«التنظيم والإدارة»: إعلان باقي مسابقات معلم مساعد لمعلمي الحصة خلال أيام    رئيس جامعة المنوفية يهنئ السيسي والشعب المصري بحلول عيد الأضحى المبارك    مصر تستهدف 5 مليارات دولار عوائد من صادرات الذهب بنهاية 2025    أسعار الخضروات اليوم الخميس 5-6-2025 في الدقهلية    أسوان تنتهي من الاستعدادات لاستقبال عيد الأضحى.. وتكثيف الحملات على الأسواق    "التصديري للأثاث" يثمن برنامج الصادرات الجديد.. و"درياس" يطالب بآليات تنفيذ مرنة وديناميكية    وزير الري يوجه برفع درجة الاستعداد وتفعيل غرف الطوارئ خلال عيد الأضحى    إصابة طاقم التلفزيون العربي جراء غارة للاحتلال على المستشفى المعمداني في مدينة غزة    بعد مكالمة ترامب وبوتين.. مقتل 5 أشخاص وإصابة 23 آخرين في هجمات روسية على أنحاء أوكرانيا    لن نهدأ ولن نسكت.. أول تعليق لنتنياهو على استعادة رفات أسيرين إسرائيليين في غزة    وزراء دفاع الناتو يناقشون زيادة الإنفاق الدفاعي قبل قمة مهمة في لاهاي    زلزال بقوة 5.0 درجة يضرب مقاطعة يوننان بجنوب غربى الصين    يوفنتوس يعلن شراء عقد نجم ميلان    موقع الدوري الأمريكي يحذر إنتر ميامي من خماسي الأهلي قبل مونديال الأندية    معلق مباراة الزمالك ضد بيراميدز اليوم في نهائي كأس مصر    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 52 مليون جنيه خلال 24 ساعة    رابط نتيجة 3 إعدادي محافظة المنوفية بالاسم ورقم الجلوس (بعد اعتمادها)    من مسجد نمرة إلى جبل الرحمة.. الحجاج يحيون الركن الأعظم في تنظيم استثنائي    تكثيف الحملات التموينية المفاجئة على الأسواق والمخابز بأسوان    صلاة عيد الأضحى 2025 الساعة كام؟.. تعرف على التوقيت في القاهرة وباقي المحافظات    "الأعلى للإعلام" يحيل شكوتي "نوارة نجم" و"ياسمين رئيس" إلى لجنة الشكاوى    معايدة عيد الأضحى 2025.. أجمل رسائل التهنئة للأهل والأصدقاء (ارسلها مكتوبة)    لأصحاب برج القوس.. ماذا ينتظرك في شهر يونيو 2025؟    دعاء يوم عرفة 2025 مكتوب.. أفضل الأدعية لتيسير الأمور وجلب الرزق وغفران الذنوب    رئيس هيئة الرعاية الصحية يتابع تنفيذ خطة التأمين الطبي بمحافظات القناة خلال عيد الأضحى وموسم الإجازات الصيفية    الصحة: فحص 17 مليونا و861 ألف مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    عاشور: مصر تشهد طفرة نوعية في التعليم الجامعي ولدينا 128 جامعة    تزامنًا مع موسم الحج، سعر الريال السعودي اليوم الخميس 5 يونيو 2025    "التنظيم والإدارة" يكشف موعد إعلان باقي مسابقات معلم مساعد لمعلمي الحصة    تشكيل الزمالك المتوقع لمواجهة بيراميدز في نهائي كأس مصر    إصابة 5 أسخاص في حادثين منفصلين بالوادي الجديد    «مسجد نمرة».. منبر عرفات الذي بني في مكان خطبة الوداع    «ناقد رياضي»: الزمالك استقر على تصعيد ملف زيزو إلى الفيفا    الهلال يتعاقد مع المدرب الإيطالي إنزاجي    المستشار الألماني يلتقي الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض اليوم    الدفاع الأوكرانى: أوكرانيا ستتلقى 1.3 مليار يورو من حلفائها العام الجارى    صلاح الجهيني عن فيلم «7 Digs»: «الحبايب كتير ومستني جدًا أتفرج عليه»    أسعار البيض بالأسواق اليوم الخميس 5 يونيو    «اللهم اجعلني من عتقائك».. أدعية مستجابة لمحو الذنوب في يوم عرفة    إيلون ماسك يهاجم خطة ترامب الضريبية: "إفلاس أمريكا ليس مقبولًا"    إسرائيل تهدد بالسيطرة على السفينة "مادلين" واعتقال الناشطين على متنها    مسجد نمرة يستعد ل"خطبة عرفة"    أذكار الصباح ودعاء يوم عرفة لمحو الذنوب (ردده الآن)    إلى عرفات الله، قصة قصيدة بدأت برحلة هروب واعتذار شاعر وانتهت بصراع بين مطربتين    موعد أذان المغرب اليوم في القاهرة والمحافظات يوم عرفة.. هنفطر الساعة كام؟    شريف بديع ل الفجر الفني: كنت شاهد على تحضيرات ريستارت..ورسالته مهمه وفي وقتها ( حوار)    فضل الدعاء في يوم عرفة.. أمين الفتوى يوضح    عيد الأضحى موسم للتواصل مع الناخبين.. الأحزاب تسابق الزمن استعدادا للانتخابات    محافظ قنا يستقبل وفدًا من مطرانية الأقباط الأرثوذكس للتهنئة بعيد الأضحى    «اصبر أحنا مطولين مع بعض».. محامي زيزو يتوعد عضو مجلس الزمالك بعد واقعة الفيديو    الإفتاء تحسم الجدل.. هل تسقط صلاة الجمعة إذا وافقت يوم العيد؟    بعد ارتفاع عيار 21 لأعلى سعر.. أسعار الذهب اليوم الخميس 5 يونيو بالصاغة محليًا وعالميًا    نجاح أول جراحة لاستبدال الشريان الأورطي بمستشفى المقطم للتأمين الصحي    نصائح مهمة يجب اتباعها على السحور لصيام يوم عرفة بدون مشاكل    "عاد إلى داره".. الرجاء المغربي يعلن تعاقده مع بدر بانون    القائد العام للقوات المسلحة ووزير خارجية بنين يبحثان التعاون فى المجالات الدفاعية    نجاة السيناريست وليد يوسف وأفراد أسرته من حادث سير مروع    فوائد اليانسون يخفف أعراض سن اليأس ويقوي المناعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصورة وسيلة لتكوين الهويّة
نشر في نقطة ضوء يوم 22 - 10 - 2018

معرض "المظاهر" يقدم بورتريهات لأفراد يرفضون التصنيف الثنائيّ المتمثل بالذكر والأنثى، في محاولة لجعل الداخلي والخفيّ لدى كل منهم يطابق الخارجيّ السياسيّ والمرئيّ.
تحوي هوياتنا كأفراد، أشكالاً وصورا سابقة على وجودنا، تحدد أدوارنا وكيفية ظهورنا، فمرجعيتنا عن أنفسنا والاعتراف الذي نسعى له، مُرتبطان بالاقتباس الذي نمارسه للدور المثاليّ، المبنيّ سياسياً واقتصادياً وثقافياً.
هذه الأدوار والفئات التي تنتجها وتصنفها، تخلق الاختلاف بيننا، وفي كل مرة نمارس فيها سوء الاقتباس، لا نتلاعب فقط بظهورنا الشخصيّ، بل بالدور "المتخيّل" نفسه، لتأتي الفوتوغرافيا هنا بوصفها توثيقاً وتجريباً للأشكال المخالفة للظهور "الرسمي"، وخلخلة العلاقات التي أنتجته، لتصبح عين الكاميرا وسيلة للعب، ومساحة لتداخل الحدود بين الجديّ واللاجديّ.
يشهد متحف La Graineterie في مدينة أويل، القريبة من العاصمة الفرنسيّة باريس، معرضاً بعنوان "المظاهر"، والمقصود هنا الطريقة التي نكون فيها مرئيين للآخرين، إذ يحاول المعرض عبر الأعمال الفوتوغرافيّة والأفلام القصيرة لخمس فنانات من مختلف أنحاء العالم، تقديم رؤية جديدة للآخر أمام الكاميرا، ذاك المحكوم بالتحديقة الذكوريّة، التي تبني الأدوار، وتُصنف الأفراد على أساس هيمنة الدور المذكّر، مُحاربةً الأشكال التي تخالفها.
فالصور التي نراها تتحدى مفاهيم الهوية الجندريّة التقليديّة، التي تحمل خصائص متخيّلة، تساهم بتكويننا بطريقة قد تكون مخالفة لرغباتنا، لكن لا بد من الالتزام بها ورموزها.
أول ما نشاهده هو مجموعة صور بعنوان "معصوب العينين"، لكل من الفنانتين الفرنسيتين جوانا بينانوس وإلسا بارا، والتي أنجزتاها في جزر الكناري العام الماضي، ساعيتان لخلق عوالم مستوحاة من الأحلام، تخلخل الأدوار الاجتماعيّة والفضاء الذي ينتجها، مُستفيدتان من هشاشة الأرض البركانيّة والتغيّرات الدائمة فيها وقدرتها على خلق أدوار جديدة، بسبب حركة “المكان” الدائمة.
كأن اللاثبات في الأرض، ينعكس على الصور، التي تتداخل فيها أدوار الرجولة مع أدوار الأنوثة، وكأنها محاولات لالتقاط لحظات من الثبات المؤقت، ضمن عملية التغيير الدائمة وبناء الهوية المستمر، وهذا ما نراه أيضاً في الأزياء التي تتنوع وتختلف، أشبه بتلويحات مفتوحة على التأويل.
تتضح الأسئلة الجندريّة أكثر لدى الفنانة (آن سوفي غوية) في مجموعتها “الذات الداخليّة”، إذ نشاهد بورتريهات لأفراد يرفضون التصنيف الثنائيّ المتمثل بالذكر والأنثى، في محاولة لجعل الداخلي والخفيّ لدى كل منهم، يطابق الخارجيّ السياسيّ والمرئيّ، أي مساءلة العلامات التي تميّز كل دور اجتماعي عن آخر، كطول الشعر واللباس وغيرها من الأشكال الثقافيّة المسيّسة التي تحدد الأدوار مسبقا، وكأن هذه البورتريهات محاولة للتحرر من ضوابط الخارج، والانفتاح أمام عدسة الكاميرا واختيار الشكل الذي يريده كل فرد لذاته، بوصفه انعكاسا لنظرته لذاته، لا مجرد تقليد للدور الرسميّ وخصائصه الشكليّة.
كأن اللاثبات في الأرض، ينعكس على الصور، التي تتداخل فيها أدوار الرجولة مع أدوار الأنوثة، وكأنها محاولات لالتقاط لحظات من الثبات المؤقت، ضمن عملية التغيير الدائمة وبناء الهوية المستمر
يتيح لنا المعرض مشاهدة فيلم صفاء الكبيرة (2014)، للمخرجة المغربيّة رندة معروفي، والذي تحكي فيه قصة شخصية حقيقية باسم صفاء الكبيرة، وهي رجل يؤدي دور امرأة، مخفيا هويته الحقيقية عن العالم، فصفاء التي كانت تعمل في منزل المخرجة في المغرب، لم يعلم أحد هويتها الحقيقية، وتتحول في الشريط إلى موضوعة جمالية ثقافية، يتداخل فيها الوثائقي مع المتخيل، وخصوصا أن الفيلم يحوي تعليقات من كانوا حولها وشكوكهم حول شخصيتها، وكأننا نكتشف التناقضات بين الصورة المتخيلة عن الدور التي يبصرها الآخرون و”يؤمنون” بها، وبين الرغبة الداخليّة للفرد بأن يظهر كما يريد، وجهوده لتفادي التمييز والعنف في بعض الأحيان.
التناقض السابق يتضح أكثر في فيلم قائمة فرنسا (2006) لفاليري مروجين، والذي نراه أقرب لل”photo montage”، إذ نشاهد مجموعة من صور المنتقاة من مجلة “قائمة فرنسا” التي كانت تصدر في السبعينات من القرن الماضي، مع وصف لما يحدث فيها بصوت المخرجة، ما يخلق المفارقة بين الصورة المتخيّلة التي تقدمها المجلات، وبين الصوت الحقيقي للفنانة.
تؤدي” المرأة” في صور المجلة مبتسمةً للذكور، وسعيدةً طوال الوقت، ومستعدةً في أي لحظة لأن تكون غرضا جنسيا، في حين أن صوت المخرجة يبدو محايدا، أشبه بممثل يردّد كلمات لا يؤمن بحقيقتها، وهنا تكمُن القيمة النقدية للشريط، الذي يحاكم الصورة المصطنعة لربّة المنزل السعيدة، عبر الصوت الذي يفضح هشاشة هذه الصور ووهميتها، ومأساة السعي لمطابقة دور المرأة الذي تروّج له.
أكثر الصور أهمية على المستويين العالميّ والفنيّ هي تلك التي تقدمها الفنانة الجنوب أفريقيّة زانيلي موهولي، التي تتحدّى فيها الصور النمطية للمثلية الجنسيّة، وسياسات الإخفاء الممارسة ضد المثليات والمثليين، لتكون أعمالها محاولة لجعل الهويات الجنسيّة المختلفة أكثر مرئية، وحاضرة في السياقات اليوميّة المختلفة، بل حتى تدعو إلى تجاوز التصنيفات، وقبول الإنساني بكل أهوائه ورغباته، بعيدا عن المعايير المسبقة التي تدّعي الصحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.