مصطفى الفقي: مصر ضلع مباشر قي القضية الفلسطينية    شعبة الدواجن: انخفاض البانيه 70 جنيها.. وتراجع كبير بأسعار المزرعة    الكونجرس بمجلسيه يقر حزمة مساعدات لأوكرانيا ب 61 مليار دولار    مطالبات بفتح تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعية المكتشفة في غزة    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 24- 4- 2024 في الدوري الفرنسي    نتائج مباريات الأدوار من بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية PSA 2024    لمدة موسم واحد.. تفاصيل العرض النهائي للأهلي مقابل التجديد ل على معلول    الكونجرس يقر مشروع قانون يحظر «تيك توك» بالولايات المتحدة    طقس اليوم.. شديد الحرارة نهارا مائل للحرارة ليلا والعظمى بالقاهرة 41    البنتاجون: بدء البناء في ميناء مؤقت لإيصال المساعدات لغزة قريبا    بالمصنعية| سعر الذهب اليوم الأربعاء 24-4-2024 في مصر للبيع والشراء    عاجل - يسكمل اقتحامه غرب جنين.. قوات الاحتلال داخل بلدة سيلة الظهر وقرية الفندقومية    تكساس إنسترومنتس تتجاوز توقعات وول ستريت في الربع الأول    البنتاجون: هجومان استهدفا القوات الأمريكية في سوريا والعراق    موازنة النواب: تخصيص اعتمادات لتعيين 80 ألف معلم و30 ألفا بالقطاع الطبي    اليوم، فتح متحف السكة الحديد مجانا للجمهور احتفالا بذكرى تحرير سيناء    بعد وصفه بالزعيم الصغير .. من هم أحفاد عادل إمام؟ (تفاصيل)    قناة «CBC» تطلق برنامج «سيرة ومسيرة» الخميس المقبل    موعد مباراة ليفربول وإيفرتون في الدوري الإنجليزي والقنوات الناقلة    أيمن يونس: «زيزو» هو الزمالك.. وأنا من أقنعت شيكابالا بالتجديد    مصطفى الفقي: كثيرون ظلموا جمال عبد الناصر في معالجة القضية الفلسطينية    بالخطوات .. تعرف على كيفية الاستعلام عن تأشيرة السعودية برقم الجواز 2024    إصابة العروس ووفاة صديقتها.. زفة عروسين تتحول لجنازة في كفر الشيخ    خطر تحت أقدامنا    التموين: تراجع سعر طن الأرز 20% وطن الدقيق 6 آلاف جنيه (فيديو)    رئيس البنك الأهلي: «الكيمياء مع اللاعبين السر وراء مغادرة حلمي طولان»    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الأربعاء 24/4/2024 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    بقيادة عمرو سلامة.. المتحدة تطلق أكبر تجارب أداء لاكتشاف الوجوه الجديدة (تفاصيل)    بالأسماء.. محافظ كفر الشيخ يصدر حركة تنقلات بين رؤساء القرى في بيلا    تعيين أحمد بدرة مساعدًا لرئيس حزب العدل لتنمية الصعيد    موعد مباراة مانشستر يونايتد وشيفيلد في الدوري الإنجليزي والقناة الناقلة    الأزهر يجري تعديلات في مواعيد امتحانات صفوف النقل بالمرحلة الثانوية    من أمام مكتب (UN) بالمعادي.. اعتقال 16 ناشطا طالبوا بحماية نساء فلسطين والسودان    مسئول أمريكي: خطر المجاعة «شديد جدًا» في غزة خصوصًا بشمال القطاع    3 أشهر .. غلق طريق المحاجر لتنفيذ محور طلعت حرب بالقاهرة الجديدة    أداة جديدة للذكاء الاصطناعي تحول الصور والمقاطع الصوتية إلى وجه ناطق    القبض على المتهمين بإشعال منزل بأسيوط بعد شائعة بناءه كنيسة دون ترخيص    مصرع سائق سقط أسفل عجلات قطار على محطة فرشوط بقنا    مصرع شاب غرقًا أثناء محاولته السباحة في أسوان    إعلام عبري: مخاوف من إصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال لمسؤولين بينهم نتنياهو    نشرة التوك شو| انخفاض جديد فى أسعار السلع الفترة المقبلة.. وهذا آخر موعد لمبادرة سيارات المصريين بالخارج    الارتفاع يسيطر.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 24 إبريل 2024 بالمصانع والأسواق    تونس.. قرار بإطلاق اسم غزة على جامع بكل ولاية    فريد زهران: دعوة الرئيس للحوار الوطني ساهمت في حدوث انفراجة بالعمل السياسي    فريد زهران: الثقافة تحتاج إلى أجواء منفتحة وتتعدد فيها الأفكار والرؤى    ما حكم تحميل كتاب له حقوق ملكية من الانترنت بدون مقابل؟ الأزهر يجيب    ‏هل الطلاق الشفهي يقع.. أزهري يجيب    هل يجوز طلب الرقية الشرعية من الصالحين؟.. الإفتاء تحسم الجدل    حكم تنويع طبقة الصوت والترنيم في قراءة القرآن.. دار الإفتاء ترد    رغم فوائدها.. تناول الخضروات يكون مضرا في هذه الحالات    عصام زكريا: القضية الفلسطينية حضرت بقوة في دراما رمضان عبر مسلسل مليحة    أجمل مسجات تهنئة شم النسيم 2024 للاصدقاء والعائلة    قد تشكل تهديدًا للبشرية.. اكتشاف بكتيريا جديدة على متن محطة الفضاء الدولية    طريقة عمل الجبنة القديمة في المنزل.. اعرفي سر الطعم    كم مرة يمكن إعادة استخدام زجاجة المياه البلاستيكية؟.. تساعد على نمو البكتيريا    موعد مباريات اليوم الأربعاء 24 أبريل 2024| إنفوجراف    مع ارتفاع درجات الحرارة.. دعاء الحر للاستعاذة من جهنم (ردده الآن)    عاجل- هؤلاء ممنوعون من النزول..نصائح هامة لمواجهة موجة الحر الشديدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آخر حوار مع قارئ الملوك والرؤساء القرآن المجوَّد لن يُقرأ إلا فى مصر
نشر في أكتوبر يوم 03 - 07 - 2011

على مدار أكثر من ستين عاما ظل الشيخ أبو العينين شعيشع خادماً للقرآن الكريم يمتعنا بجميل فنه، فكان سفيرا لدولة القراء حيث سافر إلى معظم دول العالم وقرأ القرآن فى أكبر وأشهر المساجد فى العالم.. فهو أول قارئ مصرى يقرأ فى المسجد الأقصى كما قرأ القرآن فى المسجد الحرام والمسجد الأموى بسوريا ومسجد المركز الإسلامى فى لندن.. لم يترك دولة عربية ولا إسلامية إلا وقرأ فيها عشرات المرات.
أكتوبر التقت به قبل وفاته وأجرت معه آخر حوار له، حيث ظلت فى ضيافة الشيخ أبو العينين شعيشع لمدة تزيد على الساعتين فكان كريما فى ضيافته حليما فى طول باله يتذكر رحلته مع القرآن وعلاقته بأهل الفن والسياسة والملوك والرؤساء.
ويروى الشيخ شعيشع قائلاً: إنه كان يعمل موظفا بمصلحة الرى ببيلا وأضاف بخفة دمه المعهودة والتى تظهر فى بعض سطور هذا اللقاء: كان والدى رجلا بسيطا لكن كان إنتاجه أكثر فى الأولاد، فكان لى أحد عشر أخا وكنت أنا أصغرهم، ونظرا لأن الأسرة بسيطة وكانت ظروف المعيشة صعبة للغاية وحتى لا يزيد العبء ويأتى الابن رقم 21 فى تلك الظروف فحاولت أمى أكثر من مرة أن تتخلص منى وأنا مازلت جنينا ولكن الله أراد أن آتى إلى هذه الدنيا حتى أتحمل عبء هذه الأسرة على الرغم من أننى كنت أصغر إخوتى سنا فعندما توفى والدى كنت فى المرحلة الابتدائية وعمرى لا يتجاوز التاسعة وكانت وفاته أول صدمة فى حياتى لأنى كنت أحبه فكان حنونا طيبا.
فأنا أذكر هذا اليوم جيدا وكنت وقتها ألعب فى الشارع مع أبناء جيلى وسمعت صريخا عاليا فجرى الناس وهم يتمتمون قائلين: الشيخ شعيشع مات فنزلت هذه الجملة على رأسى كالصاعقة. ويضيف الشيخ أبو العينين شعيشع: لقد كنت تلميذا فى المرحلة الابتدائية وكان بالمدرسة الكثير من أبناء الأعيان لأنها كانت تشبه المدارس الخاصة فى أيامنا هذه وكان يدفع للطالب 4 جنيهات فى الشهر، وعلى الرغم من أن ناظر المدرسة - وكان يدعى الأستاذ منير - كان مسيحيا إلا أنه كان يهتم بى إلى أقصى درجة وكان يحب أن يسمع القرآن منى حتى أنه عندما كانت تأتى زيارات إلى المدرسة كان يطلب منى أن أقرأ، وذات مرة كان الآباء فى زيارة لأبنائهم واجتمعوا فيما يشبه مجلس الآباء حاليا، فطلب ناظر المدرسة أن أقرأ عليهم شيئا من كتاب الله، وبعدها ذهب هؤلاء الأعيان إلى أخى الكبير أحمد وقالوا له إن أبو العينين ليس مكانه المدرسة وطلبوا منه أن أذهب إلى الكُتاب وأحفظ القرآن وبالفعل حفظت القرآن وجودته فى سنتين فقط وكان عمرى وقتها 11 عاماً تقريبا.
كُتاب القرية/U/
ويتحدث الشيخ أبو العينين شعيشع عن كُتاب القرية فيقول: كان للشيخ المرحوم يوسف شتا فضل عظيم لحفظى القرآن وتجويده فكان طيبا عظيما ويحكى أحد المواقف مع شيخه – ضاحكا – كان يحلو له النوم فى الوقت الذى نقوم بالتسميع فيه وذات مرة وكنا نراجع جزءا كاملا فأنهيت قراءتى بعد 5 دقائق وما كدت أنتهى من صدق الله العظيم إلا ووجدت «المقرعة» التى فى يده قد هوت على رأسى وقال لى أنت لسه مبتدئ وبتعمل كده فقلت له أنت نايم يا سيدنا.
أصغر قارئ بالإذاعة/U/
وأذكر أنه بعد قراءتى فى عزاء الشيخ الخضرى قال لى الشيخ عبد الله عفيفى (إمام الملك) آنذاك: أنت مش هتروح سرادق تانى أنت مكانك فى الإذاعة.
وبالفعل قال لى: بكرة تقابلنى فى مكتب مدير الإذاعة وكان للإذاعة فى ذلك الوقت رئيسان أحدهما مصرى وكان سعيد باشا لطفى والآخر انجليزيا، وعند دخولنا إلى سعيد باشا بادره بسؤال: إيه المهرج اللى أنت جايبه ده؟ فرد عليه الشيخ عبدالله قائلا: أنت سوف تسمع شيئا عجيبا، وطلب منى أن آتى فى اليوم التالى ضمن اختبارات الإذاعة ولذا قررت المبيت عند أولاد عمتى فى باب الخلق بالقاهرة وكنت آخر من يقرأ وظللت أقرأ لأكثر من نصف ساعة ولم يوقفنى أحد.
والغريب فى الأمر أن جميع من فى الاستوديو تجمعوا ليروا صاحب هذا الصوت ومنهم مدير الإذاعة الانجليزى – ولم أكن أعرفه – فوجدته يشير بإصبعه بعلامة النصر، فقلت فى ذهنى مال هذا الرجل حتى عرفت أنه كان سعيدا بأدائى ومعجبا بصوتى.
وبدأت فى الإذاعة سنة 9391 وكان عمرى لا يتجاوز ال 71 عاما فكنت أصغر قارئ للقرآن يعتمد فى الإذاعة وبعدها بفترة وضعونى فى البرنامج إذاعتين على الهوا من كل أسبوع وكنت بعد كل إذاعة أرجع إلى بلدى بكفر الشيخ ومع بداية ظهور التسجيلات طلب منى الأستاذ على خليل وكان مديرا للإذاعة فى ذلك الوقت تسجيل بعض السور لإذاعتها إذا غبت أو تأخرت لظروف ما ولكننى فى بادئ الأمر رفضت ذلك، حيث صور لى البعض أنهم سيأخذون هذه التسجيلات وبعدها يتم الاستغناء عنى.
مع الملك فاروق/U/
ويروى الشيخ شعيشع عن بداية معرفة الملك فاروق به فيقول: عرفنى عن طريق الإذاعة وعندما سمع صوتى أرسل لى عن طريق قسم الشرطة ببيلا وكان وقتها نقطة شرطة. وفوجئت بالشاويش عبد الله ومعه 5 عساكر «الجاندورمة» فقلت فى عقلى إنهم يقبضون على من يذهب للإذاعة ولا إيه؟!
ويستطرد الشيخ فى كلامه قائلا: وصلت السرايا ودخلت خائفا أقدم رجلا وأؤخر الأخرى، وقابلت أحمد باشا حسنين وكان رئيس الديوان الملكى فأبلغنى بأن جلالة الملك مبسوط منى ويريدنى أن أحيى الليالى الرمضانية وطلب منى أن أحضر معى قارئا آخر فاخترت الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى. وكان يجلس إلى جوارى وأن أقرأ فى ليلة وقال: الله هذا أحسن ما سمعت.
وفى يوم جاءنى الأستاذ خليل البندارى وكان يعمل صحفيا وقال لى جلالة الملك سوف يكرمك فى ليلة القدر وينعم عليك بلقب «البكاوية» فاندهشت! لأننى فى حياتى لم أر شيخا بيه!
وجاء يوم التكريم وفوجئت بالملك لم يأت ليلة القدر وذهب لسماع أم كلثوم وأعطاها «وشاح النيل» فقلت والله أم كلثوم تستحق كل الخير، ولم نحصل على البكاوية!
إلى فلسطين/U/
وبعد التحاقى بالإذاعة تدفقت علىّ الدعوات من الدول العربية والإسلامية لإحياء ليالى شهر رمضان بها وكانت فلسطين على وجه التحديد أول دولة عربية أسافر إليها بعدما وجهت إلى دعوة لأكون قارئا بإذاعة الشرق الأدنى «يافا» وكانت مدة التعاقد 6 أشهر، وتم الاتفاق عن طريق المدير الانجليزى للإذاعة «مستر فيرجسون» وأثناء تواجدى بفلسطين كنت أتنقل من «يافا» متجها إلى القدس كل يوم جمعة لتلاوة قرآن الجمعة فى المسجد الأقصى.
ولأنى كنت صغيرا وفى سن ال 91 عاما – والكلام على لسان الشيخ شعيشع – كنت مرتبطا بأسرتى ارتباطا وثيقا لذلك لم أتحمل الغربة أكثر من شهر وفكرت فى العودة إلى مصر، ولكن وثيقة السفر كانت مع المسئولين عن الإذاعة بفلسطين فطلبت من رئيس الإذاعة أن يسمح لى بالسفر إلى القاهرة كى أرى أهلى فوعدنى بذلك فى أقرب فرصة ولكنه لم يف بوعده، ولكننى أصررت على العودة خاصة أننى لم أتعود أن أغيب عن والدتى كل هذه المدة، فكان لى صديق من يافا اسمه «يوسف بك باميه» وكان من أعيان يافا فقال لى لا تحمل همّ شىء سأساعدك على السفر وبالفعل أحضر لى الوثيقة «الهوية» ومعها تذكرة قطار من محطة «اللد» بفلسطين يصل إلى القاهرة مباشرة، فدخلت على والدتى والتى فرحت كثيرا برؤيتى وقالت لى خلاص لا تسافر مرة ثانية فقلت لها هناك تعاقد بيننا وبين الإذاعة لمدة 6 أشهر وفيها حبس!
وبعد أسبوع فوجئ الشيخ شعيشع بمدير إذاعة الشرق الأدنى أمام باب المنزل يدق جرس الباب ففتح الباب له، وجلس الرجل وقال لى معاتبا: أنت سافرت بدون إذننا خوفا من عدم موافقتنا لك على العودة إلى القاهرة لترى أهلك فقلت له نعم، قال إننا لا نستطيع أن نحرم رجلا مثلك من الاطمئنان على أخوته ووالدته خوفا من عقاب الله لأنك تحفظ القرآن وتتلوه.
وكانت المفاجأة الأكثر غرابة عندما طلب منه مدير الإذاعة الانجليزى قائلاً: بدى ياشيخ آكل عندكم «ملوخية»! فطلبت من أمى أن تعد الغداء وبالفعل أكل الملوخية فقد أراد أن يجعل شيئا من الود بحرفية عالية، وبعدها عدت إلى فلسطين بصحبة المدير الانجليزى لإذاعة الشرق الأدنى وأكملت مدة العقد.
الشيخ محمد رفعت/U/
وعن العلاقة بينه وبين الشيخ محمد رفعت يتذكر قائلا: ارتبطت به بأذنى قبل أن أراه، وكنت فى بدايتى حريصا على أن أصلى فى مسجد فاضل باشا وكان يقرأ فيه يوم الجمعة وكان من عادته أن يجلس إلى جوار الكرسى بعد أن ينتهى من القراءة، وكنت جالسا بالقرب منه.
وفى إحدى المرات قام أحد المستمعين وقال له يا شيخ رفعت فيه واحد يقلدك طبق الأصل، فرد عليه الشيخ أبو العينين شعيشع ففرحت وقمت من مكانى أقبله وسألنى أنت مين فقلت له أنا أبو العينين فقال تعال يا حبيبى وأخذنى بالحضن ومنذ ذلك الحين توطدت علاقتنا.
وكنت فى بدايتى – والكلام على لسان الشيخ شعيشع – أقلد الشيخ رفعت لأننى كنت أريد أن أتعلم منه وكنت مبهورا بأدائه.
وذات مرة قابلنى مدير الإذاعة فى شارع رمسيس وأوقف سيارته أمام سيارتى فنزلت لأرى من هذا الرجل فوجدته فصافحته وقال لى: أنا عاوزك فى مهمة وطنية، فلما ذهبت إليه قال لى أنت تعلم أن هناك تسجيلات للشيخ محمد رفعت قد سقطت منها بعض الكلمات.. ما رأيك لو أكملت هذه التسجيلات بصوتك، وبالفعل أدينا المهمة وتم تداول التسجيلات بصوت الشيخ رفعت دون أن يلاحظ أحد.
عبد الباسط أخويا/U/
وبسؤاله عن الشيخ عبد الباسط عبدالصمد رد بتلقائية: أخويا ويحكى عن موقف له كان فيه نعم الأخ، جاءتنا دعوة لإحياء ليالى رمضان فى أبو ظبى وعندما جاء موعد السفر جاءنى تعب المقعدة فكنت لا أستطيع الجلوس فاتصلت به وأبلغته بأننى لن أستطيع السفر فقال لى وأنا لا يمكن أن أسافر بدونك.
وعندما وجدته مصراً قلت له: لكنى لا أستطيع الجلوس، قال لى لا تحمل همّاً سأحضر لك شيئا مرنا تجلس عليه أثناء القراءة وسأقرأ أنا فى اليوم الأول وفى اليوم الثانى سأجلس تحت قدمك وأنت تقرأ فإذا شعرت بألم سأجلس مكانك، وأقنعنى وبالفعل سافرنا وهناك سألنى كيف حالك فقلت له الأمر ازداد سوءاً.
وبمجرد أن بدأت القراءة ذهب الألم تماما وبعد أن انتهيت من القراءة عاد الألم مرة أخرى فاحضر لى «مرهما» كان فيه الشفاء.
وفى اليوم التالى كان من المقرر أن نسافر معا ولكنه ذهب إلى المغرب يسجل القرآن هناك، فاسافرت أنا وقرأت مكانه ومن يسألنى كنت أقول له إنه فى زيارة سيأتى قريبا حتى جاء وشكرنى فكانت أخلاقه عالية.
كرم عبد الوهاب/U/
ويتذكر الشيخ شعيشع علاقته بأهل الفن فيقول بعد أن سمعنى محمد عبدالوهاب فى الإذاعة كلف الأستاذ البندارى بأن يحضرنى إليه وكنت فى ذلك الوقت كما سبق أن ذكرت أسافر إلى بلدى بعد الانتهاء من القراءة.
وقابلنى البندارى مصادفة على سلم النقابة وسألنى: أين أنت يا شيخ؟ وكان ذلك بعدها بحوالى شهرين - كما ذكر لى البندارى - مضيفا الأستاذ عبد الوهاب عاوزك لأنه وجد فيك حاجة ليست موجودة وكلفنى أبحث عنك فى أى مكان، وذهبت إلى عبد الوهاب فى منزله بالعباسية ودخلت عليه فوجدته فى بروفة لأغنية «الجندول» وهى من عبقريات عبد الوهاب فأسكت الفرقة وأدخلنى إلى الصالون وظل يسألنى كيف تقرأ؟ وكيف تعلمت؟ فقلت له: علمنى ربى وحرصى على سماع القرآن من المشايخ فقال لى أذنك سليمة 001%.
أم كلثوم واسطة/U/
أما أم كلثوم فكانت واسطة خير بينى وبين الإذاعة المصرية فقد كنت أتقاضى أجراً بسيطا وكانت الإذاعة لا تقدرنى حتى أعلنت أننى لن أذهب إليها مرة أخرى فقام محمد بك قاسم بالاتصال بالسيدة أم كلثوم لتتوسط له عندى حتى أعود فسألنى عن السبب فلما عرفت طلبت منه زيادة أجرى وبالفعل تحقق مطلبى ورجعت الإذاعة وأنا مستريح، وظلت العلاقة بينى وبين السيدة أم كلثوم حتى وفاتها، فقد كانت تخصص لى مقعدا فى الصفوف الأمامية فى حفلاتها وطلبتنى للقراءة فى وفاة والدتها، لكن عندما توفيت أم كلثوم كنت فى السعودية ولم أحضر العزاء وكان أمرا عزيزا علىّ.
ويستطرد الشيخ شعيشع فى حديثه متطرقا إلى علاقته بالرؤساء بادئا كلامه عن الرئيس جمال عبد الناصر فقال كان جارا لى فى العباسية وكان يحضر فى بيت أحد أقاربى الضابط محمد على المنشاوى ومعه رجال الثورة وأقمت له احتفالا فى بلدنا ببيلا ترحيبا برجال الثورة وبالنهضة الجديدة لمصر فسألنى أنت من هذه البلد؟ فقلت له ومن هذا البيت.
وبعدها بفترة كان يستقبل الرئيس الصومالى «شارماركى» والذى طلب مقابلتى فى المطار فأرسلوا إلى وبالفعل ذهبت إلى المطار فعندما رآنى الرئيس جمال عبدالناصر حيانى وكان يذكر اسمى جيدا.
وتحدث عن الرئيس الراحل أنور السادات وقال أعتبره شيخا لقبيلة أو عمدة فى قرية فكان يتفانى فى حب مصر وواجه الكثير من الصعوبات والمحن وهناك موقف كلما تذكرته أضحك فى نفسى، عندما قام الرئيس السادات بالاتصال بى فى وفاة أم عبد الحكيم عامر – فى بداية الثورة – وقامت زوجتى بالرد على التليفون وكان السادات وقتها رئيسا لمجلس الشعب وطلب منها أن يكلمنى ولكنها رفضت وقالت له إن الشيخ نائم ولا يمكن أن نقلقه.
فأنا كنت سأسافر فى اليوم التالى وكنت إذا نمت لا يمكن أن يقلقنى أحد مهما كان وزوجتى رحمها الله كانت تراعى ذلك دائما، وأغلقت التليفون فقام بالاتصال مرة أخرى فقامت بالرد عليه ولم تنفذمطلبه هذه المرة أيضاً ووضعت السماعة مرة أخرى ولم تبلغنى بما حدث.
حتى قابلنى وكان وقتها رئيسا للجمهورية وقال لى أنت عندك سكرتيرة ممتازة، فقلت له ليس عندى سكرتيرة فحكى لى الموقف فقلت له هى أفضل من مائة سكرتيرة، ثم أضفت مازحا: تأخذها.
وصلتى بأسرة السادات كانت عميقة لأنهم طيبون وأسرة فاضلة ويشرفنى أننى تعاونت مع اللواء عفت السادات شقيق الرئيس الراحل فى خدمة مسجد الخلفاء الراشدين بمصر الجديدة.
ويتذكر الشيخ أبو العينين شعيشع عندما جاءته دعوة عاجلة من السفير العراقى بالقاهرة لإحياء مأتم الملكة عالية ملكة العراق بناء على رغبة من القصر الملكى الذى أرسل إلى السفارة بطلب القارئ أبو العينين شعيشع والقارئ الشيخ مصطفى إسماعيل وبحثنا عن الشيخ مصطفى إسماعيل فلم نجده ولم نعرف له مكانا فقال السفير اختر قارئا من القراء الكبار ليسافر معك فكان الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى رحمه الله.
ويذكر الشيخ شعيشع ما حدث خلال عودته من العراق بأن المساجين طلبوا الاستماع إليه، فطلبت من المسئولين بأن يسمحوا لى بأن أحقق لهم هذه الأمنية وأهدونى سجادة من صنعهم توضح حدود العراق الجغرافية.
الشال أنقذنى/U/
ويضيف: سافرت إلى تركيا وهناك وقع أطرف مواقف حياتى فكنا فى رمضان وفى المطار كان فى استقبالى الأستاذ صلاح أبو جبل ولما رآنى وجد الطربوش على رأسى فطلب منى أن أغيره فسألته لماذا؟ فقال لى هيحبسوك لأن الطربوش ممنوع فى تركيا منذ أيام أتاتورك فوضعت يدى فى جيبى وأخرجت الشال وقمت بلفه على الطربوش ودخلت.
وعن رأيه فى المطرب الذى يقرأ القرآن، يقول: القارئ للقرآن الكريم يستطيع أن يغنى بإتقان أما المطرب فلا يستطيع أن يقرأ القرآن بصورة سليمة فأم كلثوم بدأت قارئة للقرآن وأصبحت مطربة ملء السمع.
وأضاف أننا فى نقابة القراء لا نمانع من ضم أى شيخ مهما كان لكن بشرط أن تكون تلاوته سليمة وحافظا للقرآن الكريم كاملا وأعتقد أن المطرب الذى احترف الغناء لا يستطيع أن يتلو القرآن بطريقة سليمة لأن مخارج الحروف فى الغناء تختلف عنها فى التلاوة.
وعن تلاوة السيدات للقرآن الكريم واعتمادهن بالإذاعة يقول إننا فى قراءة القرآن الكريم قبلنا أكثر من 17 سيدة أعضاء فى النقابة وهن لسن «صيّتة» قارئات ولكن يعملن فى تحفيظ القرآن وفتح كتاتيب موضحا أن قارئات الإذاعة ليس أمرا جديدا، بل كانت هناك قارئات للقرآن الكريم فى العهود القديمة مثل الشيخة كريمة العدلية والشيخة سكينة وجميعهن كن قارئات فى الإذاعة.
وحول تفوق القرآن المرتل بصوت القارئ العربى يقول الشيخ شعيشع إن قدسية الأماكن التى يتم فيها تسجيل هذه التلاوات تلعب دورا كبيرا فى تفوقهم هذا بالإضافة إلى عدم وجود القارئ المبتكر وجميعهم مقلدون ويجب أن نقول إنهم ذابوا فى بعضهم فلم نتبين منهم النجم، ولكن القرآن المجود لن يقرأ إلا فى مصر ومهما تغيرت الأزمان والدليل على ذلك أن طلبات الدول تزيد على القارئ المصرى لإحياء الليالى والمناسبات.
واختتم كلامه مؤكدا أنه يكون سعيدا عندما تكون الأمة الإسلامية بخير وأبنائى بخير وهم د. محمد وهو طبيب يشرف على حى كامل بأمريكا والمهندس محمود ومنى وهى خريجة لغات وترجمة فورية ولكنها لا تعمل وأحفادى كذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.