ما تفعله القنوات الفضائية المصرية الخاصة هذه الأيام ينتمي لأمر من اثنين : إما أنها قنوات غبية لا تعرف صالح هذا البلد ، أو أنها قنوات سيئة النية تدفع بالبلاد لأمر مدبر في غير صالحها ، أو أنها تمسك العصا من منتصفها ، لأنه لا أحد اليوم يعرف ماذا تحمل الأيام القادمة وما هو اتجاه الرياح ، فلا بأس من التربيط مع كل التيارات مستنيرة كانت أو رجعية ظلامية ؟! فقد أصبح من المألوف يوميا ألا يخلو برنامج من هذه البرامج من أحد الذقون الطويلة التي تنتمي إلي إحدى الجماعات المتطرفة ، ويا ليت الأمر ينتهي عند هذا الحد بل غالبا ما تكون هذه الذقن لأحد أصحاب السوابق من تلك الجماعات الذي أمضى سنوات وراء قضبان السجن ، ومن المرجح أن تكون تلك السابقة جريمة قتل واحدة علي الأقل ! أو أن يكون أحد شيوخ الفضائيات الذين رزئنا بهم في السنوات الأخيرة ، والذين يضيقون علي الناس ما وسع بهم الله عليهم ! الغريب أن منهم من قتل الرئيس السادات ، ومنهم من خطط لقتل المفكر فرج فودة ، ومنهم من شارك في قتل رئيس مجلس الشعب الأسبق الدكتور رفعت المحجوب ، أي أن كل قتلاهم كانوا مسالمين ، لا يملكون سوى الكلمة ، لكن كلا منهم أيضا شكل خسارة كبيرة لهذا البلد ! أما الفصيل الثاني من الضيوف ، فهم من أصحاب فتاوى إهدار الدم ، وتحريم ما أحله الله ولا إكراه في الدين ! لو كانت استضافة مثل هؤلاء الذقون تفيد المشاهد في شيء لقلنا معهم كل الحق ! ولو كانوا سيضيئون أفق هذا البلد بأفكارهم ورؤاهم لأعطيناهم ألف مبرر ، بل لو كان هؤلاء يدرون أموال إعلانات أو حتى إعانات علي تلك القنوات لكان هذا سببا كافيا ! إذن لماذا تتبارى هذه القنوات في استضافة هؤلاء المتطرفين ؟ صحيح أن بعضهم قد قدم مراجعاته ، حول مواقف سابقة ولاحقة لجماعته ، لكن هؤلاء حين يتحدثون وتأخذهم الحمية ، نكتشف أنهم مازالوا يشكلون نفس العقلية الرجعية التي تتخذ من العنف سبيلا ، رغم كل ادعاءاتهم بالتغيير ..فإلي أين ستذهب بنا تلك القنوات ؟ وما هو هدفها الخفي أم أنها فقط تلعب دور الدبة التي قتلت صاحبها ؟ ثم ما هي القيمة التي تقدمها لشباب مصر ؟