تحت عنوان «الاتجاهات الثقافية فى المنطقة الأورومتوسطية 2010» أطلقت مؤسسة أنا ليند الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات ومقرها الإسكندرية تقريرها الأخير حول التحديات التى تواجه العلاقات الإنسانية والثقافية فى أوروبا ومنطقة جنوب وشرق المتوسط، وذلك خلال اجتماع عام أقيم فى بروكسل تحت الرئاسة البلجيكية للاتحاد الأوروبى. وقال ستيفان فيول، مفوض الاتحاد الأوروبى لسياسة الجوار، إن هذا التقرير يقدم معلومات فى غاية الأهمية حول تدنى مستوى المعرفة المتبادلة بين الشعوب فى المنطقة الأورومتوسطية، وأشار إلى أنه من المؤكد أن يساعد التقرير وتوصياته فى معالجة التحديات التى تواجهها المنطقة. ومن جانبه، أكد أندريه أزولاى، رئيس مؤسسة أنا ليند، أن هذا التقرير سوف يمنح المجتمع الدولى إجابات عن أهم الأسئلة المتعلقة بكيفية بناء العلاقات بين الإسلام والغرب، بطريقة مختلفة وبعيدا عن جميع أشكال التشويه والانكار للصراعات السياسية التى استمرت طويلا فى الشرق الأوسط. ويسلط تقرير مؤسسة أنا ليند الضوء، ولأول مرة على حقيقة العلاقات الثقافية فى المنطقة، وذلك من خلال الكشف عن بعض النتائج المهمة، ومنها أن المجتمعات الأورومتوسطية هى ضحية لما يعرف ب «صدام الجهل»، حيث تعانى المجتمعات فى أوروبا وجنوب وشرق البحر المتوسط من تصورات مشوهة ونمطية عن بعضها البعض، وذلك بالرغم من زيادة الاحتكاك ووجود قيم مشتركة فيما بينها. ويتطرق التقرير إلى محورية القيم الدينية فى تحسين العلاقات بين الثقافات، حيث كشف أنه من أكثر الاختلافات بين الشعوب الأوروبية من جهة وشعوب جنوب وشرق المتوسط من جهة أخرى هى مدى أهمية القيم الدينية، لذلك فمن الضرورى أن يؤخذ هذا العامل فى الاعتبار عند سد الفجوة بين التصورات المتبادلة بين الشعوب، كما استنتج التقرير أن الشعوب عبر المنطقة تتوقع أن وجود مشروع مشترك على غرار «الاتحاد من أجل المتوسط» بإمكانه أن يأتى بالكثير من الفوائد الإيجابية فى المستقبل. ويعتمد التقرير على أول استطلاع للرأى العام قامت به مؤسسة «جالوب» حول الاتجاهات الثقافية، والذى يشتمل على آراء 13 ألف شخص من شتى أنحاء ضفتى المتوسط، ويشتمل التقرير على تحليلات الخبراء حول الموضوعات العامة الرئيسية المتداولة فى الوقت الحاضر مثل «الإسلام والغرب والعصرية»، و «الإعلام والتصورات الثقافية المتبادلة» و «أوجه التشابه والاختلاف بين نظم القيم» و «آفاق السلام الإقليمى» . ويهدف التقرير إلى الكشف عن عدد من النتائج الرئيسية حول أوجه التشابه والاختلاف بين قيم الشعوب على ضفتى المتوسط وإمكانية خلق مساحة من القيم المشتركة، ومدى تأييد شعوب المنطقة للتعاون الأورومتوسطى كما يتطلع إليه «الاتحاد من أجل المتوسط».