آمال.. وأحلام.. وأمانى كثيرة تراود أية أسرة تبدأ أولى خطواتها على طريق الحياة الطويلة.. ولكن هناك عثرات قد تقابل الأسرة وتقف كالسد المنيع أمام مواصلتها الطريق لحياة سعيدة.. فقر.. جهل.. مرض.. هى من أخطر هذه العثرات.. إنها مثلث مرعب يحيط بالإنسان ويدور داخله ولا يستطيع الفرار منه.. والمرض مع الفقر يحيل حياة الإنسان إلى مأساة.. ولكن أن نجد أسرة بها أكثر من مريض وتعانى الفقر وقلة الحيلة فهذه هى المأساة بعينها.. وهذه هى إحدى الأسر التى سقطت فى بئر المرض والفقر.. إنها أسرة موظف بإحدى الإدارات الحكومية والتى تعيش بإحدى قرى محافظة تقع فى شمال الدلتا والأسرة مكونة من أربع بنات وولد بخلاف الأم والأب الذى يسعى من أجل لقمة العيش.. يعمل بجد واجتهاد فهو يخرج للعمل بالإدارة ثم يخرج منها ليساعد من يريد فى زراعة الأرض هكذا علّمه أبوه منذ صغره. ولكن فجأة يشعر بالتعب والوهن ويتحول وجهه إلى اللون الأزرق.. آلام فى بطنه.. انتفاخ بالجانب الأيمن.. يذهب إلى المستشفى فهو يحتاج إلى صحته حتى يستطيع أن يوفر لأولاده المصاريف والاحتياجات اليومية.. يتم إجراء بعض التحاليل والفحوص ويكتشف الأطباء أنه مصاب بتليف فى الكبد وفيروس (C) نشط ويحتاج إلى علاج وأدوية بصفة مستمرة كما يحتاج إلى الراحة ولكن من أين له بالراحة وهو يحتاج إلى بذل الجهد من أجل الأسرة.. الزوجة وقفت بجدارة وحاولت مساعدته ببعض المساهمات فى تربية الطيور وبيعها لتوفر جزءا من احتياجات الأسرة، ولكن الابنة الكبرى التى لم تتعد العاشرة فى ذلك الوقت سقطت مغشيا عليها بالمدرسة وتم توقيع الكشف عليها وأخبرت الطبيبة الأم بأنها مصابة بضيق بالصمام الميترالى للقلب وتحتاج إلى علاج وأدوية حتى يحين الوقت الذى تخضع لعملية جراحية لتوسيع الصمام واضطرت الأم أن تظل بالمنزل حتى تراعى ابنتها وما هى إلا شهور قليلة حتى أصاب الابنة الثانية ما أصابها.. هى طفلة صغيرة لم تتجاوز الثامنة تبكى لأمها فهى غير قادرة على الوقوف على قدميها لا تستطيع الذهاب إلى المدرسة.. حمل حقيبة الكتب المدرسية مشكلة المشاكل كانت الأم تظن أول الأمر أن الابنة تفعل ذلك حتى تجلس بالمنزل وتترك الدراسة ولكن ترجع الأم فى ظنها، فالطفلة مجتهدة.. محبوبة من مدرستها.. لا يغمض لها جفن إلا بعد أن تنتهى من دروسها وتتساءل الأم ماذا حدث؟.. تذهب إلى طبيبة الوحدة الصحية.. التى تصف بعض الفيتامينات ولكن الحالة والشكوى كما هى فتطلب من الأم عرضها على أطباء المستشفى العام بالمركز وحتى يتم إجراء بعض التحاليل التى قد تساعد فى اكتشاف ما تعانى منه الطفلة لم تتقاعس الأم حملت الطفلة إلى المستشفى وبالفعل تم إجراء التحاليل التى أظهرت ما لم يكن فى الحسبان.. فالابنة مصابة بلوكيميا حادة بالدم وقام الأطباء بتحويلها إلى المعهد القومى للأورام أربعة أعوام من العذاب ورحلة مكوكية تقوم بها الأم والابنة المسكينة، وذلك للعلاج الذى بدأ بجلسات لتلقى العلاج الكيماوى والإشعاعى ثم بذل نخاع ثم زرع نخاع.. ثم جرعات أخرى من الكيماوى والإشعاعى.. حالة الأسرة الاقتصادية تتدهور من سيئ إلى أسوأ.. الأب مع مرضه يحاول أن يعمل من أجل لقمة العيش للأسرة ومواجهة متطلبات مرض الابنتين، ولكنه غير قادر على ذلك، فهل يجد من يقف بجواره؟ من يرغب يتصل بصفحة مواقف إنسانية.