ينتقم الزوج المخدوع العاقل من زوجته بالطلاق.. وينتقم الزوج المخدوع الأحمق من زوجته بالقتل.. وأشهر زوج مخدوع هو شهريار، فقد قرر الانتقام ليس من زوجته فقط، ولكن من كل النساء.. يتزوج كل يوم امرأة.. ولا يترك لها الفرصة لخداعه يقتلها فى صباح يوم الزفاف، وشهريار يتكرر كل يوم إنه فى العصر الحديث لا يقتل كل يوم، لأن القانون والشرطة والناس لا يتركون له الفرصة، فسيحاكم بعد أول قضية أو ثانى قضية إنه لا يقتل بالفعل ولكنه يقتل بأسلوب آخر، إنه يتجسس على زوجته على حديثها على مكالماتها التليفونية على صداقاتها حتى على نوع الملابس التى تشتريها وعلى نوع «البرفانات» التى تفضلها، وتحس الزوجة بهذا الحصار بهذا القيد وتصاب بالتوتر وبالأرق والاكتئاب وتنهار تدريجياً وقد تموت وقد أثبتت الدراسات النفسية الحديثة أن الزوج المخدوع ليس مخدوعا فى زوجته، ولكن فى نفسه إنه مصاب بمركب نقص يشعره أنه أقل من الآخرين فى الطول والعرض أقل فى الأهمية أقل فى الثروة أقل فى الجاه والسلطان، وهو يظن أن زوجته ستبحث عن رجل يستكمل النقص الذى يعانيه وهذا النوع من الأزواج عصبى.. خيالى.. تنتابه الوساوس نحو كل شىء وكل شخص وكل عمل.. لهذا ينصح علماء النفس هذا النوع من الأزواج بأن يذهب إلى الطب النفسى وسوف يناقشه، وقد يطلب الطبيب مقابلة الزوجة ليسألها عن أسباب الشك والغيرة والحصار وعادة ما يستطيع الطبيب النفسى العثور على العقدة.. على المشكلة.. وأن يضع لها العلاج المناسب والعلاج يحتاج إلى تعاون الطرفين، والحقيقة التى تغيب عن مثل هذا الزوج المخدوع أن المرأة لا تبحث عن الرجل الكامل.. إن كل رجل ككل امرأة فيه نسبة الكمال فالكمال لله وحده، فقد لا يكون وسيماً ولكن شخصيته تغطى هذا الجانب وقد لا يكون غنياً ولكن رقته وحنانه تعوضان نقص ماله وقد يكون قصيراً ولكن مرحه يغطى قصره، فإذا سألتنى سيدة عما يريده الرجل فسأقول لها..الأمان.