في سياق تجربتها الفنية والتشكيلية التي تعمل ضمنها ومن خلال عدد من المعارض الخاصة والجماعية تواصل الفنانة التشكيلية زينب النفزي دأبها الجمالي حيث يتواصل بفضاء العروض بدار الثقافة ابن رشيق معرضها الشخصي إلى الخميس 15 أبريل/نيسان الجاري تحت عنوان "ملامح" ويضم 14عملا فنيا "امرأة" و"متظاهرون" و"سيدي بوسعيد" و"السوق". أنت أيتها الكائنات المأخوذة بالأرض.. أيتها الأشكال الذاهبة الى النسيان.. أنتشي بالفكرة الشاسعة وأقول لنفسي سلاما........ على هذا المجد العائد.. في لوحات هذا المعرض تسعى الرسامة النفزي لإبراز ذالك الحيز من العواطف والأحاسيس والتواصل حيث عوالم المرأة وما تشكله من حضور اجتماعي وثقافي ومشاهد أخرى للوقوف على ما هو كامن في الوجوه من خطاب يستبطن حالات فيها النفسي والاجتماعي المتوزع بين الحيرة والانتظار ضمن رؤية حرصت فيها الفنانة زينب النفزي على استقراء ما يحدث من خلال التوغل في الوجوه والذهاب عميقا في قراءة علاماتها بين الرجاء والأمل والريبة والتوجس والرفض.. وهكذا. في لوحة السوق والمرأة الملتحفة السفساري تأخذنا الرسامة بطابعها الانطباعي والتجريدي الى أجواء من الحنين ففي هذا الصراخ وضجيج ما يحدث تقول الرسامة بت الينابيع والهذأة وطمأنينة الحال، فالمرأة في جولتها المعهودة بالسوق والألوان المتناسقة المحيلة على الأجواء التونسية المفعمة بالحميمية تشي بالاشارات العميقة والدالة في مستوى المفردة التشكيلية والحيز الرمزي الذي اشتغلت عليه الرسامة. إذن في زحمة الأحداث والمتغيرات وما يحدث في العوالم العربية كان لا بد وحسب الرسامة من بوصلة أخرى للقول بأصل الحكاية والأشياء والعناصر. ثمة نهر من الحنين وكتاب من الذكريات الجارفة ومجال شاسع من أصالة اللحظة. انه القول الجمالي والفني بأصل الأشياء عند التباس الأصوات والمعاني. هي لحظة أخرى من نشيد الأكوان الضاجة بالحلم. ونفس الأمر مع لوحة الرجلين بالمقهى والجبة والشاشية. هي لعبة الحنين والأصيل الكامن في الذات تجاه التوحش وعولمة العناصر والتفاصيل. هي العذوبة تنتقي من الألوان عباراتها الملائمة. نمدحك أيتها العذوبة وعلى جسور الرغبة نسافر في المعنى وبين ألقين... نقتفي آثار ألوانك وغنائك السائر على وجه العناصر الأوتوبورتريه للرسامة فيه محاولة لونية لمحاورة الذات وهذا خطاب ذاتي من الأنا واليها حيث النظر عنوان تأمل وأسئلة مفتوحة على الأنا الآخر. كما تبرز في لوحة النسوة تلك الألفة التي تعنون عددا من أعمال زينب النفزي ضمن حميميتها وإنسانيتها التي تنهل من المشاعر ومعاني الشعر الذي تعشقه عشقها للألوان. أعمال في طياتها أحاسيس وألفة وحميمية. الرجلان في الحقل والنسوة وغير ذلك أعمال نرى من خلالها الرسامة زينب النفزي طفلة طافحة بالألوان وما جاورها من مشاعر تكاد الروح تفتقدها في أيام الناس هذه. أبصر الآن بطش الرّغبات... رشاقة الفوضى وهي تنبت في الأرجاء أرى أجسادا ووجوها بها آثار شقاوة وتحلم بالعناق الأبديّ... قلت... أبصر عاصفة تتقدّم بحنين يأتي جيش من المتفرّجين وجيوش تأتي ليخرّ جيش من الأطفال... من أبشع الحرب يكفي أنّها تقتل فراشات تفتن النّاس ببهاء صمتها. ملامح. فسحة أخرى ضمن هذا الضجيج الكوني والنواح الخافت حيث البشر في هذا الانحدار العاطفي والوجداني. فسحة من الألوان لا تذكر غير ملامحها بحرفية النفزي ويعتمل في دواخلها من حرقة وألم. هي فسحة الأمل عبر لعبة تلوين الملامح تقصدا للذهاب الى مناطق الضوء في الذات المنكسرة ونشدانا للبراءة والألفة مع العالم. وهي تقول ربما وعلى لسان الشجرة. أيتها الألوان.. أيتها الكائنات الوديعة.. خذينا الى جنانك العالية.. ثمة نهر من الحنين.. فالمشهد موجع.. ولكننا سنغني.