أبرزهم علاء عبدالفتاح.. الرئيس السيسي يقرر العفو عن باقي مدة العقوبة المقضي بها على عدد من المحكوم عليهم    خدمات طبية وتحاليل طبية وعلاج مجاني لذوي الهمم بمطروح    رئيس مياه الأقصر يتفقد محطة معالجة الدبابية ويتابع شبكات الصرف الصحي في المساوية    140 مليار دولار صادرات بعد 5 سنوات    أحضان وقبلات "ترامب" لأرملة "تشارلي كيرك" تثير الجدل.. ورواد التواصل: الرئيس الحنين رزق (فيديو)    وزير الخارجية يلتقي كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشئون العربية والشرق الأوسط    يونيسف: مقتل 11 طفلا في غارة بطائرة مسيرة على مسجد بالفاشر السودانية    موعد انتخابات الأهلي القادمة    أحمد السيد: عماد النحاس الأنسب للأهلي بالفترة الحالية.. والقمة لا تخضع لأي حسابات    حيرة فى الأهلى بسبب المدرب الأجنبى    برشلونة يعلن إصابة فيرمين لوبيز ويحدد مدة غيابه    أمن كفر الشيخ يكثف جهوده لكشف ملابسات وفاة شاب إثر إصابته بطلق ناري في قلين    مسلم يعلن انفصاله عن زوجته.. «حسبي الله في اللي كان السبب»    من هم ال70 ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب؟ رمضان عبد المعز يوضح    في الخريف.. علامات تكشف إصابتك بحساسية الأنف    جامعة كفر الشيخ تبحث مع نائب وزير الصحة تنفيذ الخطة العاجلة للسكان والتنمية 2025–2027    في لقاء حصري... عمرو سليمان يتحدث عن مستقبل الاستثمار العقاري في مصر    أول رد من أرملة إبراهيم شيكا على رغبة وفاء عامر في استرداد شقتها    حفل استقبال الطلاب الجدد بكلية العلوم جامعة الفيوم.. صور    الحبس 6 أشهر لصانعة المحتوى أم سجدة في اتهامها بالاعتداء على القيم والمبادئ الأسرية    بحضور وكيل الأزهر والمفتي ووزير الأوقاف.. نقابة الأشراف تُحيي ذكرى المولد النبوي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 22سبتمبر2025 في المنيا    الداخلية تكشف ملابسات فيديو تعاطي المخدرات أسفل أحد العقارات بالقاهرة    السفير سيف قنديل: النسخة الخامسة من منتدى أسوان ستضم دوائر رجال الأعمال والمؤسسات الإنسانية    ضبط 13 مليون جنيه حصيلة الإتجار غير المشروع في النقد الأجنبي    الرئيس السيسي يقرر العفو عن علاء عبد الفتاح و5 آخرين    المدينة التي يجتاحها جيش الاحتلال.. إطلاق صاروخ من غزة صوب مستوطنة ناحل عوز    وسط فرحة الطلاب.. محافظ المنوفية يفتتح مدرستين ببروى وبكفر القلشى للتعليم الأساسي    طقس الإسكندرية اليوم.. أجواء معتدلة ودرجات الحرارة العظمى تسجل 30 درجة مئوية    عبد الله السعيد: أتمنى تتويج منتخب مصر بكأس الأمم وجاهز للعودة إذا طُلب مني    قبل 24 ساعة من اللقاء... أزمة في بث مباراة أهلي جدة وبيراميدز فضائيا    20.9% تراجعا فى أعداد العاملين الأجانب بالقطاع الحكومي والقطاع العام- الأعمال العام خلال 2024    إنجاز جديد لجامعة بنها بمؤشر نيتشر للأبحاث العلمية Nature Index    عميد معهد الفراعنة: اكتشفنا واقعة انتحال صفة رمضان صبحى بالامتحانات صدفة    مصرع فتاة وإصابة 6 في تصادم ميكروباصين بطريق العوايد بالإسكندرية    ضبط 6 آلاف علبة جبنة فاسدة داخل مخزن خلال حملة تموينية في الأقصر    بالصور - محافظ أسوان يتفقد 1540 مدرسة استعدادًا للعام الدراسي    رابط التقديم على وظائف بنك مصر 2025 لخدمة العملاء.. متاح الآن بدون خبرة    ب "التايجر".. ريم سامي تخطف الأنظار بإطلالة أنيقة    متحدث فتح للقاهرة الإخبارية: الاعتراف بالدولة الفلسطينية لحظة تاريخية فارقة    أمير كرارة: معايا صورة ل هنا الزاهد ممكن تدمرها لو نزلتها    بمشاركة نرمين الفقي وراجح داوود وإيهاب فهمي.. تعرف على لجان تحكيم مهرجان الغردقة الدورة الثالثة    هينسحبوا تمامًا.. 3 أبراج لا تقبل العلاقات السامة «التوكسيك»    "طلاب من أجل مصر" ترحب بدفعة طب الجديدة بجامعة بورسعيد الأهلية (صور)    عاجل- قراران جمهوريان بإنشاء منطقة جرجوب الاقتصادية وتخصيص أراضٍ للتنمية الصناعية    اللجنة المصرية لإغاثة أهالي غزة تتوصل لطفلي طريق الرشيد بغزة.. ووالدتهما: بشكر الرئيس السيسي    العوارى: ما يحدث للأبرياء من تدمير منازلهم لا يمت بصلة للأخلاق التي جاء بها الأنبياء جميعا    تأييد تغريم غادة والي 10 آلاف جنيه في سرقة رسومات فنان روسي    "البحوث الزراعية" ينظم المنتدى العلمي الأول حول تطبيقات الإدارة المتكاملة    رئيس جامعة القاهرة يتلقى تقريرا عن مؤشرات الأداء بمستشفيات قصر العيني    وزارة الصحة: تقديم 17 ألف خدمة طبية في طب نفس المسنين    تحذير من أدوية البرد للأطفال دون وصفة طبية    أكثر اللاعبين حصدا للكرة الذهبية عبر التاريخ    موعد أذان الظهر ليوم الإثنين ودعاء النبي عند ختم الصلاة    بعد الظهور الأول لهما.. ماذا قال ترامب عن لقائه ب ماسك؟    الدوري المصري بشكل حصري على "أبليكشن ON APP".. تعرف على طريقة تحميل التطبيق    خلال لقائه مع نظيره الكويتي .. وزير الخارجية يؤكد رفض مصر القاطع لأي محاولات للمساس بأمن واستقرار الخليج    أحمد العوضي: لو هتجوز مش هقول.. ومشغول بمسلسل «علي كلاي» لرمضان 2026    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيدة مصر الأولى.. والأخيرة
نشر في أكتوبر يوم 22 - 05 - 2011

وكأنه كان ينتظر بفارغ الصبر ما حمله إليه محضر محكمة الأسرة فرع شرم الشيخ.. لأول مرة - وربما لآخر مرة - تبدو على قسمات وجه الرئيس السابق علامات راحة غير طبيعية مع بصيص من ابتسامة أقرب إلى الصفراء! ها هو يقرأ سطور الأوراق التى حملها إليه محضر المحكمة:(سوزان صالح ثابت تطلب الخلع من محمد حسنى مبارك).. لم يكمل الرئيس السابق حيثيات طلب سيدة مصر الأولى - والأخيرة - ليسارع بطلب قلم يوقع به بالموافقة، لكن طبيباً كان بصحبته داخل غرفة الرعاية بمستشفى شرم الشيخ لم يفهم ما يطلبه فقد كانت كلمات مبارك غير واضحة وكان يتلعثم بشكل ملحوظ ليفاجأ الطبيب بصرخة مكتومة: قلم.. قلم.. بلاش.. قولوا لها موافق بالثلاثة!
يسأل الطبيب: نقول لمين حضرتك؟
يرد: قولوا للى ما تتسمى!
مين هىّ إللى ما تتسمى؟
قال: اقرأ الورق ده!
تبدو الدهشة واضحة على وجه الطبيب: معقولة!
مرة أخرى تأتى كلمات الرئيس السابق باهتة: بركة يا جامع..!
أنا بصراحة كنت ناوى أعملها يو 11 فبراير الماضى لكنى تراجعت فى آخر لحظة خجلاً من رفاق العمر حسين سالم ومن جمال وعلاء وهايدى وخديجة وزكريا والعادلى و.... و.....!
الطبيب يسأل: ممكن أسأل حضرتك.....
قاطع الرئيس السابق طبيبه: عارف عاوز تسأل إيه.. وسوف أجيبك.
وعلى غير العادة تفوه الرئيس السابق بكلمات غريبة عليه.. قال ما معناه إن الشعب مثل الطفل الصغير، لكن الضحك على هذا الطفل لا يدوم كثيرا!.. أخيرا فهم!
فور انتهاء مبارك من كلامه بدت على الطبيب علامات البلاهة وكأنه يستمع إلى حكيم من تلاميذ سقراط!
لكنها الحقيقة التى عندما تنهار تبقى كل الأشياء عرضة للشك.. وهى الحقيقة التى قالها جان جاك روسو: ما دام هناك مجتمع من الأغنام فلا بد أن تكون له حكومة من الذئاب!
هذه الأغنام فى رأى مبارك أصبحت فى يوم وليلة - وبالتحديد خلال 16 يوما وليلة - بداية من 25 يناير حتى 11 فبراير أسوداً وفهوداً جعلت رئيسهم والعصابة التى حوله بقطيع من الأغنام المصابة بالجرب!
يا سبحان الله.. قالها الطبيب فى سره وكأنه يكلم نفسه.. هل الذى أمامى هو ذلك الطاووس الذى كان منذ أيام يتهكم على أصحاب مجلس الشعب الموازى:(خليهم يتسلوا؟!).
لكن الطامة الكبرى التى نزلت على الطبيب كالصاعقة كانت تلك الكلمات التى سمعها من الرئيس السابق: اسمع يا ابنى.. تنزل دلوقتى على محكمة الأسرة وتقول لهم أنا موافق.. ولو عاوزين توكيل.. آدى التوكيل!
وقتها تأكد الطبيب أن الأمر انتهى ليجد مبررا ليقول للرئيس السابق: عندك حق.. لا مؤخذة حضرتك تأخرت.. وروى له ما قاله كاتب ساخر من زمان: سئل الإسكندر الأكبر عن أعدائه وأصدقائه فقال: لقد استفدت من أعدائى أكثر مما انتفعت من أصدقائى، لأن أعدائى كانوا يكشفون لى عيوبى، وبذلك أنتبه إلى الخطأ فاستدركه، أما أصدقائى فإنهم كانوا يزينون لى الخطأ ويشجعوننى عليه!
مرة أخرى يسأل الرئيس طبيبه سؤالا لم ينتظر منه إجابة: يعنى عاوز تقول إننى لم أكن مثل الإسكندر؟!
لحظتها صمت الطبيب وخرج مسرعا بعدما شاهد وجه الرئيس السابق أكثر شحوبا ليقابله طبيب آخر فيطلب منه تجهيز جهاز رسم القلب بسرعة قائلاً: الإسكندر - أقصد مبارك - حالته مش ولابد!
***
لم ينطق الطبيب بما سمعه أمام زملائه الأطباء لكن المفاجأة ألجمته عندما سمع الحكاية من أكثر من طبيب وموظف بمستشفى شرم الشيخ وها هو الخبر ينتشر بسرعة الصوت حتى وصل إلى مزرعة طرة وها هو علاء يبدى دهشة كبرى مما فعلته أمه على عكس جمال الذى يبدو أنه كان شامتا فى والده ولسان حاله يقول: يستاهل!
يعنى إيه يا جمال ماما تطلب الخلع؟!
سؤال وجهه علاء لشقيقه ولم ينتظر إجابة فهو يعرف رأى جمال فى والده وسوف يدافع عنها عماّل على بطاّل!
وأردف علاء: ألم يكفيها ما حدث؟!
وبغروره المعروف يرد على شقيقه: كان حصل إيه لو سمع كلام ماما من زمان ولم ينتظر حتى يفلت العيار ويتغير مقر الإقامة إلى سجن مزرعة طرة بدلاً من مقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة.
ولم يقطع حديث جمال الزاعق سوى دبيب أقدام خلفهما.. ها هو أحمد عز وحبيب العادلى وصفوت الشريف وزكريا عزمى فى حالة إنصات تام وكأنهم يتلصصون أية تفاصيل لطلب الخلع الذى فجرته سوزان ثابت.
لم يفاجأ جمال بالأربعة بعكس علاء الذى التزم الصمت محاولا تغيير دفة الحديث، لذا جاءت كلمات جمال وكأنه يكلم نفسه: تصوروا علاء زعلان من ماما علشان رفعت قضية خلع على بابا.. تفتكروا ماما غلطانة؟! لحظتها انفجر علاء فى شقيقه: مافيش فايدة فيك.. أنت لازم تتحبس 15 سنة مش 15 يوما.. يمكن ربنا يشفيك!
صوت علاء العالى جعل عددا لا بأس به من مساجين طرة يتجمعون وتخرج كلمات من مسجون مسحوب من لسانه: والله كلكم لازم تتحبسوا مدى الحياة.. قادر يا كريم!
يبدو أن جمال كان قد أبلغ العادلى وعز بالقضية التى رفعتها والدته على والده فقد دار حوار بينهم فهم جمال منه أن العادلى وعز مؤيدون والدته فيما قامت به لكنه توقف عند نصيحة نقلها إليه رجل قانون قيل إنه مرتضى منصور رغم كونه المستشار القانونى فهو يطيق العمى ولا يطيق أحمد عز ونفس الشىء العادلى والشريف وعزمى!
المهم أن النصيحة جعلت جمال يتراجع نوعا ما عن تأييده لوالدته فيجرى اتصالا بها من مكتب مأمور سجن طره أو من خلال رسالة حملها لفريد الديب المحامى.. والله أعلم.
ماما.. أنا شايف إن بابا ممكن يروح فيها وساعتها إنت عارفة الباقى.. الحسابات ببصمة الصوت.. وبنوك سويسرا ما تعرفش التوكيلات!
يعنى إيه يا جمال.. قالتها سوزان؟
يرد: نضرب عصفورين بحجر واحد.. تتراجعى عن القضية.. ويكفيه إنك سوف تظلين على ذمته باقى عمره.
فى نفس اللحظة تخرج كلمات من مسجون استمع إلى حديث جمال: فعلاً ليس هناك عقوبة أبشع!
لم يهتم جمال بما سمعه وواصل حديثه لوالدته التى يبدو أنها قاطعته وأغلقت سماعة التليفون فى وجهه بعد أن قالت له: طول عمر أبوك بارد.. كفاية كده عليه!
لحظتها قطرات العرق بدأت تتساقط من وجه جمال ليجد علاء أمامه: تعالى نروح الزنزانة عندى كلام مافيش داعى حد يسمعه.
جمال يطلع علاء على أخطر خبر: ماما ناوية تعملها بعد الخلع!
علاء: يا نهار أسود.. يعنى....؟!
جمال: أيوه.. يعنى....!
ياه.. نسيت أقول إن صديقى العزيز الأستاذ محسن حسنين رئيس التحرير عندما طلب منى الكتابة لمجلة أكتوبر قلت له: سوف أكتب لك انفرادا صحفيا وأسرارا لا يعرفها أحد.. وهى أسرار من نوعية ما يكتب هذه الأيام حول اعترافات وحوارات خيالية ليست سوى كلام لا يمكن تكذيبه.. وتلك محاولة من صحفى يكتب فى الاقتصاد ولا يعرف شيئاً عن السجون أو الزنازين ولم يسعده الحظ بلقاء العصابة إياها!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.