أخذت مأساة الحرب السورية، شوطا بعيدا، في مسألة الكتابة، فلم تقف عند استحضار الفاجعة في كافة صورها في المرويات، وإنما ساهمت أيضا في إنتاج نصوص تشبهها لا تخضع لنظرية النوع أو القوالب التجنيسية، وهو ما نجده في كتاب “الشحاذة” للروائية السورية هيفاء بيطار. تخرج الروائية هيفاء بيطار في كتابها الأخير “الشحاذة” عن دائرة التصنيف أو التجنيس الأدبي رغم تصنيفه على غلافه كرواية، وتقول بيطار على لسان ساردة نصها إن “الرواية السورية لا تنطبق عليها شروط الرواية التقليدية، الرواية السورية تشبه حياة السوريين، متشظية مفكّكة لا يهم أن تكون مترابطة وذات حبكة وتسلسل أحداث، الكتابة يجب أن تكون أشبه بصورة موازية للحدث، للضياع السوري واليأس والإحباط، لذا لم تعد تعنف نفسها وتقلقها بضرورة كتابة رواية متماسكة، يستحيل أن تكون متماسكة في ظل هذا التشظي والضياع”.