من حق كل الأحزاب والقوى السياسية اتخاذ المواقف والقرارات التى تراها مناسبة لها ولكن يجب ألا نختلف جميعا على أن المشاركة السياسية الفاعلة والمؤثرة هى السبيل الأمثل لتحقيق التغيير المنشود.. وفقا لرؤى وبرامج هذه الأحزاب. فمن خلال المشاركة- لا المقاطعة- تستطيع عرض أفكارك وخططك فى إطار المؤسسات الدستورية الشرعية.. كما تستطيع هذه الأحزاب التحرك على الساحة السياسية بكل شرائحها وتوجهاتها.. وفى نهاية المطاف يمكنها بلوغ أهدافها أو بعض منها بأسلوب هادئ وموضوعى ومتدرج. أما المقاطعة فتعنى الخصم من رصيد هذه الأحزاب والقوى السياسية، كما أنها يمكن أن يؤدى تغيبها عن الشارع وعن الجماهير التى ترتبط بها.. وبالتالى فإنها يمكن أن تخسر أكثر مما تكسب.. بهذا الموقف السلبى. وإذا كنا ندعو المواطنين إلى المشاركة الإيجابية فى كل أنشطة الوطن والتفاعل معها.. فإن المقاطعة تتعارض تماما مع هذا التوجه.. وتتنافى مع أبسط مبادئ الديمقراطية والحرية. ويجب على دعاة المقاطعة مراجعة مواقفهم وتقييم آثارها السلبية على أحزابهم وقواهم السياسية، وكذلك على الحياة السياسية بشكل عام.. ما أسهل أن تقاطع.. وما أصعب أن تشارك بفاعلية وبإيجابية مؤثرة. ولاشك أن الرئيس مبارك فتح أبواب المشاركة السياسية على مصراعيها، وأتاح الفرصة لكل القوى والأحزاب والتيارات للتعبير عن مواقفها وتوجهاتها حتى لو اختلفت فى بعض المواقف والرؤى السياسية ، وهذه هى الضمانة الكبرى والدافع لمشاركة الجميع فى صنع القرار.. وصياغة مستقبل أفضل لأرض الكنانة.