يُناقش الكاتب، زياد فايد، فى كتابه الصادر ضمن سلسلة الدراسات الشعبية، بالهيئة العامة لقصور الثقافة، مسألة «السينما المصرية والفولكلور» فى كتاب يحمل نفس العنوان، فى إطار دراسة فى استلهام وتوظيف التراث والمأثور الشعبى فى السينما. وفى مقدمة الكتاب، يُناقش دخول السينما لمصر وتأثرها بالفن الشعبي، فيقول: «عندما وفدت السينما إلى مصر وجدت على الساحة الثقافية الشعبية ألوانًا من فنون العرض.. وكأن هذه الفنون كانت أحد الفنون الأولية التى استفاد منها فيما بعد فن السينما وهي: «فن خيال الظل، وفن صندوق الدنيا»، كما تحدث حول مجيء السينما إلى مصر وقال «لقد وفدت السينما إلى مصر فى وقت كان التركيب الثقافى فى المجتمع المصرى منقسمًا إلى ازدواجية ثقافية، كانت تتكرس باستمرار حتى وصلت إلى قسمين كبيرين ثقافة الصفوة وثقافة العامة». وتحدث الكتاب فى فصله الأول عن مُصطلح «الفولكلور»، وعرض مجموعة من أشهر تعريفاته من بينها «الفلكلور هو الأدب الشعبى الذى ينتقل شفويًا أساسًا»، وفى تعريف آخر قال: «الفلكلور هو الثقافة المنقولة شفويًا «التراث الشعبي»، ليصل إلى أن هذه المدرسة الفكرية تُركز اهتمامها على ظواهر «الثقافة الروحية» فى حد ذاتها، أى فيما يعرفه الناس، وليس على العلاقات القائمة بين الثقافة والجماعة الاجتماعية التى تحمل هذه الثقافة. خصص الفصل الثانى لمناقشة تاريخ السينما المصرية وعلاقتها بالفنون بقوله: «مما لا شك فيه أن تاريخ السينما المصرية قد حفل بعشرات الأفلام التى اتخذت من المأثور الشعبى موضوعًا أو عنوانًا أو مكانًا للحدث السينمائي، سواء أكان هذا المأثور زيًا أو إكسسوارًا أو عادةً أو عقيدةً أو سلوكًا»، حيث دلل على ذلك بأمثلة كثيرة منها فيلم «حمام الملاطيلي» للمخرج صلاح أبوسيف، الذى اتخذ من الحمام الشعبي، مكانًا لتدور به أحداثه، وفيلم «حارة برجوان» الذى تدور أحداثه داخل مصبغة شعبية لينقل المخرج ما تعانيه العاملات فى هذا المكان. وعرض فى الفصل الثالث موضوع «الموال» وأنواعه وتعريفاته المُتعددة وعلاقته بالسينما قائلًا: «للموال أنواع عديدة منها ما هو مرتبط بالشكل ومنها ما هو مرتبط بالمضمون». أما فى فصله الرابع توجه نحو مُناقشة «الأسطورة» وتعريفها قائلًا: «عند محاولة تعريف الأسطورة يواجه الباحث بتعدد التعريفات الخاصة بها وتنوعها ومدى الجدل الذى يدور حولها»، ثم اتخذ نجيب محفوظ نموذجًا حيث اعتمد فى كثير من رواياته على التراث والأسطورة سواء الفرعونية أو اليونانية. ثم انتقل فى الفصل الخامس إلى الخلاف القائم على «الأراجوز» ونشأته بقوله: «ما زال الخلاف قائمًا حول نشأة الأراجوز فى مصر»، ويُقال بحسب وصفه إن الأراجوز كانت تُطلق على أحد وزراء صلاح الدين الأيوبى للسخرية منه. وختم كتابه بفصل حول «التراث الشعبي» الذى اتخذ فيه فيلم «زقاق المدق» نموذجًا وقال: "لم تكن زقاق المدق مجرد رواية لحقبة زمنية محددة بل كانت أشبه بتوثيق لمجتمع القاهرة الفاطمية".