المرض مشكلة من أكبر مشاكل العصر وعندما يقترن المرض بالفقر يصبح من أقسى المشاكل التى تواجه أى إنسان مغلوب على أمره.. ويصبح لون الدنيا قاتماً وتهون الحياة على صاحبها.. ولكن عندما يكون المريض هو رب الأسرة فإن الحياة تتحول إلى لون أسود.. ويعجز الإنسان عن أن يرى أى شىء أمامه.. و«هلال» رجل مسن تعدى عمره الستين.. ولكن مرضه يلازمه منذ أكثر من سبع سنوات.. سنوات عجاف جاء فيها المرض على الأخضر واليابس.. هو رجل بمعنى الكلمة تحّمل الكثير منذ أن كان شابا، فقد نزح من قريته عندما ضاقت به الحياة وأصبح لا يجد اللقمة.. نزح إلى إحدى المدن الساحلية التى يعيش بها أبناء عمومته الذين أكدوا له أنه سيجد عملا يعمل به ولقمة عيش فى حدود المعقول ليبنى أسرة ويعيش كما يعيش الناس.. حمل حقيبة صغيرة بها بعض الملابس التى لم تكن ملابس بل ما يشبهها.. وبالفعل أيام قليلة ووجد عملا وشعر لأول مرة أن الدنيا تفتح له ذراعيها.. استطاع فى شهور عدة أن يبنى عشا صغيرا ويتزوج من بنت الحلال ورزقه الله بالبنين والبنات، كان يكافح ليل نهار من أجلهم.. كان يتمنى من كل قلبه ألا يواجهوا الحياة الصعبة التى واجهها وعاشها سنوات.. دخلوا المدرسة.. تعلموا.. كان يفعل ما بوسعه من أجل أن يوفر لهم كل متطلبات الحياة.. ولكن القدر لم يتركه فى حاله.. بدأ العجز يدب فى أوصاله.. يشعر بالإجهاد والتعب والإرهاق بمجرد أن يبدأ العمل.. وصل به الأمر إلى الإحساس بالتعب وهو نائم على فراشه بالمنزل، لاحظت الزوجة حالة زوجها طلبت منه الذهاب إلى الطبيب.. نظر إليها ولسان حاله يقول لها من أين مصاريف الطبيب والدواء؟.. رفض.. وحاول أن يتناسى أى شعور بالتعب ولكن بدأت الآلام تتزايد وأصبحت غير محتملة.. كان يخفى هذه الآلام حتى لا يلاحظ الأولاد ولكن يوما بعد يوم بدأت الآلام وعلامات المرض تظهر على وجهه الذى تحول إلى اللون الأزرق والبطن التى أصابها الانتفاخ.. وساقيه التى أصبحت تعجز عن حمله.. والزوجة تلح عليه للذهاب للمستشفى وبعد طول معاناة.. خضع لطلبها بسبب الآلام التى أصبحت لا تطاق والذى كان يحاول أن يحبسها بداخله.. ذهب إلى المستشفى طلب الطبيب تحاليل وأشعات.. فقد كان الطبيب يشك من الوهلة الأولى أنه مريض بالكبد.. ولكن لم يصل به الشك إلى ما ظهر بالأشعة فقد أكدت الفحوصات أنه مصاب بأورام سرطانية بالكبد وحول إلى المعهد القومى للأورام حيث التخصص والعلاج وكانت رحلة العلاج التى استمرت سبع سنوات وما زالت مستمرة.. رحلة طويلة تبدأ من محافظة ساحلية على البحر الأحمر إلى القاهرة رحلة علاج كيماوى وإشعاعى كان يظن هو وزوجته أن الحالة سوف تتحسن بعد الجلسات الأولى للعلاج ولكنها تزايدت وأصبح يعيش أكثر أيام الأسبوع داخل المعهد فقد نهش السرطان كبده وكان على الأطباء أن يواجهوا هذا الخطر بالجراحة وكان يحتاج إلى نقل دم فى أوقات كثيرة، رحلة عذاب لم تخطر على باله أبداً وزاد العذاب عندما اكتشف الأطباء إصابته بفيرس (سى). ويحتاج إلى علاج دائم وطويل.. وأصبح غير قادر على العمل وكسب الرزق وتحولت حياته وحياة أسرته من سئ إلى أسوأ فهو إما جالس فى البيت وإما نائم على سرير بالمعهد القومى للأورام.. أولاده خرج كل واحد إلى أرض الله يسعى على رزقه.. ولكن الرزق قليل ولا يكفى وهو لا يجد قوت يومه هو وزوجته التى أصيبت بمرض السكر بسبب الحزن والألم على زوجها وأسرته تقدمت لوزارة التضامن تطلب معاشا وكان مبلغ 120 جنيها هى كل دخلها فى الشهر وهو لا يكفى لسداد إيجار الشقة التى يعيشون بها ولا مصاريف العلاج والسفر من وإلى المعهد.. أرسل يطلب المساعدة من يرغب يتصل بصفحة مواقف إنسانية.