ناشد ممثلو المجتمع المدنى والتحالفات العربية المناهضة لعقوبة الإعدام القضاة العرب بالالتزام بالمعايير الدولية والامتناع عن استخدام عقوبة الإعدام واللجوء إلى عقوبات بديلة، كما ناشدوا الإعلاميين العرب ونشطاء حقوق الإنسان بتفعيل دورهم فى توعية المجتمع من أجل التخلى عن الممارسات والعادات السلبية بما فيها فكرة الانتقام، ونبذ ثقافة العنف بجميع أشكالها، ونشر ثقافة حقوق الإنسان وخاصة الحق فى الحياة. وطالب المشاركون فى فعاليات مؤتمر الإسكندرية الثانى الذى حمل عنوان «مناهضة عقوبة الإعدام: الفرص، المخاطر، الاستراتيجيات والأدوات المقترحة» الذى نظمته المنظمة الدولية للإصلاح الجنائى بالشراكة مع المعهد السويدى فى الإسكندرية والمركز العربى لاستقلال القضاء والمحاماة، الدول العربية التى لم تعد تنفذ هذه العقوبة عملياً أن تزيلها من تشريعاتها حتى لا يصبح ممكنا التراجع عن ذلك وإعادة استخدامها فى ظروف جديدة. وكانت السفيرة «آمب بيرجتا هولست» مديرة المعهد السويدى وتغريد جبر المدير الإقليمى للمنظمة الدولية للإصلاح وناصر أمين من المركز العربى لاستقلال القضاء والمحاماة قد أكدوا فى افتتاح المؤتمر على ضرورة مواجهة التحديات التى تواجه حركة مناهضة عقوبة الإعدام، ومستجدات واقع عقوبة الإعدام فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعرض تجارب لبعض الدول فى الشرق الأوسط التى ألغت العقوبة. وقد أكدت السفيرة بيرجتا هولست أن الهدف الأساسى الذى سعى إليه هذا المؤتمر هو الخروج بعدد من الاستراتيجيات والأدوات العملية التى يمكن تبنيها من قبل النشطاء العرب خلال عملهم، بالإضافة إلى الوقوف على واقع حركة مناهضة الإعدام فى العالم العربى وتقييم الجهود المبذولة من قبل مؤسسات المجتمع المدنى فى هذا الإطار. وأيضاً لفت النظر لما ورد فى إعلان الإسكندرية الأول الذى صدر عام 2008 والذى تضمن دعوة الدول العربية إلى تطبيق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 62/149 الداعى إلى وقف استخدام عقوبة الإعدام ودعوة الدول العربية إلى تقليص عدد الجرائم التى يعاقب عليها بالإعدام، وتقديم معلومات موثوق بها حول تطبيق العقوبة، واحترام الضمانات الدولية لحماية حقوق المحكوم عليهم بالإعدام، والعمل للتوصل إلى تجميد هذه العقوبة، ومراجعة ما ورد فى المادة السابعة من الميثاق العربى لحقوق الإنسان والتى تترك هامشاً للدول الأعضاء لإمكانية تطبيق عقوبة الإعدام على من هم دون الثامنة عشرة، كما دعا الإعلان إلى حث الأقلام العربية الإعلامية والفكرية وجهود مؤسسات المجتمع المدنى لنشر الوعى والتأثير بالرأى العام حول ضرورة مناهضة هذه العقوبة. كما أعلنت تغريد جبر المدير الإقليمى للمنظمة الدولية للإصلاح الجنائى توصيات المؤتمر وأهمها العمل على ضرورة بناء برامج عمل إقليمية ووطنية لمناهضة عقوبة الإعدام، شأنها التكامل مع الجهود الدولية الهادفة إلى مناهضة عقوبة الإعدام على المستوى الدولى، والعمل بشكل مواز مع الحكومات ومساعدتها فى إنتاج التصورات والحلول الكفيلة باجتثاث عقوبة الإعدام من قاموس المنظومة التشريعية الوطنية، ضمن إطار أوسع للإصلاح الجنائى يشمل توفير بدائل عقابية أكثر إنسانية وضرورة العمل على الصعيد المحلى للتأثير فى الرأى العام من خلال عمليات التوعية المجتمعية تجاه سلبيات تطبيق عقوبة الإعدام فى الدول التى مازالت تطبقها من خلال العمل مع الأقلام العربية الإعلامية والفكرية وحشد وتعبئة وتأطير الرأى العام المحلى لدعم الجهود الوطنية لإلغاء عقوبة الإعدام.