أكد الرئيس زين العابدين بن على أن بناء عالم أكثر أمنا واستقرارا، وأوفر عدلا ونماء، بعيدا عن النزاعات والتطرّف وشتى مظاهر التعصّب والإرهاب، يتوقف على مدى العناية بالشباب، وإعداده ليكون فى مستوى الآمال المعلقة عليه، وهى مسئولية حضارية تتقاسمها جميع الدول والمجتمعات وسائر الهيئات والمنظمات العالمية. وأضاف الرئيس بن على يوم 2 نوفمبر - فى خطاب افتتح به ندوة دولية حول «الشباب وتحديات اليوم» ينظمها التجمع الدستورى الديمقراطى احتفالا بذكرى تحول 7 نوفمبر 1987 - أن الاهتمام بمشاغل الشباب وتطلعاته والحرص على الحوار معه وإشراكه فى الحياة العامة وفى رسم معالم المستقبل، يعدّ من أقوم المسالك التى تساعد على التصدى للتأثيرات السلبية للتحولات العالمية درءا لمخاطر الانزلاق إلى التعصّب والكراهية والتطرف والإرهاب. وشدد على أنه لا سبيل إلى رفع هذا التحدى، إلا بمقاربة شاملة تمكّن الشباب من مرجعية قيمية يسهم من موقعه فى تصوّرها وإنتاجها تكرّس الثوابت والمبادئ الإنسانية السامية. وقال الرئيس بن على «إن ما يُلاحَظُ من عزوف الشباب عن الاهتمام بالشأن العام، ولاسيما عن المشاركة السياسية، يجب أن يدفعنا إلى التفكير فى هذه الظاهرة والوقوف على أسبابها، والبحث عن الحلول الملائمة لها، حتّى يظلّ الشباب معنيا بالقضايا الوطنية والدولية، منخرطا فيها، مساهما فى الحياة العامة، مشاركا فى العمل السياسى، بما يتيحه من مجالات التحرّك والتمرّس بالسلوك الديمقراطى». وجدد الرئيس بن على الدعوة إلى الإسراع بردم الفجوة الرقمية التى ما تزال قائمة بين البلدان الغنية والبلدان الفقيرة، وإلى استغلال ما يوفره مجتمع المعرفة من الفرص والإمكانيات، لتشغيل الشباب وخلق مواطن الرزق وتعزيز مقومات التنمية الشاملة مذكرا بالقرارات والتوصيات الصادرة عن القمة العالمية لمجتمع المعلومات التى احتضنتها تونس سنة 2005. كما دعا إلى اعتماد مقاربة تراعى أوضاع الشباب وأهمية وزنه الديمجرافى باعتباره يمثل خمس البشرية منهم 87 فى المائة فى البلدان النامية مبرزا أن الشباب يظل دائما هو الحل متى وقع التفاعل مع طموحاته لتحمل مسئولياته. ويشارك فى الندوة أكثر من 200 شخصية دولية من مختلف بلدان العالم يمثلون 61 حزبا سياسيا و26 منظمة دولية وإقليمية.