اتضح أن الملك فاروق رحمه الله لم يكن فاسداً، مقارنة بالفساد الجمهوري الذي انكشفت أسراره مؤخراً.. كما اتضح أنه كان ملكاً وطنياً ومحباً لشعبه عندما رفض اصطدام الحرس الملكي والقوات البحرية بضباط ثورة 32 يوليو 2591 حتي لا يسقط ضحايا بينهم.. وغادر مصر دون أن يتسبب في سفك دماء أي مصري، ولذلك سميت ثورة يوليو بالبيضاء. وعندماً تأكد نجاحها بقيادة اللواء محمد نجيب صاحب الخبرات العسكرية والسياسية طلب من رفاقه، وكان أكبرهم برتبة بكباشي »مقدم« أن يسلموا الدولة للسياسيين الشرفاء من أصحاب التاريخ، وأن يعود الجيش لثكناته.. ولكنهم رفضوا بعد أن ذاقوا حلاوة السلطة وقاموا بتحديد إقامته وإذلاله برغم أن نجاح الثورة يعود إليه شخصياً!، وحدث ما حدث من تأثيرات سلبية علي مصر كان من الممكن أن تكون إيجابيات تحقق ازدهار مصر ورفاهية الشعب لو أنهم انصاعوا وتركوا العيش لخبازيه! وبعد 95 عاماً ثار الشباب في 52 يناير 1102 ضد النظام الفاسد فإذا بالنظام يتشبث بالسلطة ويأمر بسفك دمائهم بواسطة الشرطة قبل أن يستسلم ويسلم السلطة للجيش الذي قام بحماية الشعب وثورته، وتولي المجلس الأعلي للقوات المسلحة إصلاح ما أفسده النظام البائد تمهيداً لانتقال السلطة للمدنيين أصحاب الخبرات السياسية وفق برنامج تم طرحه بشفافية أمام الرأي العام المصري والعالمي، ليكتب التاريخ بحروف من ذهب هذا الإنجاز العظيم لقواتنا المسلحة. شريف عبدالقادر محمد مدير شركة بالقاهرة