بعد مشاركته في العديد من المعارض المشتركة عاد الفنان التشكيلي المصري عبادة الزهيري ليقيم أول معرض فردي منذ نحو 15 عاما والذي افتتحه الثلاثاء في قاعة باب بمتحف الفن المصري الحديث في القاهرة. يضم المعرض 53 لوحة مختلفة الأحجام رسمها الزهيري بألوان الزيت والأحبار واختار لمعرضه عنوان "مناجاة" وهو عنوان آخر قصيدة كتبها صديقه الصحفي والشاعر أسامة عفيفي الذي رحل في 2017 بعد صراع مع المرض. وقال الزهيري (76 عاما) قبل الافتتاح إن الإعداد للمعرض استغرق منه نحو العام، وأنجز لوحاته بين القاهرة ومدينة بلقاس في محافظة الدقهلية حيث مسقط رأسه. تبوح اللوحات بعدد من الحواديت التي يرتبط أغلبها بالنساء من خلال اللعب بالكتلة واللون مع قدرة ظاهرة للفنان على الاحتفاظ لكل منهما بتماسكه. تخرج الزهيري في كلية الفنون الجميلة عام 1965 وشارك في العديد من المعارض المتجولة بعد عام 1976 وكانت أعماله حاضرة في معارض فنية بألمانيا والسعودية كما أقام معرضا فرديا في أتيليه جدة للفنون عام 1996 وآخر في أتيليه القاهرة في ذات العام. وكتب الشاعر جمال القصاص في كتيب التعريف بالمعرض "تجسد لوحات عبادة الزهيري بكتلها المتزنة وألوانها البراقة وشحناتها التعبيرية الموحية طاقة مختزنة للحياة، تنطوي على انفعالات ومشاعر وعواطف إنسانية، تذهب أبعد مما هو مرئي، بل تحلق في بعض اللوحات إلى مناخات روحية ذات نكهة صوفية حميمة". ويضيف "لا ينشغل الفنان باللوحة كإطار وإنما ينشغل أساسا بشاعرية اللون وتناظراته الموسيقية الخلابة المفتوحة على براح الطبيعة والكون... هناك هَم يكاد يكون طفوليا، مشغوفا بالبحث عن اللامرئي الغامض المجهول في المرئي الماثل بتداعياته الواقعية". ويستمر المعرض حتى الثاني من فبراير/شباط القادم.
