ذكرى نصر أكتوبر العظيم ستبقى خالدة فى ذاكرة الوطن نحتفل به جيلا بعد جيل.. هذا ما أكده الرئيس مبارك فى كلمته بمناسبة الاحتفال بانتصار أكتوبر.. وأضاف سيادته أن مصر تجاوزت آلام النكسة ومرارة الهزيمة ورفعت علم مصر فوق سيناء واستردت بأرواح شهدائها ودماء أبطالها شرف الوطن ومسحت وصمة الاحتلال. جاءت هذه الكلمات للرئيس مبارك فى الذكرى السابعة والثلاثين لهذا النصر العظيم.. ورغم توالى السنين وتباعد الزمان.. فإن انتصار أكتوبر كان وسيظل خالدا فى القلوب المؤمنة التى صنعته وفى عقول أبناء الوطن الذين عاشوه وشهدوه أو شاهدوه.. لحظة بلحظة فى أكتوبر عام 1973. عاش أغلبنا هذا الانتصار المجيد وشعر بزهو وفخر كبيرين .. بل تبدلت مشاعر الانكسار والمرارة إلى ذروة العزة والفخار.. وارتفعت رؤوس المصريين والعرب إلى عنان السماء.. بعد أن ذاقت مرارة الهزيمة عام 1967. ولا وجه للمقارنة بين نصر أكتوبر وأى معركة أخرى خاضها الآخرون بعد ذلك التاريخ، مع تقديرنا لكل الأحداث التى شهدتها المنطقة العربية بعد عام 1973، فقد مثل انتصار أكتوبر نقطة تحول عسكرية وسياسية واستراتيجية.. فتحت الطريق أمام تحقيق السلام.. وشجعت أطرافا أخرى على اللحاق بركب السلام.. رغم كل العراقيل والألاعيب التى تضعها إسرائيل على مدى عقود أمام قطار السلام. ومن خلال النصر العظيم نستلهم مبادئ وقيما رفيعة يجب أن نطبقها فى سلوكياتنا وفى كافة مجالات الحياة.. يجب أن ينتشر مبدأ الانضباط والالتزام فى كل شىء.. والتخطيط والتنفيذ والأداء، فهذا الأداء الراقى لأبطال قواتنا المسلحة خلال نصر أكتوبر يمثل لنا النموذج والقدوة التى تحتذى.. بل إن روح الإقدام والفداء والتضحية التى صنعت النصر العظيم يجب أن تكون مصدر إلهام لنا.. وللأسف الشديد.. فإننا اليوم نكاد نفتقد هذه الروح الرائعة. وعلى المستوى العربى.. برز التضامن والتعاضد والتآزر فى أسمى صوره.. خاصة عندما سارع العرب للتعاون مع مصر فى ردع العدوان والمساهمة فى النصر وأيضا فى قطع إمدادات البترول مما كان له أشد الأثر فى تحقيق هذا الإنجاز العظيم. نحن نريد أن تعود هذه الروح المخلصة الوفية إلى جسد الأمة.. انطلاقا من أرض الكنانة.