اتضح أن الملك فاروق- رحمه الله- لم يكن فاسداً مقارنة بالفساد الجمهورى، كما اتضح أنه كان ملكاً وطنياً ومحباً لشعبه عندما رفض اصطدام الحرس الملكى والقوات البحرية بضباط ثورة 23 يوليو 1952 حتى لايسقط ضحايا بينهم وغادر مصر دون أن يتسبب فى سفك دماء أى مصرى ولذلك سميت ثورة يوليو بالبيضاء، وعندما تأكد نجاحها بقيادة اللواء محمد نجيب طلب من رفاقه وكان أكبرهم برتبة بكباشى «مقدم» أن تسلم الدولة للسياسيين من أصحاب الخبرات وأن يعودوا جميعاً لثكناتهم العسكرية ولكنهم رفضوا وقاموا بعد ذلك بتحديد اقامته برغم أن نجاح الثورة يعود إليه شخصياً وراحوا يولون أنفسهم مناصب رئاسية ووزارية وحدث ماحدث من تأثيرات سلبية على مصر كان من الممكن تلاشيها وتحويلها لإيجابيات تساعد على ازدهار مصر ورفاهية الشعب لو انصاعوا وعادوا لثكناتهم العسكرية. وبعد 59 عاماً ثار الشعب ضد النظام الفاسد فإذا بالنظام يفضل سفك دماء البعض من أبناء الشعب بواسطة الشرطة مما دعا القوات المسلحة أن تتدخل فى الوقت المناسب لحماية الشعب وثورته والوقوف بجانبه، ولأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة أعضائه من أصحاب الخبرات العسكرية والسياسية فراحوا يصلحون ما أفسده النظام البائد تمهيداً لانتقال السلطة للمدنيين.