السفاح.. بليه.. العصابة.. هى ألقاب حصل عليها أعضاء حكومة «ليمان طره» من الوزراء والمسئولين السابقين الذين تم حبسهم على ذمة التحقيقات فى قضايا مختلفة عقب أحداث ثورة 25 يناير.. السفاح هو العادلى.. أما بلية فهو لقب المهندس أحمد عز، فى حين يطلق المساجين لقب العصابة على مجموعة الوزراء الموجودين داخل السجن.. بالإضافة إلى طقوس وممارسات خاصة بهم تصلح لأن تكون سيناريو فيلم سينمائى يكتسح الموسم وكل موسم..! أكتوبر رصدت تفاصيل يوم كامل يقضيه الوزراء وكبار المسئولين المحبوسين على ذمة قضايا الفساد.. داخل ليمان طره ماذا يأكلون ومن يزورهم وماذا يرتدون ومن هم أصدقاؤهم الجدد وكيف يعاملهم المساجين؟!.. وتفاصيل أخرى مثيرة فى السطور التالية.. يبدأ يوم أعضاء حكومة ليمان طره بشكل مختلف تماماً عما كانت عليه فى الأيام السابقة بدون تشريفة ولا موكب ولا سيارات شيروكى ومرسيدس أم عيون..! فهى بداية تتسم بالنشاط والحيوية والالتزام الشديد بالمواعيد والقواعد حيث يبدأ اليوم مع أذان الفجر فيستيقظ الجميع ويخرجون من زنازينهم مرتدين «الترننج» الأبيض ويتجهون إلى المسجد لصلاة الفجر، وبعدها يخرج حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق بمفرده لأداء بعض التمارين الرياضين وممارسة رياضة المشى فى حين يعود أحمد عز إلى زنزانته ويجلس فيها بمفرده يقرأ القرآن الكريم حتى يحين موعد تناول الإفطار. أما المهندس أحمد المغربى وزير الإسكان السابق فيصطحب معه كعادته زهير جرانة وزير السياحة السابق ثم يمارسان معا بعض التمارين الرياضية وبعدها يعودان إلى زنزانة أحدهما ليجلسا معا يتحدثان ويجتران الذكريات حتى يحين ميعاد وجبة الإفطار. إفطار السابعة والنصف يخرج أعضاء حكومة ليمان طره من زنازينهم فى تمام الساعة السابعة والنصف صباحا فى اتجاه غرفة الطعام لتناول وجبة الإفطار حيث يصل حبيب العادلى وبصحبته رجل الأعمال المعروف هشام طلعت مصطفى الذى أصبح صديقه منذ دخل العادلى إلى السجن وهى صداقة يستغربها الكثير من المساجين وبعض المتابعين نظراً للخلاف الذى تناثر عنه بعض الكلام وآخره قصة فتوى ال 20 مليون التى كان يريد أن يمررها فتحى سرور رئيس مجلس الشعب لإخراج هشام من قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم وتحدث عنها العادلى فى أحد الاجتماعات العامة مع بعض الوزراء ليحرج سرور بشأنها. بعد وصول الصديقين العادلى وهشام يصل بعدهما الثنائى جرانة والمغربى كما اعتادا ألا يفترقا ثم يصل بعدهم أحمد عز بمفرده وكعادته دائماً يأتى متأخراً عنهم ثم يأتى كل من أنس الفقى وزير الإعلام السابق وأسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق وقيادات الداخلية الذين تم حبسهم على ذمة التحقيقات فى وقائع إطلاق الرصاص الحى على المتظاهرين وهم اللواءات إسماعيل الشاعر مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة السابق وأحمد رمزى مساعد أول الوزير لقطاع الأمن المركزى السابق وعدلى فايد مساعد أول الوزير لقطاع الأمن العام سابقاً، أما رابعهم وهو اللواء حسن عبد الرحمن مساعد الوزير مدير جهاز أمن الدولة فهو محبوس فى أكاديمية الشرطة لأنه مايزال فى الخدمة أما السابقون فقد نفذوا سن المعاش. يجتمع كل هؤلاء على مائدة واحدة ليتناولوا وجبة الإفطار فى مشهد قد يذّكر البعض باجتماعات الحكومة على مائدة واحدة لمناقشة أمور الدولة غير أن هذا التجمع لحكومة ليمان طره هو لتذكر أمجاد الماضى والتحسر على ما يحدث وسوف يحدث لهم، وما يتعرضون له وهم فى طريقهم إلى هذه الغرفة من المساجين الذين لا يفوتون فرصة بكيلهم بوابل من الشتائم بكافة أنواعها وإلقاء الأحذية عليهم فى محاولة للانتقام منهم على ما فعلوه فى المواطنين والبلد وقد قام الحراس فى إحدى المرات بتعنيف زميل لهم لأنهم شاهدوه يعطى التحية العسكرية لحبيب العادلى. يعود أعضاء حكومة ليمان طره إلى الزنزانة حيث يقضى أحمد عز هذا الوقت حتى يحين ميعاد وجبة الغداء فى قراءة الصحف ومشاهدة قناة الجزيرة لمتابعة ما يحدث من ثورات فى الدول العربية وأحياناً يقرأ من جديد فى القرآن الكريم محاولا حفظ بعض آياته.. أما المغربى وزير الإسكان السابق فيجلس مع جرانة يتحدثان فى موضوعات مختلفة فى حين يخرج العادلى للمشى مع صديقه الجديد هشام طلعت محاولين البُعد عن المساجين فى العنابر الأخرى حتى لا يسمعا الشتائم. لقاء وسط اليوم فى منتصف اليوم وتحديداً عند صلاة العصر يتجمع من جديد أعضاء حكومة ليمان طرة لأداء الصلاة فى المسجد الذى شيده على نفقته الخاصة رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى ويغيب أحياناً بعض أعضاء هذه الحكومة عن أداء الصلاة ولكنه يلتقى بها على مائدة الطعام فى تمام الساعة الثالثة عصراً حيث ميعاد وجبة الغداء. وتتكرر الأحاديث وبعض القفشات بين أعضاء الحكومة وهم يتناولون طعامهم وترسم ابتسامة على وجه بعضهم وتعلو ضحكة أخرى حين يظل بعضهم محتفظاً بوجه متجهم وحزين مثل المهندس أحمد عز. بعد الانتهاء من تناول الغداء يخرج أعضاء حكومة ليمان طره كل واحد إلى الهواية التى اعتاد ممارستها فى هذا الوقت من اليوم حيث يجلس أحمد المغربى وزهير جرانة وأنس الفقى وأحمد عز معاً يلعبون الطاولة فى حين يجلس هشام طلعت وحبيب العادلى معا يلعبان الشطرنج ثم بعد ذلك يعودوا جميعاً وأحياناً بعضهم إلى الزنزانة من جديد لقراءة الكتب ومشاهدة التليفزيون حتى الساعة السابعة مساء. عشاء السابعة وفى السابعة مساء يخرج من جديد أعضاء حكومة ليمان طرة متوجهين إلى غرفة الطعام لتناول وجبة العشاء وفى سيناريو لا يختلف كثيرا فى تفاصيله عن سيناريو الغداء يخرج أعضاء الحكومة إلى «طابور التمام» حيث يقفون جميعا فى صف واحد ليتمم مسئولو السجن على الحضور والغياب حيث ينادى على كل واحد باسمه فيجيب بنعم وبعدها يتم صرفهم إلى الزنازين لا يخرج أحد منها قبل ميعاد الخروج فى الصباح الباكر والذى يتجدد يوميا مع آذان الفجر. يقضى أعضاء الحكومة بعض الساعات القليلة قبل النوم فى مشاهدة التليفزيون أو قراءة الكتب أو القرآن الكريم ثم ينامون حسب الميعاد المحدد ووفقاً للتعليمات المتبعة داخل السجن. بذلك يبدأ وينتهى يوم حكومة «ليمان طرة» داخل السجن وسط حراسة أمنية مشددة عليهم خوفاً من بطش المساجين فى العنابر الأخرى. وجبات خاصة ولأن أعضاء حكومة ليمان طرة ليسوا مساجين عاديين فإن يومهم يشهد بعض الأشياء المختلفة، منها الوجبات الخاصة التى تأتى لأعضاء هذه الحكومة سواء من خارج السجن أو من داخله حيث طلب بعضهم مثل أحمد عز أن يتم إحضار طعام له من الخارج وطلب من زوجته شاهيناز النجار فى إحدى زياراتها أن تتفق له مع فندق كبير لإرسال الطعام له داخل السجن وذلك يسمح به القانون مادام المسجون مايزال قيد التحقيق أو ما يسمى بالحبس الاحتياطى. فى حين هناك 4 أشخاص تم تخصيصهم لأداء مهمة إعداد الطعام لأعضاء حكومة ليمان طرة وذلك على نفقتها الخاصة وكل واحد حسب طلبه، فالعادلى مثلا يفضل أكل الوجبات الخفيفة لأنه يشتكى من القولون بينما يفضل عز وجبات التيك أواى، أما أحمد المغربى فيحب البطاطس المحمرة والجبنة الرومى وجرانة وكما يبدو عليه فهو يحب أكل الفراخ المشوية والسمك والزبادى. ومن بين الأشياء التى يتميز بها أيضاً أعضاء حكومة ليمان طرة عن بقية المساجين هى «الألقاب» حيث أطلق المساجين عليهم منذ دخولهم إلى السجن بعض الألقاب التى تتناسب مع أفعالهم التى ارتكبوها فى الخارج. فقد أطلق المساجين مثلاً على حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق لقب «السفاح» فى حين أطلقوا على المهندس أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطنى لقباً يتناسب مع حجم جسمه حيث لقبوه ب «بلية» وعندما يتحدثون عنه يقولون «إيه أخبار بلية ودماغه العالية؟». أما أعضاء الحكومة كلها فقد أطلق عليهم المساجين لقباً جماعياً هو «العصابة» فهم لا ينادون عليهم سوى بهذا اللقب وخاصة أثناء تجمعهم والذهاب إلى غرفة الطعام. ويتفق أعضاء حكومة ليمان طرة مع بقية المساجين العاديين فى أسلوب الزيارات حيث يسمح لهم كبقية المساجين بزيارة واحدة كل أسبوع وقد طلب حبيب العادلى مقابلة اللواء حسن عبد الرحمن مدير جهاز أمن الدولة المحبوس فى أكاديمية الشرطة وذلك وفقاً لتصريح مصدر أمنى كبير بمصلحة السجون رفض ذكر اسمه مؤكداً أن العادلى طلب مقابلة عبد الرحمن دون أن يشير إلى السبب. وقد قامت أيضاً شاهيناز النجار زوجة أحمد عز بزيارته وهى ترتدى عباءة سوداء ونظارة سوداء كبيرة وهى الزيارة التى طلب فيها أن تتفق له مع أحد الفنادق ليرسل له الطعام يومياً. وأشار المصدر الأمنى إلى أن المسئولين السابقين يتم إبقاؤهم فى عنابر بعيدة عن المساجين العاديين وهو جزء من ليمان طرة يرتفع فى مستواه عن بقية السجن ويطلق عليه عنابر «VIP».. كما أكد أنه يتم اعداد عنابر أخرى خمسة نجوم لباقى أعضاء الحكومة الذين يتم التحقيق معهم حالياً.