ميدان التحرير هالله هالله، وميدان رمسيس يعلم الله، ففى كل مرة يزور فيها زعيم أو مسئول أجنبى ميدان التحرير، أدعى وأقول يا رب ما يطلب زيارة أى ميدان آخر من القاهرة، فإذا كانت ملامح الثورة فى ميدان التحرير، فإن علامات التخلف مازالت موجودة بنفس القدر فى ميادين القاهرة بل فى ميادين المحروسة كلها، ونحن نشكر سائقى قطارات السكك الحديدية لأنهم تفضلوا وتعطفوا وارتدوا الجلاليب الصعيدية والفلاحى والخليجية أثناء قيادة القطارات، كنوع من الاحتجاج على هيئة السكك الحديدية لأنها تأخرت فى صرف راتب الزى الرسمى منذ 3 سنوات، أما الشكر فهو لأنهم اختاروا الجلابية وفضلوها على البيجاما أو ربما الملابس الداخلية، كَتّر خيرهم لغيرتهم على صورة هيأتهم، حتى لو ثبت صدق من يتهمهم بأنهم يطالبون بهذه الملابس، لكى يبيعونها! ولو نزلت سيادتك أو نزل أى سائح من محطة رمسيس إلى ميدانه فسوف يرى عجبا آخر، فبعض سائقى التاكسى قد سبقوا سائقى القطارات إلى الجلابية وأضافوا الزعبوط، أما سيارته فقد لطخت بإعلانات صاخبة تغطى جسمها إلا قليلا لترك مساحة يعبر فيها السائق عن ثقافته ويشارك بالهتاف لمطالب فئوية، أو بعبارات تصل أحياناً إلى السب والقذف لركاب السيارات الأخرى وما أدراك ما هتاف الصامتين فى بلدنا.. وتاكسى المحروسة سمك لبن تمر هندى، وعلى كل لون والشكل والماركة اللى تعجبك، فى القاهرة فقط تاكسى أبيض، وآخر أصفر (تاكسى العاصمة) وثالث أسود (تاكسى لندن) ورابع «بوكس» هو تاكسى المطار، وأضيف إليها التوك توك التاكسى التقليدى الأسود والأبيض والذى شكّل ملمحا بارزا من ملامح الشارع المصرى على ما يزيد على مائة عام فهو يحتضر، و«سكالنس» التاكسيات غير موجود فى أية دولة فى العالم باستثناء مصر أم العجائب فإذا نزلت أمريكا فإن التاكسى لا يتغير فى شكله أو لونه الأصفر مهما اختلفت الولاية التى يمر بها، وإذا بحثت عن تاكسى فى كندا، فشكله واضح والعلامة المعروفة هى الرمز والنظام موحد، وفى ألمانيا لون التاكسى «كريمى- بيج» ولون البيج يصبغ تاكسيات السعودية ودبى وتركيا، وفى قطر اختاروا لون التركواز للتاكسى، أما بلاد الإنجليز فأجمل ما فىشوارعها.. هو التاكسى الرولزرويس بشكله المعروف ومعه الأتوبيس الأحمر أبودورين وفيه سائق وكمسارى يحسبهما الجاهل وزيرين من شياكتهما. ونحن فى عرض سائح لبلدنا، فإذا تم المراد من رب العباد، فهو يحتاج منا إلى خريطة طريق وخارطة تاكسيات الأولى تدله على المزارات والثانية على تعريفه التاكسيات المختلفة والفروق الجوهرية بينها، فإذا قادته رجلاه إلى ميدان قاهرى فلا يفاجأ بمهرجان تاكسيات، القاهرة والمحافظات، إشى أسود وإشى بيج، ده أحمر على أخضر، ودا أصفر على أسود وغيره بيج على بنى، أو بحلقى على كاروهات.. لخبطة تشكيلية فى عرض حصرى خاص بشوارع المحروسة وعاصمتها القاهرة التى انزعج محافظها السابق د. عبد العظيم وزير من إعلانات الشوارع لكن «سكالنس» التاكسيات لم يلفت انتباهه ولا اهتمام الدكتور عبد القوى خليفة من بعده، أما ما يسمى بجهاز التنسيق الحضارى فربما لو أنه لقى مصير مقرات الحزب الوطنى المنحل، لانتفعنا بالمبنى وصلح الحال فى شوارع مصر وميادينها ولما احتاج السائح لا لخريطة طريق ولا خارطة تاكسيات.