فى الوقت الذى تسمح فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية لليابان بفرض عقوبات جديدة على إيران حذر الرئيس الأمريكى باراك أوباما أعضاء مجلس محافظى الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل ساعات من اجتماع المجلس فى «فينا» من أية محاولة جديدة لتركيز الانتباه على قدرات إسرائيل النووية خاصة أن المجموعة العربية بقيادة مصر استعدت لتكرار ما طالبت به خلال مؤتمر حظر الانتشار النووى حول ضرورة إزالة الغموض الذى يحيط بالأنشطة النووية الإسرائيلية فى ظل رفض إسرائيل السماح للوكالة بتفقد مفاعلاتها النووية. جاء ذلك فى غضون قرار الحكومة اليابانية بفرض عقوبات جديدة على إيران منها تجميد أصول مرتبطة بالبرنامج النووى الإيرانى وتشديد القيود على المبادلات المالية وتعليق أى استثمارات جديدة فى قطاعى النفط والغاز فى إيران، لكنها لا تنوى الحد من استيراد النفط الخام من الجمهورية الإسلامية التى تعد مصدرا رئيسا للطاقة لليابان. وتأتى هذه الإجراءات بعدما فرض مجلس الأمن عقوبات جديدة على إيران فى يونيو الماضى لرفضها تعليق تخصيب اليورانيوم. وذكرت وثيقة حكومية أن العقوبات الجديدة تشمل تجميد أصول 88 مجموعة و24 شخصا مرتبطين بالبرنامج النووى الإيرانى. وتنص الإجراءات الجديدة أيضا على منع المؤسسات اليابانية من شراء سندات خزينة يصدرها البنك المركزى الإيرانى أو أى أصول مرتبطة بأنشطة تطوير أسلحة نووية أو أية أسلحة أخرى للدمار الشامل. وتضاف هذه الإجراءات إلى عقوبات اقتصادية فرضتها اليابان مطلع أغسطس الماضى طبقا لقرار مجلس الأمن 1929، والتى تنص على تجميد أصول أربعين شركة إيرانية ومسئول فى القطاع النووى، وبذلك حذت اليابان حذو الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى وكندا واستراليا التى فرضت كل منها عقوبات على إيران، تضاف إلى عقوبات مجلس الأمن. وسبق لواشنطن أن دعت اليابان الشهر الماضى إلى تعزيز الضغوط على إيران على الرغم من العلاقات الودية بين طوكيو وطهران. وفى تصعيد آخر ضد طهران نشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية تصريحات شديدة اللهجة للرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) دانى ياتوم قال فيها إن العقوبات المفروضة ضد إيران ليست كافية للحيلولة دون طموحاتها النووية، مطالبا بشن هجوم على إيران لوقف ما وصفه بسباق التسلح النووى الإيرانى ونقلت الصحيفة عن ياتوم قوله - خلال كلمة ألقاها بالمعهد الدولى الإسرائيلى لمكافحة الإرهاب فى حال إخفاق العالم فى مواجهة التحدى الإيرانى فإن إسرائيل تحتفظ بحق الدفاع عن النفس. وعلى الصعيد الآخر فى طهران أكد مندوب إيران لدى منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» أن العقوبات المفروضة على بلاده أفضل فرصة لتسريع وتيرة النمو والتنمية الاقتصادية فى مختلف القطاعات الصناعية، مشيرا إلى أن إيران تواجه منذ انتصار الثورة الإسلامية قبل أكثر من ثلاثة عقود العقوبات الاقتصادية خاصة فى قطاعات البترول والطاقة إلا أنها تمكنت من تحويل ذلك إلى فرص لتطوير هذا القطاع. وفى غضون ذلك ذكرت صحيفة ديلى تليجراف البريطانية أن اندرس فوج راسموسن الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلنطى (ناتو) اقترح إقامة نظام صاروخى بدعم أمريكى وبالتعاون مع روسيا يغطى منطقة أوروبا بأكملها، وأوضحت الصحيفة أن راسموسن يعتبر أن البرنامج النووى الإيرانى أحد الأسباب التى تعد مبررا لهذا النظام الصاروخى بقوله إنه فى حال افتراضية امتلاك إيران لأسلحة نووية فإن ذلك سوف يشكل وضعا بالغ الخطورة وتهديدا مباشرا للحلفاء. من جهته قال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية على خامنئى إن إيران ستفشل العقوبات الدولية داعيا إلى مقاومة اقتصادية حقيقية أمام الضغوط الدولية. وجدد رئيس البرنامج النووى الإيرانى على أكبر صالحى تأكيد حق بلاده فى رفض مفتشى الوكالة ورفض دخولهم بعض المنشآت. وذكر صالحى أن من حقنا مثل أى عضو من أعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اختيار المفتشين. وأضاف أن المفتشين اللذين رفضتهما إيران قاما بنقل معلومات مخالفة للواقع، ومع أن الوكالة من رأينا، لكنها لا تريد الإقرار بذلك علنا. وقال: اقترحت الوكالة اسمى مفتشين جديدين ووافقنا عليهما. وأضاف صالحى أنه على عكس منشآت تخصيب ليورانيوم التى تخضع لرقابة مشددة من الوكالة الذرية، لا شىء فى الاتفاقات مع الوكالة الذرية يرغم إيران على فتح موقع آراك حيث تبنى مفاعلا يعمل بالماء الثقيل لأنه لا يستخدم يورانيوم مخصبا.