يحتوي كتاب “حكايات جابر الراعي”، للكاتب والشاعر التونسي نصر سامي على 26 حكاية تقريبا، أو لنقل مغامرة، تبدأ بجابر الفرد الحزين الفاقد لعائلته، وتنتهي بظهور شهرزاد والراوي اللذين يشكّلان عائلته. خلال الرحلة التّي نعرض فيها أمكنة ريفية وأمكنة حضرية، ونتعرض للحياة في بساطتها، يتكلم الأبطال ويروون حكايات سمعوها أو عاشوها وأثرت في حياتهم، ما يقولونه يبدأ تأثيره بعد نومهم، ويكون عميقا، عميقا جدا، بعض الحكايات تبدأ واقعية وتنتهي خيالية وبعضها يبدأ خياليا وينتهي واقعيا. والكتاب، الصادر عن دار ورق للنشر والتوزيع، والفائز بجائزة أفضل كتاب لليافعين باللغة العربية في ختام فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل، يشجّع على البحث والسفر ومقارعة الغيب ومحاولات التحدي لكل ما يعطّل الرّوح والجسد. بعض الحكايات الأخرى هدفها وظيفي وينتهي بسرعة أما البعض الآخر فإنه يعلق بك علوق الثمرة بالغصن. ويؤكد نصر سامي أنه اختار في كتابه واقع ملاحظاته حول أدب الأطفال في آخر مرحلة طفولتهم، وواقع قراءته للأدب العربي وما تيسر له قراءته من آداب أخرى، بالإضافة إلى تأثره بالحكايات المنقولة إلى العربية. ويواصل سامي قوله “شخصيا وقد كتبت الكتاب ونشرته من فترة لا أزال أشعر أن جابر الذي حقّق غايته لا يزال مشروعا يحتاج أن أكمله، وأن أسافر معه إلى حيث أراد أن يحملني، وبالفعل سوف أنشر قريبا حكاياته الأخرى”. ويشير كذلك إلى أنه عبارة عن جهد جماعي بدأ به، لكنّه يتجاوزه قليلا ليمسّ طلاّبه أي تلاميذ السنوات السابعة والثامنة والتاسعة في جلمة في معهد 7 نوفمبر قبل أن يبدلوا اسمه بعد الثورة. ويوضح بالقول “هناك رويت لهم كلّ قصصه وتخيلوا هم معي بعض خواتمه على امتداد ثلاث سنوات، ويمسّ بعض أساتذتي وخصوصا من قرأه وراجعه وأكتفي بذكر أستاذ العربية القدير نجيب اللجمي”. من جهة أخرى يدلّ نصر سامي على أفضل المؤثرين في كتابه، مشيرا إلى ابنته التي روى لها الحكايات حكاية حكاية طيلة تلك السنوات، وربما لذلك أهداها الكتاب. والآن الكتاب يسافر، وهو يسافر معه. وإن كان ذلك قد حصل لأنّ ناشرة محبّة لعملها وواعية بأهمية كتاب الطفل قد أحسنت نشره وفكرت بعمق في غلافه وطرحه بعمق في السوق ورشحته لهذه الجائزة الهامة، وهي عائشة سلطان صاحبة دار ورق الإماراتية. أما عن الفوز بالجائزة، فيقول “الفوز بجائزة الشارقة الأولى لكتاب اليافعين أعتبره من ضمن حكايات الكتاب، الحكاية السابعة والعشرين، واقع يجعل من كتاب الحكايات هذا كتابا معروفا، ويخطّ له دربا عند القراء، كما أنه يلقي الضّوء على مؤلف الكتاب ليكشف للقراء أعماله الأخرى، هذا ما هو واقعي، أما ما هو خيالي، فهو أن شخصيتي القصصية التي عرّفت بها وهي جابر الراعي تتبادل الآن فعل التعريف معي في عالم الأدب”.