آخر ما كنت أتمنى أن أسمعه من محمد العرابى وزير الخارجية هو ما قاله فى الصالون الثقافى للسفير السعودى بالقاهرة أحمد عبد العزيز القطان مساء يوم الأربعاء الماضى.. فمن الواضح أن السفير السعودى المثقف فى محاولة منه للتواصل مع النخبة فى المجتمع المصرى أقام الصالون الذى جعل له عنواناً جميلاً هو «ملتقى رياض النيل».. فهو يجمع بين اسمين لهما معنى فى حياة الشعبين الشقيقين المصرى والسعودى «رياض».. والنيل.. وكنت أمنى نفسى بسهرة ثقافية جميلة خاصة وأن الدعوة حملت بيتين جميلين من قصيدة طويلة للشاعر جبران خليل جبران هما: فى رياض النيل كم مستنزه.. تملأ العين حلاه الشائقات.. لاعتدال الجو فيه عزة بالتواء الشجيرات الباسقات لكن للأسف الشديد خابت كل توقعاتى بعد أن بدأ وزير الخارجية حديثه..! فبدلاً من أن يتكلم عن العلاقات المصرية السعودية الأخوية مثلاً أو عن التحديات التى تواجه الدبلوماسية المصرية ضرب كرسى فى كلوب الصالون وحوّله إلى ضَلمه؛ بعد أن أسهب فى الحديث منذ البداية عن الحملة التى يتعرض لها من جانب بعض الكُتّاب والصحفيين.. وأكد أنه لم يجد أفضل من هذا المحفل ليرد فيه على الحملة؛ وأنه لن يتحدث عن محاور السياسة الخارجية المصرية؛ لأن كل الحاضرين يحفظونها عن ظهر قلب..!! وقال ضمن ما قال إنهم نسبوا إليه زوراً وبهتاناً أنه ابن الفريق إبراهيم العرابى، ولو كانوا قد أجهدوا أنفسهم قليلاً لاكتشفوا أنه ابن عبدالحى العرابى وليس إبراهيم العرابى..!! وأخذ الوزير يسهب فى الدفاع عن نفسه، وأنا أجلس فى نصف هدومى، ومعى عدد كبير من الحاضرين الذين ساءهم أن يتحول صالون ثقافى محترم إلى صالون لتصفية الحسابات..! هناك الكثير الذى قاله الوزير والذى كان يجب أن يحاسب عليه، كوزير لخارجية مصر، كان من المفروض أن يراعى هيبة وجلال المنصب الذى يشغله وألا ينساق وراء القيل والقال.. لكن يبدو أن من نصح الوزير بأن يصفى حساباته الشخصية فى صالون ثقافى أقامه السفير السعودى للتواصل مع النخبة فى المجتمع المصرى هو شخص يكرهه جداً.. وإذا كان المثل يقول إن «لكل مقام مقال».. فإننى لم أجد أبداً أى مبرر لمقال وزير الخارجية فى مقام السفير السعودى وضيوفه من نخبة المجتمع.