«سبع سماوات» هو ثمرة حضور الكاتب لمجموعة من المهرجانات السينمائية في مجموعة من البلدان (العراق، المغرب، الجزائر، الهند، هولندا) بالإضافة إلى أسفار داخل مصر، إذ يسافر الكاتب ويحمل معه هموم بلده مصر وظواهره المرضية التي تبدو له، في بعض الأحيان، مستعصية على العلاج، انطلاقا من التقاط الخصوصيات الثقافية المميزة للآخر والغائبة، طبعا، لدى الأنا وهو ما سمح للكاتب بتوسيع مساحة النقد في سبع سماوات، إلى درجة أن تحوّل، في كثير من المواقف، إلى جلد للذات، والدليل على ما أقول هو اللغة القاسية المُستعملة في إبراز أعطاب الأنا وأسباب تخلفها. ويندرج كل ذلك في إطار بحث عن مصر التي يحلم بها الكاتب سعد القرش. ويحضر هذا النقد بخلفية معرفية تستند إلى الثقافة السينمائية للكاتب، وهو ما جعل هذا النقد يتخذ حسا سينمائيا، يعكس اهتمامات الكاتب، إذ جاء المحكي حافلا بالصور، وكأننا أمام لقطات سينمائية ملتقطة بالكاميرا، مختارة بعين مخرج. ولم يكتف الكاتب بهذا، بل استحضر مجموعة من الأفلام السينمائية في تحليل ما يثيره فعل السفر من قضايا، وكذلك من أجل إبراز بعض المواقف ورصدها والكشف عن الجهل في عقول المصريين والفساد المتفشي في المجتمع المصري وسوء التدبير وتضخم الأنا وغيرها من العيوب اللاعدّ لها التي سعى الكاتب إلى تعريتها في هذه المحكي رغم اقتصاده اللغوي.