فى التسعينات عرفت الساحة الإعلامية فى مصر الدكاكين الصحفية... صحف بتراخيص أجنبية من قبرص أو لندن يملك تراخيصها بياع خضار أو ميكانيكى أو صاحب معمل طرشى. أو متعلم له غرض، وليس لهذه الصحف هيكل عمال سوى «اسم أحد الصحفيين من أعضاء نقابة الصحفيين، باعه صاحبه بمقابل زهيد كل شهر» كانت هذه الصحف تصدر «وقت مايعوز مالكها» حين يكون هناك مصلحة من إصدارها والأهم أنها كانت تتيح لمالكها مقعدًا فى اجتماعات الكبار فى المحليات وفى المحافظات وفى مجلس الوزراء وذلك يعنى علاقات ومعارف ومعلومات تساوى ذهباً فى عالم رجال البزنس عند اللزوم. ..هذه الظاهرة انتهت، أو تقريباً انتهت، بنجاح المجلس الاعلى للصحافة ونقابة الصحفيين فى تضييق الخناق على اللاعبين فى هذا المجال. أو ربما لأن الدكاكين الصحفية باتت موضه قديمة. ... بالطبع لأننا نعيش الآن ظاهرة دكاكين الفضائيات لمن لا يعرف وهى قنوات فضائية حجز أصحابها لها تردد بث على قمر النايل سات ودفعوا المطلوب... ثم بقيت هذه الفضائيات لا تقدم شيئاً إعلامياً. وان قدمت. إما برامج اعلانية «مش بيقولوا إنها إعلانات» وإما برامج تسيير مصالح. مهمتها فتح طريق ما. أو عض غريب مزعج هناك أو برامج تلميع إعلامى لمن يدفع، .. وبعض من هذه القنوات. أصبحت كما «العبد لصاحبه» ملكية متنقلة دون مبرر «المالك الاول أخد منها غرضه ثم باعها لمالك ثانٍ وهكذا» ومع المالك الاول أو المالك الثانى هى فضائيات بلا خريطة. وبلا عاملين كوادرها الفنية تعمل طيارى منهم من يعمل مجاناً «عايز يعمل لنفسه سابقة عمل تكون مفيده له فى الحصول على فرصة فى مكان آخر «بعيد» ومنهم من يعمل «مذيعًا، مقدم برامج، معداً، مخرجاً» من جيبه... مقتدر وعاوز يبروز نفسه ويأخد بريستيج بأنه إعلامى بيطلع فى التليفزيون. ولذلك ثمنه فى وسط رجال البزنس بالتأكيد. ..دكاكين الفضائيات يجب ألا تغيب عن أيدى التطهير المتحركة الآن فى الوسط الاعلامى إذا كنا نطهر الإعلام المصرى من مسئوليه منا تجاه عقول الناس وأمنهم النفسى فى هذا الوطن!