وسط أجواء روحانية اتسمت بالسكينة والهدوء والتقرب إلى الله، أنهى الحجاج المصريون أداء مناسك الحج وقلوبهم تلهج بالدعاء إلى الله أن يتقبل منهم ويجعلهم من عباده الذين أعتقهم من النار.. ومع بدء وفود الحجاج فى العودة إلى ديارهم رفعت بعثة الحج الرسمية برئاسة د.هانى هلال وزير التعليم العالى درجة الاستعداد لتسهيل عودة الحجاج المصريين، كما بذل ضباط وزارة الداخلية المدربين كل جهودهم بتعليمات من السيد حبيب العادلى وزير الداخلية بتوفير كل سُبل الراحة للحجاج المصريين دون تفرقة بين حجاج القرعة أو السياحة.. وأثناء أداء المناسك دأبت بعثة الحج الرسمية برئاسة د. هانى هلال على القيام بجولات ميدانية للوقوف على أحوال الحجاج وتذليل أية صعوبات قد تواجههم..وخلال هذه الجولات عرضت عليه بعض المشاكل التى يواجهها حجاج القرعة ومنها قلة وجود ثلاجات تبريد فى الأدوار المخصصة لسكنهم، وعلى الفور تم الاتفاق مع المسئولين فى فندق التسكين وتم توفير ثلاجات زيادة على الموجود لتمكين الحجاج من حفظ أغذيتهم.. فضلاً عن الجولات التى تمت بعرفات ومنى والمدينة المنورة للتأكد من أن الإجراءات المكلف بها هو ومعاونوه قد تمت بسهولة ويسر لإعطاء الفرصة للحجاج لتأدية المناسك دون الانشغال بأشياء أخرى. كما أن بعثة وزارة الداخلية التزمت بتجهيز عيادات طبية تعمل على مدار 24 ساعة مزودة بكافة أنواع الأدوية.. والمعدات التى تضمن سرعة إسعاف المريض لحظة إصابته فضلاً عن تواجد الأطباء فى كل موقع من مواقع المناسك وتقديم العلاج مجاناً لمن يحتاج.. كما التزمت البعثة بتعيين واعظ مرافق مع حجاج القرعة ويقيم معهم بصفة دائمة للرد على أى استفسارات لهم وإرشادهم والتاكد من صحة أدائهم للفريضة. المخالفات محدودة أكدت المؤشرات أن مخالفات موسم الحج هذا العام تكاد تكون محدودة بالقياس إلى الأعوام السابقة، وقد تم التحقيق فى كل مخالفة وشكوى قدمت من الحجاج حرصاً من الوزارة على تحقيق أفضل راحة ممكنة للحاج. والحقيقة أن الذين أدوا فريضة الحج عن طريق القرعة هم أكثر الحجاج المصريين حظا.. فهم يقيمون فى فنادق «خمس نجوم» مثلهم مثل حجاج السياحة والجمعيات وبتكاليف أقل، ويحصلون على نفس الخدمات التى يحصل عليها حجاج الشركات الأخرى، مضافاً إلى ذلك أماكن إقامتهم هذا العام فى المنطقة المركزية المجاورة للحرمين الشريفين. وأكثر من ذلك فهم يتمتعون برعاية فائقة تيسر لهم الإقامة والتنقل وأداء المناسك بكل سهولة ويقوم على خدمتهم ورعايتهم فريق من الضباط المدربين بوزارة الداخلية سبق بعضهم الحجاج إلى الأراضى المقدسة للترتيب والإعداد والتجهيز ليحصل الحاج على مسكنه دون انتظار عمليات التسكين والبعض الآخر رافق هؤلاء الحجاج فى رحلتهم من لحظة مغادرتهم محافظاتهم حتى عودتهم، وفى إطار هذه الرعاية الشاملة يحظى كبار السن من حجاج القرعة وأصحاب الحالات المرضية منهم بالأدوار الأولى فى أماكن الإقامة طوال فترة تأدية المناسك تيسيراً عليهم فى الخروج والدخول من وإلى هذه الأماكن، كما أنهم يتلقون رعاية صحية متكاملة تتمثل فى تواجد عدد كبير من أطباء الإدارة العامة للخدمات الطبية بوزارة الداخلية فى نفس أماكن إقامتهم، وقد أعطى السيد حبيب العادلى وزير الداخلية تعليماته هذا العام بزيادة عدد الأطباء، بالإضافة إلى الذى تم الاتفاق عليه مع السلطات السعودية بأن يتم علاج من يحتاج من الحجاج فى المستشفيات السعودية، كما أن هناك عدداً من عربات الإسعاف كانت فى حالة استعداد تحسباً لأى طوارئ. والجدير بالملاحظة أن وزير الداخلية لا يفرق بين حجاج قرعة وسياحة أو جمعية بل كلهم عنده حجاج مصريون. أما بعثة الحج الرسمية برئاسة د.هانى هلال فقد قامت بجولات ميدانية على الفنادق التى يقيم فيها الحجاج المصريون واطمأنت إلى أن حالتهم الصحية جيدة وبخير ولا توجد أية مشاكل.. وقد أدت هذه الزيارة إلى شعور الحجاج بالراحة والاطمئنان وبدأ هذا الشعور منذ الوهلة الأولى أثناء إنهاء إجراءات دخول الحجاج من المطارات والموانئ السعودية وساهم فى ذلك قيام السلطات السعودية بالتنسيق مع وزارة الداخلية المصرية بتقديم أقصى ما يمكن من تسهيلات أثناء إنهاء إجراءات الدخول وإنجاز أعمال الجوازات بسرعة نموذجية رغم كثرة الأعداد إلا أن الحجاج أنهوا إجراءاتهم فى وقت قصير وقيام المسئولين فى وزارة الحج السعودية بالمرور على الحجاج للاطمئنان على صحتهم وحل مشاكلهم فى مواقع سكنهم وتوزيع المصاحف عليهم. جهود غير عادية نجاح موسم حج القرعة هذا العام يرجع إلى الجهد غير العادى الذى بذله السيد حبيب العادلى وزير الداخلية من خلال غرفة العمليات التى أعدتها الوزارة سواء من المركز الإعلامى بالوزارة أو من الضباط المتخصصين المرافقين للحجاج فى مراحل الانتقالات داخل السعودية وكان فى مقدمة الفريق الذى يعمل فى أثناء أداء المناسك السيد اللواء صلاح هاشم رئيس الجهاز التنفيذى للحج مساعد وزير الداخلية وصاحب خبرة طويلة فى شئون وتفاصيل واحتياجات الحجاج. والفضل يذكر لأصحابه فقد قامت وزارة الحج السعودية بتوزيع المصاحف الفاخرة التى تطبع بمجمع الملك فهد للطباعة لضيوف الرحمن. تجربة الحج تجربة روحية فهى رحلة إلى الله -رحلة توبة - والتماس الرضا من الخالق والتمتع بمشاهدة الكعبة التى لا يشبع الإنسان من النظر إليها وهى تملأ القلب بالإيمان ولا يشعر بهذه الروحانيات إلا من شاهدها وأسعده الله بالنظر إليها، كذلك فإن الصلاة فى الحرم الشريف بمائة ألف صلاة.. وفيها روحانية تحلق بالإنسان إلى آفاق عالية يشعر معها أنه قريب من الله وأن دعاءه مستجاب بفضل الله.. والصلاة فى المسجد النبوى بألف صلاة فيما سواه، وزيارة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم تختلف عن كل زيارة تجد فيها السعادة والهناء والصدق والوفاء والنور والفلاح لأنها تمس القلب وفرجه للفؤاد ويشعر الحاج فى هذه الزيارة أنه قريب من الله سبحانه وتعالى وأن الدعوة مقبولة بفضل الله والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.. كما قال صلى الله عليه وسلم.. ومن أخلص فى أداء الشعائر وأخلص فى العزم على ألا يعود إلى المعاصى فإنه يعود كما ولدته أمه.. وهكذا يعود الحجاج من رحلتهم إلى بلادهم بالخير والبركات وينشرون البِر والسلام. ولابد أن نشيد بالمجهودات الكبيرة التى بذلتها السلطات المصرية مع السلطات السعودية من أجل توفير الراحة والسعادة والأمن والأمان لكل الحجاج الذين أتوا إلى الأراضى المقدسة من كل فج عمق لأداء الشعائر ووصل عددهم إلى أكثر من ثلاثة ملايين حاج أقاموا فى مكان واحد وانتقلوا إلى أداء مناسكهم فى وقت واحد ومع ذلك لم يجدوا صعوبة فى إقامة شعائرهم وعادوا فى أمان الله.