ولا يحلو الكلام إلا بذكر الله عز وجل الذى يقول فى كتابه العزيز( يأيها الناس إنا خلقنكم من ذكر و أنثى و جعلنكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقكم إن الله عليم خبير ) وهذا دليل على مدنية الدولة الإسلامية واعتراف بحق المواطنة.. ومصرنا ليست إلا دولة إسلامية وأننا بكل طوائفنا ننتمى إليها ولم نشعر بالعدل والمساواة والإحساس بالأمن إلا فى ظل الدولة الإسلامية والتاريخ خير شاهد على ذلك، وهذا ما أكده فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر فى لقائه مع رئيس البرلمان الأوروبى «جيرزى بوزك» والوفد المرافق له أن الدولة الإسلامية أثبتت ديمقراطيتها منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب لأنه كان يتم بانتخاب الخليفة عن طريق البيعة، وأن الاقتراب من المادة الثانية يمس هوية مصر الإسلامية وأن هذه الهوية لا يقصد بها الدولة الدينية، ووجه شيخ الأزهر سؤالا لوفد الاتحاد الأوروبى: لو عندكم مادة تريدون تغييرها وقال 90% من الشعب (لا) والآخرين (نعم) هل ستغيرونها بالمخالفة لرأى الشعب، فرد أعضاء الوفد: سنحتكم لرأى الأغلبية. وهذا كلام شيخنا الطيب شيخ الأزهر الذى عاش فى ظله مسلمون ومسيحيون ينعمون بالتسامح ولم يعرفوا التفرقة.. فقد اعترف الإسلام بالديانات السماوية وحرية إقامة دور العبادة لكل دين سماوى.. والفتنة الطائفية فتنة مفتعلة بأيد خبيثة تريد تفكيك المجتمع المصرى وتمزيقه، والدولة الدينية أكذوبة كبيرة لا يعرفها الإسلام لأنها تقوم على أن الحكام مفوضون من الله.. لأن أول من أقام الدولة الإسلامية المدنية الرسول (صلى الله عليه وسلم) واكتمل بناؤها فى عهد الفاروق عمر بن الخطاب.. فأقام أركان الدولة الحديثة بمفهومها الكامل والذى أخذت منه أوروبا الكثير فى العصر الحديث وتتمثل تلك الأركان فى القضاء والشرطة والمالية والرقابة والمساواة والحساب والعقاب للجميع دون تفرقة فأنشأ مرفق القضاء وعين قاضى القضاة، ثم قضاة الأمصار فتمثلت الشرطة فى نظام العسس والمالية فى بيت المال وعين المحتسب فى الرقابة وعمل بنظام الدواوين وصك العملة وتطورت العمارة الإسلامية وحاسب نفسه قبل أن يحاسب وأكد على مبدأ الشورى فحين وفاته ترك مبدأ البيعة (نظام الانتخاب الحالى).. والممارسات التى يزعجنا بها الغرب ويعلنها ما هى إلا صنيعته مثل حركة طالبان فى أفغانستان والمحاكم الإسلامية فى الصومال، وما هى إلا ممارسات نهجت أسلوب العنف. ومبادئ الإسلام تقوم على قواعد ثابتة أولها الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بشرط تغليب المصلحة العامة على الخاصة ويدعو أيضاً إلى الوسطية فى كل مناحى الحياة ويرفض المغالاة، ودعا إلى الحكمة والموعظة الحسنة.. وعلى العكس تماما لا ينحصر فى إقامة الشعائر وتقديم المواعظ، بل يؤكد على المعاملة الحسنة كما قال رسولنا الكريم:(الدين المعاملة)، وقد أكد على مكارم الأخلاق ولنا فى رسول الله أسوة حسنة فى سلوكه مع جاره اليهودى.. إلخ.. ونادى أيضاً بإعمال العقل وفتح باب الاجتهاد والأخذ بالمنهج العلمى وبعد كل ما سبق أتساءل: هل هذه مبادئ دولة دينية أم مدنية بمعناها المعاصر والقديم فى الإسلام.. وأخيراً قول رسولنا صلى الله عليه وسلم:(أنتم أعلم بشئون دنياكم).