وزيرة التضامن الاجتماعي: مستحيل خروج أسرة تستحق الدعم من تكافل وكرامة    روسيا تشن هجومًا جويًا على العاصمة الأوكرانية كييف    ضبط أكثر من طن كوكايين على متن قارب قبالة سواحل أستراليا    ترامب: فخور بالهند وباكستان لإدراكهما أن الوقت حان لوقف إطلاق النار    «كلاسيكو الأرض وليفربول ضد آرسنال».. مواعيد مباريات اليوم الأحد والقنوات الناقلة    تشكيل ريال مدريد المتوقع ضد برشلونة اليوم في الليجا    طقس اليوم: شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا.. والعظمى بالقاهرة 40    نقيب الفلاحين: مش هندفن رؤوسنا في الرمال.. بعض لحوم الحمير تسربت للمطاعم    حظك اليوم الأحد 11 مايو وتوقعات الأبراج    هل للعصر سنة؟.. داعية يفاجئ الجميع    أسعار الخضروات والفاكهة والأسماك والدواجن اليوم الأحد 11 مايو    اليوم.. انطلاق التقييمات المبدئية لطلاب الصفين الأول والثاني الابتدائي    أسعار الذهب اليوم الأحد 11 مايو في بداية التعاملات    لأول مرة.. نانسي عجرم تلتقي جمهورها في إندونيسيا 5 نوفمبر المقبل    ترامب: أحرزنا تقدمًا في المحادثات مع الصين ونتجه نحو "إعادة ضبط شاملة" للعلاقات    صنع الله إبراهيم يمر بأزمة صحية.. والمثقفون يطالبون برعاية عاجلة    جوميز عن تدريب الأهلي: كل شيء وارد في كرة القدم    بالتردد.. تعرف على مواعيد وقنوات عرض مسلسل «المدينة البعيدة» الحلقة 25    الدوري الفرنسي.. مارسيليا وموناكو يتأهلان إلى دوري أبطال أوروبا    في ظل ذروة الموجة الحارة.. أهم 10 نصائح صحية للوقاية من ضربات الشمس    «جودة الحياة» على طاولة النقاش في ملتقى شباب المحافظات الحدودية بدمياط    تعليق مثير من نجم الأهلي السابق على أزمة زيزو والزمالك    ما شروط وجوب الحج؟.. مركز الأزهر للفتوى يوضح    سعر الموز والخوخ والفاكهة بالأسواق اليوم الأحد 11 مايو 2025    إخلاء عقار من 5 طوابق فى طوخ بعد ظهور شروخ وتصدعات    إصابة شاب صدمه قطار فى أبو تشت بقنا    انطلاق النسخة الثانية من دوري الشركات بمشاركة 24 فريقًا باستاد القاهرة الدولي    نشرة التوك شو| "التضامن" تطلق ..مشروع تمكين ب 10 مليارات جنيه وملاك الإيجار القديم: سنحصل على حقوقن    سامي قمصان: احتويت المشاكل في الأهلي.. وهذا اللاعب قصر بحق نفسه    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الأحد 11 مايو 2025    "التعليم": تنفيذ برامج تنمية مهارات القراءة والكتابة خلال الفترة الصيفية    أحمد فهمى يعتذر عن منشور له نشره بالخطأ    ورثة محمود عبد العزيز يصدرون بيانًا تفصيليًا بشأن النزاع القانوني مع بوسي شلبي    إنتهاء أزمة البحارة العالقين المصريين قبالة الشارقة..الإمارات ترفض الحل لشهور: أين هيبة السيسى ؟    مصرع وإصابة 4 أشخاص في حريق مطعم مصر الجديدة    كارثة منتصف الليل كادت تلتهم "مصر الجديدة".. والحماية المدنية تنقذ الموقف في اللحظات الأخيرة    وزير الصحة: 215 مليار جنيه لتطوير 1255 مشروعًا بالقطاع الصحي في 8 سنوات    حكام مباريات الأحد في الجولة السادسة من المرحلة النهائية للدوري المصري    مصابون فلسطينيون في قصف للاحتلال استهدف منزلا شمال غزة    المركز الليبي للاستشعار عن بعد: هزة أرضية بقوة 4.1 درجة بمنطقة البحر المتوسط    انتهاء هدنة عيد النصر بين روسيا وأوكرانيا    5 مصابين في انقلاب ميكروباص بالمنيا بسبب السرعة الزائدة    «التعاون الخليجي» يرحب باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان    محافظة سوهاج تكشف حقيقة تعيين سائق نائباً لرئيس مركز    رسميًا.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي وطريقة استخراجها مستعجل من المنزل    خالد الغندور: مباراة مودرن سبورت تحسم مصير تامر مصطفى مع الإسماعيلي    ضع راحتك في المقدمة وابتعد عن العشوائية.. حظ برج الجدي اليوم 11 مايو    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأحد 11 مايو 2025    أمانة العضوية المركزية ب"مستقبل وطن" تعقد اجتماعا تنظيميا مع أمنائها في المحافظات وتكرم 8 حققت المستهدف التنظيمي    في أهمية صناعة الناخب ومحاولة إنتاجه من أجل استقرار واستمرار الوطن    «أتمنى تدريب بيراميدز».. تصريحات نارية من بيسيرو بعد رحيله عن الزمالك    أبرزها الإجهاد والتوتر في بيئة العمل.. أسباب زيادة أمراض القلب والذبحة الصدرية عند الشباب    تبدأ قبلها بأسابيع وتجاهلها يقلل فرص نجاتك.. علامات مبكرة ل الأزمة القلبية (انتبه لها!)    منها «الشيكولاتة ومخلل الكرنب».. 6 أطعمة سيئة مفيدة للأمعاء    بعد انخفاضه.. سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الأحد 11 مايو 2025 (آخر تحديث)    عالم أزهري: خواطر النفس أثناء الصلاة لا تبطلها.. والنبي تذكّر أمرًا دنيويًا وهو يصلي    رئيس جامعة الأزهر: السعي بين الصفا والمروة فريضة راسخة    وقفة عرفات.. موعد عيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. جابر عصفور كنت استغل أى لقاء بالرئيس السابق «لأشحت» منه للمركز
نشر في أكتوبر يوم 31 - 07 - 2011

*د. جابر: نبدأ أولا بسماع تعليقك على ما أورده طلعت الشايب فى استقالته المسببة؟
**والله ما هو مكتوب هنا مختلف عن الاستقالة التى تلقيتها فى أبريل 2010، لأن فيها إضافات كثيرة، والقصة باختصار أن الأستاذ طلعت الشايب كان صديقًا عزيزًا، وأنا تقديرا له كمترجم استعنت به فى بدء المشروع القومى للترجمة وكان هذا فى المجلس الأعلى للثقافة، وظل الأستاذ طلعت يعمل معنا لفترة ثم توقف وعاد مع تأسيس المركز القومى للترجمة وأصبح مساعدا لرئيس المركز.
*توقف فترة
**قال: عندما احتفلنا بصدور الكتاب رقم ألف وعملنا احتفالًا ضخمًا ومؤتمرًا دوليًا كبيرًا وبعد ذلك وصل إلى أنه تقدم باسقتالته، والأسباب التى كانت واضحة للاستقالة إننا كنا فى اجتماع وكل المجموعة التى تدير المركز أى مساعدى المدير، وأنا قلت له بوضوح يا أستاذ طلعت أنت تعامل المترجمين معاملة سيئة وتلقيت أكثر من شكوى عن كيفية تعاملك مع المترجمين وتعاليك عليهم، فرد على بعصبية وقال هو فيه مترجمين أحسن منى، أنا أحسن من أى مترجم، وكان ردى الطبيعى بأن هذا أسلوب مينفعش فى المركز، ويبدو أننى كنت حاسما جدا فى كلامى معه بأنه لا يجوز ولا يليق ولا أوافق إطلاقا على أن يعامل مترجم معاملة سيئة لسبب بالغ البساطة أن المركز القومى للترجمة قائم على أكتاف المترجمين وليس على أكتافى أو أكتاف أحد.
نحن نعمل فى خدمتهم وبهذه الروح استطعت أن انجز قبل أن أترك المركز 2000 كتاب، كما أنه كان فيه كم من الأخطاء المتراكمة قبل ذلك ومنها ما كتبه الأستاذ حسام والرد الذى نشرتموه فى العدد الماضى ولفت نظرى أنه يسأل أسئلة أرجو أن يكون عند الأستاذ طلعت الإجابة عنها هذا هو الأمر الأول فقبلت الاستقالة، قرأتها وجدتها استقالة مسفة تسىء للأستاذ طلعت قبل أن تسىء إلى فاحتفظنا بها فى درج مكتبى وكأن الأمر لم يكن.
*تسىء إليه.. كيف وفى ماذا بالضبط ومن أى زاوية؟
**تسىء إليه لأن كلها أكاذيب فى الحقيقة للأسف، وأنا أعرف طبيعة طلعت فهو انفعالى وعندما يصل به الانفعال إلى درجة معينة يفقد أعصابه، ويقول ما يمكن أن يندم عليه فيما بعد، وأنا أخذتها بهذا المعنى، وعلى هذا الأساس أبقيت الاستقالة فى مكتبى لم أجعل أحدا يقرؤها إلا الدكتور فيصل يونس وهو شاهد على ذلك.
*عفوا.. د. جابر.. أليست الاستقالات المسببة تستدعى التحقيق والمسألة؟
**طبعا.. لكن أنا كنت أولا حريصا على طلعت كخبرة فى الترجمة، ثانيا: أنا لم أكن مجهزا لأدفعه إلى الاستقالة أو مناقشتها لأسباب عدة أنه كان عندى عدة تراكمات منها الإهمال فى هذا الجانب أو ذاك، لكن كان الأبرز هو سوء معاملة المترجمين، وعندك عدد من المترجمين ممكن تسأليهم بنفسك مثل خليل كلفت وطاهر البربرى، الأسماء كثيرة ولكن هؤلاء الذين جاءوا على بالى الآن.
المهم أنا تركت الأمر للدكتور فيصل، وفى نفس الوقت أوكلت له القيام بالإشراف على المكتب الفنى، وفعلا تولى ذلك وطلب منى أن يستعين بأستاذة فاضلة فى قسم اللغة الإنجليزية لكى تحل محل طلعت مباشرة وهو يتولى الإشراف العام، وكان له ذلك وفعلا عينا د. هالة يسرى، ولا أعرف إذا كانت موجودة الآن أم لا.. وخذى بالك أنا انتهت صلتى بالمركز تماما، وعندما كلفت د. فيصل أن يقرأ استقالة طلعت، قام بعدها د.فيصل بمبادرة وحاول أن يسمع شكواه. وقال له لماذا لا تعود؟ فقال له لن أعود إلا بعد أن يجلس معى د. جابر ويسعى إلىّ وأواجهه بعيوبه، فسكت واعتبرت الموضوع منتهيا، أنا مدير المركز القومى للترجمة، أنا الذى أسسته وأنشأته وحتى لا يكون هناك أى افتراء على الرجل، هذا خطاب لك من د.حسام موجه إلى الأستاذ طلعت يشكو فيه من أن الكتب تأتى من عنده غير مراجعة مما يجعل جهاز العمل فى المطبعة يعانى ويتعطل، وقد اكتشف حسام كوارث.
والطريف أن الأستاذ طلعت الذى يشكو من البربرى مر الشكوى، اكشفت أنه أعطاه كتابا يراجعه، الحاجة الثالثة والأخيرة أنا أقول إن البينة على من ادعى، أنا سأوكل لك الذهاب إلى المركز القومى للترجمة الذى لم يعد لى فيه سلطة واسألى كل العاملين به عن طبيعة الافتراءات التى يفتريها الأستاذ طلعت، المهم.. مرت الأيام وأراد الأستاذ طلعت أن يعود إلى المركز ووسط فى ذلك الأستاذ منير عامر وهو حى موجود ربنا يعطيه الصحة، وطلب منى أن يعود طلعت، فقلت له أنا شخصيا ليس عندى مشكلة، ولكن د. فيصل عمل نظاما مستمراً الآن وحركة المركز أصبحت أكثر مرونة وسرعة فى الإيقاع، فقال لى على أى الأحوال فكر، وبعد ذلك جاء الأستاذ يوسف القعيد متوسطا مرة أخرى، وما قلته للأستاذ منير عامر قلته للأستاذ يوسف وهو حى يرزق، ولهذا أنا حزين جدا من كل الذى نشره طلعت لأنه يسىء إليه أكثر مما يسىء إلى، أنا لست متهما حتى أدافع عن نفسى.
والطريف أنه حدث بعد أن تركت المركز، أن صدر لى كتاب من مشروع الأسرة، وقام الأستاذ طلعت بكل محبة بالحضور ومناقشة الكتاب وقال كلاما فى غاية الإيجابية، وإليك نسخة منه، وكذلك فى تكريم التجمع لى وتكريم الهيئة العامة للكتاب، وانظرى الكلام الذى قاله الأستاذ طلعت فىّ وفى تقديرى وكيف تراجع بعد ذلك عنه نتيجة غضبه فهذا لا يليق.
*للأمانة والحقيقة أن الأستاذ طلعت كان حريصا على تأكيد مكانتك الثقافية والفكرية وتقديره لك.. ولكن؟
**وأنا فى أكثر من موضع ومكان، وهذا كلام منشور أكدت قيمة طلعت الشايب كمترجم، لكن عندما يحدث خلاف فى طريقة تسيير العمل، لابد أن يتخذ المدير قرارا حاسما لأنه فى آخر الأمر المركز مسئوليتى وليس مسئولية الأستاذ طلعت وأى تقصير فى عمل المركز أنا المسئول عنه.
*سأكمل بقية سؤالى الذى قاطعته وهو أن كل الاعتراضات تنصب على أن المركز بلا لوائح أو معايير وظيفية معلنة وأنه بلا خطة واضحة؟
**غير صحيح أبدا.. هناك خطة موضوعة، وبالمناسبة هذه الخطة أسهم فى وضعها الأستاذ طلعت نفسه، وجاء د.فيصل عندما كان مستشارا للمركز وقام بتحويلها إلى خطة علمية شاملة يسير عليها الدكتور فيصل فى إدارة المركز حتى الآن، وهذه الخطة عبارة عن استراتيجية تتكون من حوالى عشر نقاط، هذه النقاط أنا نشرتها فى مجلة العربى قبل أن يتأسس المركز القومى للترجمة وكانت بعنوان «نحو مشروع قومى للترجمة» وفيها المبادئ التى على أساسها قام المشروع القومى للترجمة ثم المركز، وهذه الخطة على المستوى التنفيذى أسهم فى صياغتها كل من «شهرت العالم» لأنها كانت مساعدة المدير لشئون العلاقات الخارجية، والأستاذ طلعت الشايب لأنه كان مساعد المدير للشئون الفنية أو المكتب الفنى، والأستاذ هانى طلبة مساعد المدير للتوزيع، ومضينا على هذا الأساس كان فيه ثغرات بالتأكيد، أنا طلبت من د.فيصل أن يراجعها وفعلا هو جدد الخطة، ووضع نظاما تركت له فيه يده مفتوحة، ولهذا كان من الطبيعى أن يصطدم «بشهرت» وطلعت، وأنا لاحظت مثلا أن هناك إهمالًا فى اجتماع اللجان الاستشارية، فلم تكن تجتمع باستمرار، وهذه مسئوليتى ولكن كان هناك تسعيرة للترجمة وكانت تطبق، وبالمناسبة الأستاذ طلعت معرفش قالك ذلك أم لا، أنه أكثر الناس الذين نشر لهم المركز القومى للترجمة كتبا.
*أكان هذا عن محاباة منكم، أم استغلال منه لموقعه أم لأنه يستحق ذلك؟
**إطلاقا.. هناك عدد من الأشخاص يعتبرون فى القمة من حيث عدد الكتب التى ترجموها منهم المرحوم أحمد مستجير والأستاذ بشير السباعى ربنا يعطيه الصحة والأستاذ طلعت الشايب، لأن الثلاثة مترجمون مقتدرون بكل معنى الكلمة وطبعا هناك تخصصات، مثلا بشير السباعى به ميزة عن طلعت أنه يترجم أيضا عن الفرنسية ود. مستجير فى الجانب العلمى، فهو فذ، المهم كان هناك لوائح للأجور ودرجات واضحة.
*د. جابر.. لقد أعطى أمثلة صريحة وبالأسماء، اثنين من الموظفين واحدة تأخذ 2500 جنيه، والآخر 1000 جنيه.
هناك مثال ذكره د. حامد أبو أحمد فى كتاب الشهاب وكيف أن د. نعيم عطية المترجم أخذ 5 آلاف جنيه والمراجع إدوارد الخراط 50 ألف جنيه، وهو مثال صارخ لمزاجية الإدارة؟
**أنا لم أقرأ هذا الكتاب، والمبلغ لم يكن هكذا هذا كذب وغير صحيح، هذه معلومة كاذبة نعيم عطية لم يترجم ما كان مطلوبا منه، ونحن كنا فى سباق مع الزمن لكى نلحق باحتفال مرور الكتاب رقم ألف، وكان عن الفنانين التشكيليين والذى أكمل أكثر من ثلاثة أرباع الكتاب هو إدوارد الخراط ترجمة ومراجعة، وكان من الطبيعى أن يأخذ مبلغًا لا أذكر ما بين 25 إلى 30 ألف جنيه، وكان د. حامد واحدًا من الذين يوقعون على التقارير النهائية، وقد رفض وأذكر أننى قلت له إن إدوارد الخراط هو الذى أكمل الترجمة وأنه علم وأستاذ الجميع ومن الطبيعى أن يأخذ حقه.
**لسبب بالغ البساطة، ففى داخل العمل نحن نقوم بعمل فنى، والمركز القومى للترجمة ليس مؤسسة تخضع للقواعد والإجراءات التى تخضع لها الإدارات الحكومية، هذا عمل فنى وهناك من ينجز عملا فنيا متميزًا طبعا يأخذ أكثر من الذى لا يوازيه، على سبيل المثال هناك مصممة للأغلفة، وبالتأكيد لازم تأخذ أجرا عاليا إلى جانب المكافأة التى تأخذها على كل غلاف جديد.. وفى آخر الأمر تتجمع الخيوط عندى باعتبارى المايسترو الذى ينظم هذا الفريق، ولكن لا يوجد قرار كنت أنفرد به، وكان هناك دائما اجتماع لمساعدى المدير كل شهر ونتفق على الأشياء ونراجعها وننفذها.
*وماذا عن مجلس الأمناء الذى لم يجتمع ولا مرة واحدة طيلة ست سنوات؟
**هذا ليس مسئوليتى، هذه مسئولية رئيس المركز وهو الأستاذ فاروق حسنى أعلى سلطة فى المركز هو ومجلس الأمناء وكان يرأسه تنفيذا لأستاذ فاروق حسنى، وكان دائما عنده مشاغل تدفعه إلى التأجيل، وترتب على هذا أننى شخصيا كان هناك نقاط محددة لابد أن توجد فيما يتصل بسلطاتى كانت غير واضحة إلى أن رحلت والعلاقه، بين مدير المركز والوزير لم تكن واضحة تماما، فمجلس الأمناء لم يجتمع لكى يحدد هذه التفاصيل المهمة جدا.
*وهل هذا ما دفعك لعمل محاولات عديدة كى تجعل من السيدة سوزان رئيس مجلس الأمناء؟
**بالعكس، وللأمانة التاريخية لولا سوزان مبارك ما كان قد صدر القرار الجمهورى بإنشاء هذا المركز، ولو انكرت هذا الأمر أكون خائنا لضميرى هذه السيدة فيما يتصل بالقضايا الثقافية لها بصمات إيجابية منها مثلا العمل الحاسم على التعجيل بإنشاء المركز القومى للترجمة ومنها مشروع مكتبة الأسرة، وأنا شايف إن إلغاء أو أى تفكير فى إلغاء مكتبة الأسرة سيكون جريمة وطنية، لأنه مش مهم الشخص الذى أنشأ المهم الوظيفة التى وجدت لتحقق إيجابيات كثيرة لمصلحة الشعب فى آخر الأمر، وكان من المفترض أن هذا المجلس يبدى نوعا من الشكر للسيدة التى لولاها ما كان أنشئ هذا المركز.
*ولماذا لم تضعها من البداية؟
**لأنه لا يجوز، لأن فيه وزيرًا للثقافة فالمركز يتبع وزارة الثقافة، وإذا كانت هى رئيسة مجلس الأمناء فلابد فى هذه الحالة للمركز أن يتبع رئيس الجمهورية مثل مكتبة الإسكندرية.
*إجابتك وردودك كلها توحى بالفخر بأدائك داخل المركز وأنه لم تكن هناك مشاكل قط؟
**هى فترة بلاشك أنا فخور بها ويكفى أنه قبل أن أغادر المركز وقعت على طباعة الكتاب رقم ألفين ولم يكن هذا إنجازى أنا وحدى وإنما هو فى المحصلة النهائية إنجاز كل الذين اشتغلوا فيه، وبالمناسبة الدور الذى قام به كل مساعد لا يمكن أن ينكره أحد ويجب أن يشكر عليه.
*ولماذا توالت استقالاتهم إذن بعد ذلك؟
**معنديش غير استقالتين، استقالة شهرت كانت لها أسبابها، لأنها أيضًا رأت أن خروج طلعت كان يهددها هى أيضا وواضح أن الأستاذ طلعت فيما نقل أو ما أشيع أنه قال لها الدور عليك، وشهرت هذه كانت لها دورها فى المشروع القومى للترجمة وفى المركز القومى للترجمة أضعاف دور طلعت، كانت هى فى واقع الأمر دينامو المشروع دينامو المركز وقامت بدور عظيم جدا، وأنا شخصيا لم أحزن لشىء إلا لإصرارها على أن تستقيل، وكانت دائما ترد على بحجة أنها تريد أن تتفرغ للترجمة وحدها، وهى فعلا تفرغت لها.
*يا سيدى د. شهرت كتبت فى جريدة الشروق مسببات شديدة السلبية عن المركز دفعتها للاستقالة؟
**هذا كلام قيل بعد ذلك، لأن هذا جزء من تغير الأحوال والأزمنة، لكن ما قيل لى وما أكت هى عليه هو أنها استقالت لكى تتفرغ للترجمة.
و د. شهرت هذه ظلت صديقة حتى بعد أن تركت المجلس وكانت علاقة الصداقة بيننا قوية جدا، وكانت واحدة من اللجان الاستشارية تعمل تحت إشراف د. فيصل يونس إلى أن حدث أنها اختلفت معه، وغضبت لأنه لم يأخذ برأيها رغم أن الرأى رأى الأغلبية، فتقدمت باستقالتها.
*يا دكتور هى ذكرت أن المركز بلا خطة ولا هدف وأن هناك سوء توزيع و..؟
**هناك سوء توزيع نعم.. وهذا ليس اتهاما من شهرت فقط ولكنه اتهام صحيح من كثيرين والمسئول عن ذلك هو الأستاذ هانى طلبة للأسف، وكان هناك معارك شديدة معه، لأنه لا يقبل طرائق جديدة للتوزيع وبعدين خدى بالك المركز أنشئ بطلوع الروح، لم يكن هناك منفذ ولا مكان للبيع، ولكن بعد ذلك جاءت معارض عرض الكتب وبدأ المركز يوزع ويبيع وكان يصل دخل الكتب المباعة إلى أكثر من مليون جنيه فى العام، وهذا فى تقديرى دخل غير بسيط، وزخم المركز لم يأت مرة واحدة.
*وماذا عن الاهتمام بكم الكتب وليس نوعيتها؟
**هذا كذب، عندما تركت المركز كنا قد أصدرنا بالضبط 2000 كتاب سأفترض أن الألفين فيها خمسمائة كتاب لا ترضى شهرت أو سين أو صاد يصبح عندى على الأقل ألف وخمسمائة كتاب من روائع الكتب العالمية، وهى كنوز حقيقية أضرب لك على سبيل المثال، قضية فلسطين فى ترجمة بشير السباعى من ستة أجزاء، وشاهدى الكتب التى ترجمها مستجير وبشير، نحن نتكلم عن مترجمين عمالقة واتحدى أن يكون هناك أى مؤسسة عربية تكون أنتجت الكم والكيف الذى أنتجه المركز القومى للترجمة.
*وهذا يستدعى سؤالك عن وضع المركز القومى للترجمة بين مثيله من المراكز العربية الأخرى؟
**المركز الآن مسئول عنه شخص غيرى، لكن من حيث الكم والكيف الإنتاجى، فالمركز هو رقم واحد فى العالم العربى، والدليل بسيط هاتِ كل المؤسسات العربية للترجمة والغنية مثل «كلمة» فى قطر ودبى والمنظمة العربية للترجمة وقارنى كتبهم وكتبنا والبينة هنا على من أدعى، وهذا قياس علمى سليم واتركى كل ما يقولونه أثناء الانفعالات، وبعد ذلك يندموا عليه، كلنا نفخر بالكتب التى ترجمناها لأنها تؤكد ريادة مصر بدون كلام، وبرغم كل المصاعب المالية التى واجهت هذا المركز، فقد حقق ما يشبه المعجزة بفضل العاملين به، إحنا كنا بنشحت، أنا كنت استغل أى لقاء يجىء بالمصادفة بالرئيس السابق حسنى مبارك كى أشحت منه، وفعلا آخر لقاء به أعطانى عشرين مليون جنيه، أخذ منها اتحاد الكتاب خمسة فأصبحوا 15 مليونا عملنا بها تعويضا للمرتبات وزدناها قبل أن أمشاَ، وعملنا تصحيح لأوضاع الميزانية وبعض الأجهزة وتبقى 12 مليون، أنا تركت المركز وبه هذا المبلغ تحت بند تكلفة المبنى الجديد للمركز القومى للترجمة وكنت قد أنفقت مع د. على رأفت لعمل تصميم حديث جدا للمركز، بحيث يبقى حدث فى العالم العربى شكلا ومضمونا، وفعلا د. على رأفت انهى التصميم بتعديل المبنى الموجود الآن، بحيث يتحول إلى مركز به قاعة مؤتمرات عالمية ويكون فيه قاعات للتدريب ولإعداد المترجمين وإعداد أجيال جديدة منهم، وأماكن لإصدار مجلة دائمة للمركز،وكان من المفترض أن يتكلف المبنى 30 مليون جنيه وأنا سألت قبل أن أمشى د. فايزة أبو النجا أن تدعم المركز وأبدت الترحيب الشديد جدا وكنا سنوكل القوات المسلحة القيام بعملية البناء ولكن لم يكن هناك وقت.
*يا دكتور جابر الشكوى متكررة من أخطاء جمة فى الإدارة بالمركز؟
**ليس هناك عمل فى الدنيا لا توجد به أخطاء، وبالتأكيد هناك أخطاء منها مثلا أننى كنت أثق فى أناس لا يستحقون الثقة، وسرعان ما اكتشفت ولكن متأخرا ربما أن من أعطيت لهم الثقة الكاملة لم يكونوا أهلا لها، ومنهم الأستاذ طلعت شخصيا للأسف، وهناك أخطاء أخرى كعدم العدل فى توزيع الأجور بالتأكيد، وحاولت بمجرد أن جاءت ميزانية «جيدة» أحققه وأظن أننى فعلت قبل أن أمشى يبقى شىء أريد أن أذكره أننى عندما أراجع تاريخى فى وزارة الثقافة أشعر بالرضا لأننى أنشأت صرحين ضخمين أولهما المجلس الأعلى للثقافة وثانيهما المركز القومى للترجمة، وعندما كنت بالمركز لم تكن عينى على وزارة أو وزير، لأننى فى ذاتى وفى مكانتى الثقافية العربية أكبر بكثير من وزير الثقافة أصلا، وأنا أنظر إلى نفسى باعتبارى مثقفا عربيا كبيرًا وهذه قيمة لا ينكرها أحد، وأستاذ جامعى قلت مرارا وتكرارا أن هذا هو المنصب الوحيد الذى أعتز به والذى سيبقى وهو أهم من أى وزير ولا يستطيع أحد أن يحرمنى من لقب الدكتور جابر عصفور الأستاذ لأجيال، لأن هذا عملى ولم يعطه أحد لى منحة، وحتى عندما قبلت منصب الوزارة قبلته مضطرا لأن أحمد شفيق قال لى هل تتخلى عن إنقاذ بلدك والحمد لله أن الأيام التى بقيتها وزيرا هى الأيام التى أنقذت فيها المتاحف الخاصة بالفنون الجميلة لأننى رحت فى اليوم الأول لقيت أن تدمير ونهب متحف مصطفى كامل وتدمير جزئى ونهب عشرة قصور ثقافة و حرق مسرح النيل، فكان لابد من خطة طوارئ أمنية لأحافظ على أهم ثورة مصرية وهى اللوحات وتم إنقاذها ولم تسرق لوحة واحدة إلى اليوم بعد خطة التأمين التى أشرفت عليها ووضعتها وعندما أطمأننت على هذا بالمناسبة رحت مجلس الوزراء وفى أول اجتماع رميت استقالتى المسببة وذكرت لماذا انسحبت لأنها للأسف كانت وزارة حزب وطنى فى أسوأ حالاته ولا يمكن لها أن تنجح أبدا والحمد لله أغلب وزراء هذه الوزارة راحوا طرة والمعتقل.
*دكتور جابر ما هو دورك الحقيقى فى المجلس القومى للمرأة؟
**أنا كنت مسئولا فى البداية عن اللجنة الثقافية ثم اختلفت مع د. فرخندة حسن وأنا رجل صريح فتقرر دفعى «بشلوت» لأعلى وأصبحت عضوا فى اللجنة التنفيذية وبعد أن قامت ثورة 25 يناير تقدمنا باستقالة جماعية أنا ومحمود الشريف ومجموعة من الشخصيات.
*نعم.. ولكن ما هو طبيعة دورك فيه؟
**كنت رئيس اللجنة الثقافية وأعمل أنشطة ثقافية للمجلس، توعية المرأة بثقافتها وثقافة المساواة والوعى المدنى، كل هذه الأشياء التى ندعو إليها.
*ألم تكتب خطابات السيدة سوزان مبارك؟
**لا..لا لم يحدث ولا مرة إطلاقا.. ولا كنت كاتب خطب مبارك.. لم يحصل، الكتاب معروفون الدكتر أحمد كمال أبو المجد اعتاد على كتابة خطب مبارك والمرحوم أحمد هيكل وناس كثيرة، وأنا لم أكن منهم قط، لا سوزان ولا مبارك خذى بالك هو أنا لو كنت أكتب لهم كان حالى هيكون كدة.
*كان إيه تغير؟
**كنت أصبحت وزيرا من زماااان، كان ممكن مثلا تلاقوا عندى نصف مليار على الأقل، ولكن الحمد لله أنا أصرف على نفسى على أولادى من ودائعى التى كونتها من جوائز جاءت لى وأغلبها غير مصرية، وحتى لا تسأل عن جائزة القذافى أقولك إن القذافى لم يمنحنى الجائزة منحتنى الجائزة لجنة تحكيم.
*لا.. ما يقال شىء آخر.. إن هذه الجوائز هى نتاج التربيطات التى تجيدها وعلاقاتك التى كونتها من المجلس والمركز؟
**أنا دلوقتى لا وزير ولا غفير.. عندما أروح أى بلد عربى الم يحتف بى، سيحتفى بى لأن لى قيمتى وكتبى طلعى لى مثقف، محترما أنا لا أعرفه على المستوى الشخصى، واذكرى لى مثقف محترما فى العالم العربى لا أعرفه ولا يعرفنى، هى ليست تربيطات، المسألة ليست تربيطات ولكن مسألة قيم، طيب ما أنا كنت أعرف محمود درويش وكان من أعز أصدقائى هل هذا يقلل من قيمته وقيمة الجائزة والتى حصل عليها؟ هل عندما أعطى المجلس الأعلى للثقافة الجائزة للروائى إبراهيم الكونى يكون لأنه صديق لعصفور وعشان يسلك لى جائزة القذافى هو إبراهيم الكونى محتاج واسطة أحد، إنه من عمالقة الرواية العربية ومن لا يعرف ذلك فهو جاهل.
*ولكن هناك حدوتة شهيرة للدكتور أحمد مجاهد ذكرها عن طلبك منه لكتابة خطاب بدلا عنك؟
**حصل فعلا.. كان مطلوبا منى أجهز خطابا وكانت هذه هى أول مرة فطلبت من أحمد مجاهد كتابتها، لكن أحمد كسل وأنا زعلت منه، بس لأننى ماكنتش بكتب خطابات، معرفش، هذه هى المشكلة إننى شخص شديد «الفردانية» أى شىء سأكتبه سيتضح أنه جابر عصفور أنا مقدرش أمسك القلم ولا أكون جابر عصفور ستكون فضيحة لن أكتب له، كتبت خطبة واحدة فقط للأمانة لفاروق حسنى وبعد كدة قرر هو ألا أكتب له مرة ثانية، ولعلمك هذه من ضمن مهام أمين عام المجلس الأعلى للثقافة مهمته أن يكتب للوزير كلمة، هذا شىء طبيعى جدا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.