأن المواطن الغلبان الذى يحمل بداخله عدد لا بأس به من الأزمات والصدمات النفسية الحقيقية لا يملك «الفيزيتا» الباهظة ليدفعها فى هذه العيادات التى ترفع شعار (العلاج النفسى للأثرياء فقط). وإذا كنت تعانى من بعض الإكتئاب أو شىء من انعدام التوازن والثقة بالنفس فربما تتدهور حالتك أكثر عند أول لقاء مع الطبيب الذى يتحدث إلى مرضاه من طرف أنفه، ويصدق شعارات الدعاية التى يروج بها لشخصة وكأنه أحد نجوم هوليود. فإذا كان أهم شىء لبدء العلاج النفسى هو الارتياح للطبيب فكيف يرتاح إنسان لطبيب (يقبض بالساعة ) و يعلن بوضوح فى كتالوج العيادة أنك لن تجده عندما تحتاج له فى أى وقت..أرجوك لا تكتئب الآن فعليك الانتظار أسبوع أو أسبوعين لتلتقى بالطبيب النجم!.