استضافت مساحة «آرت اللوا» للفنون المعاصرة في القاهرة، معرضاً لعرائس الماريونيت هو نتاج ورشة عمل نظمت بإشراف الفنان إبراهيم خطاب على مدى 3 أشهر، ورمت الى تعلّم تقنيات هذه الصناعة من الخامات البيئية مثل الخيوط. خلال الورشة مر المشاركون بمراحل بدءاً من التصميم وكيفية وضع تصور على الورق لشكل العروسة وإبراز الشخصية الخاصة بها، ووضعوا في البداية عشرات التصاميم الأولية على الورق، وكان هناك اختلافات بالطبع في المستوى والتصور... وللخيال هنا عامل كبير، اذ إن تصميم العروسة يعتمد في الأساس على الابتكار وإطلاق العنان للأفكار. فرسم ملامح محددة لشخصية يحتاج إلى تصور لأبعاد هذه الشخصية، وهو أمر يشبه إلى حد ما ابتكار الشخصيات الروائية أو المسرحية، لكن الاختلاف هنا في تجسيد الشخصية. ومن بين التصاميم التي وُضعت، وقع اختيار المشاركين على تصميمين لكل مشارك. وكان على كل منهم تحديد أحدهما لتنفيذه. بعد الاستقرار على التصميم النهائي، كانت هناك مرحلة جديدة بدأ المشاركون خلالها استكشاف الإمكانات لتشكيل العروسة من الخامات المتاحة خلافاً لما هو متبع في صناعة العرائس التي تتم بواسطة الأخشاب. ومن الخامات التي جرّبوها عجينة الورق، وعجينة السيراميك المخلوطة بنثارة الخشب. وأعطت الأخيرة نتيجة مبهرة قريبة الشبه من طبيعة الخشب في صلابتها، لكنها في الوقت نفسه أكثر سهولة عند التشكيل. ولم يخلُ الأمر من صعوبات، لكن من طريق التجربة والخطأ تم التغلب عليها والخروج بنتائج جيدة. ومن بين الصعوبات على سبيل المثال إصرار المشاركين على استكشاف أساليب جديدة لدمج الأجزاء المتحركة في العرائس تكون مناسبة للخامات التي تم ابتكارها، كمفاصل الأطراف والفك، وإيجاد حلول مبتكرة لتحريك العينين. وكانت بعض الحلول التي توصل إليها المشاركون في هذا الصدد مبتكرة، والنتائج فاقت المتوقع. واللافت أن معظم المشاركين في الورشة لم يتدربوا من قبل على صناعة العروسة، فكان الأمر يشبه المغامرة، لكنها كانت مغامرة شيّقة وملهمة. وبمزيد من التدريب والممارسة يمكن الخروج بنتائج خلاقة. يذكر أن إبراهيم خطاب فنان بصري يعمل مدرساً مساعداً في كلية التربية النوعية في جامعة القاهرة. نظم العديد من الورش التدريبية في مسرح العرائس، وكذلك في توظيف المسرح في التعلم النشط. وله العديد من المشاركات الفنية داخل مصر وخارجها.