** ولدت سعاد محمد فى منطقة تلة الخياط فى بيروت فى 2 فبراير 1926 لأب مصرى وأم لبنانية، وورثت جمال الصوت عن والدها الذى كان عازف كمان، يغنى بشكل غير احترافى فى سوق سرسق. لكن أول من عرّفها على الغناء ودربها على أصوله، رجل ضرير اسمه حبيب الشربتلى، علمها أصول غناء الأدوار والموشحات، ومن ثم تعلمت أصول تجويد القرآن على يد أحد الشيوخ، وأسهم الموسيقار توفيق الباشا فى تعليمها أصول الغناء الشرقى. عندما قررت سعاد محمد الغناء فى طفولتها، حوربت بشدة من قبل أهلها لأن الغناء كان عيبا فى ذاك الزمن، إلا أنها كانت «تتحايل»عليهم وتغنى فى خزانة الملابس لتمارس هوايتها المفضلة، وغالبا ما كان ينتهى الأمر بسحب والدتها لها من شعرها ومعاقبتها وتعنيفها. وفى نهاية المطاف اضطرت الأم للخضوع لطلب طفلتها، لكنها ظلت ترافقها فى حفلاتها لسنوات طويلة. أول حفل لها كان فى مدينة حلب السورية، ويومها حين انتهت من وصلتها الغنائية قدم لها المتعهد صندوق ألعاب بدل أتعابها. فى عام 1948 غنت فى سينما «روكسى» فى بيروت ونجحت فى لفت الأنظار إلى موهبتها. اهتم جارها الشاعر والصحافى محمد على فتوح، الذى أصبح فيما بعد زوجها، بها وبموهبتها، واصطحبها فى يوم من الأيام إلى بيت «الصبوحة» لأن الشيخ زكريا أحمد كان هناك. حين رآها الأخير، قال لفتوح «جايبلى عيلة يا محمد»، إلا أنه حين أسمعه صوتها، حمل عوده ورافقها عزفا ووعدها بأن يفتح لها الطريق إلى مصر. فى القاهرة، حيث ذاع صيتها، قدمت على مدار مشوارها الفنى أكثر من ثلاثة آلاف أغنية، تعاونت فيها مع كبار المطربين والملحنين من مختلف الأجيال الفنية، كما واكب صوتها ثورة الشعب التونسى من خلال أدائها قصيدة «إرادة الحياة» للشاعر الكبير أبو القاسم الشابى التى لحنها رياض السنباطى. «مظلومة يا ناس» كانت أول أغنية لها حققت انتشارا كبيرا، من بعدها اشتهرت لها أغنية «غريبة والزمن»، لتعود بعدها إلى القاهرة وتلتقى بالمنتجة آسيا داغر، وتم الاتفاق بينهما على بطولة ثانى أفلامها «أنا وحدى» للمخرج هنرى بركات. وفى هذا الفيلم غنت من ألحان رياض السنباطى ومحمود الشريف، وقدمت فيه أربع أغنيات انتشر بعضها بشكل واسع فى العالم العربى خصوصا أغنية «فتح الهوا الشباك» و«هاتوا الورق والقلم» لتعود بعدها ثانية إلى لبنان، وتتابع مشوارها الغنائى فسجلت ثلاث أغنيات من ألحان توفيق الباشا ومحمد محسن وخالد أبو النصر. بعد هذين الفيلمين لم تشارك سعاد محمد فى أى من الأفلام السينمائية تمثيلا، إلا أن صوتها كان فى العديد منها كأفلام «الشيماء»، «رابعة العدوية» و«بمبة كشر». هذه الأعمال أسهمت فى ذيوع صيتها وانتشار أغنياتها فى الإذاعة المصرية. تزوجت سعاد محمد فى بداياتها من مكتشفها محمد على فتوح ودام الزواج 15 سنة وأنجبت منه ستة أبناء وبنات من بينهم المطربة نهاد فتوح ثم انفصلا، لتتزوج بعد ذلك من المهندس المصرى محمد بيبرس الذى رزقت منه بأربعة أبناء، ثم تزوجت من رجل لبنانى يصغرها سنا اسمه أسعد مرعي، ولكن زواجهما لم يدم طويلا ولم ترزق منه بأطفال. عاشت سعاد محمد بين القاهرةوبيروت، ولكنها آثرت فى السنوات الأخيرة البقاء فى مصر، لتعيش بين أولادها وأحفادها. وقد ابتعدت عن الفن أكثر من مرة، بسبب التردى الذى تعيشه الساحة الفنية، خضعت قبل عدة سنوات لعمليتين خطيرتين، الأولى فى القلب والثانية فى الرأس، وخرجت منهما بصحة جيدة، إلى أن توفيت مساء يوم الاثنين 4 يوليو 2011 فى منزلها بالقاهرة.