وقع الروائي الفلسطيني يحيى يخلف روايته الأخيرة "راكب الريح"، في إطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب ال47 وسط حضور ثقافي ودبلوماسي وجمع من الشخصيات الأدبية والسياسية. والرواية حكاية رجل يخرج من أساطير يافا وبحرها وأسوارها، ومن حكايا الولاة والسلاطين والإنكشارية والحرملك والجواري والغواية ودسائس القصور، كانت يافا لؤلؤة البحر المتوسط ونافذة الشرق على الغرب، وكان الرجل المسمى يوسف لؤلؤة المدينة وقمرها وفتى ذلك الزمن، في روحه فن ورقش ورسم وخطوط وعشق وغواية، وفي جسده نار وطاقة وقرين. رجل يسير بحثًا عن الحقيقة والحكمة وأسرار الحياة، وينتقل عبر الأمكنة مثقلاً بالحكايات والنزوات والمغامرات، حاملاً يافا أيقونة تنوّعها وحنينها وأنينها وعبقرية مكانها، وتوحّش حكّامها وغزاتها. تتوالد الحكايات، حكاية وراء حكاية، حكاية تراجيديا السيدة عالية القامة القادمة من حرملك السلطان، إلى المرأة ذات السن الذهبية المسكونة بالشياطين والأبالسة، إلى المرأة الهندية ذات النقطة الحمراء على الجبين، تتغير الأزمنة والمناخات والتضاريس والنهايات، من نبوءة العرّاف التي تجعل إيمي سلطانة الشرق، وابنة عمّها ماري روز إمبراطورة الغرب، إلى لعنة الطاعون التي أودت بحياة جنود نابليون على مشارف عكا. في محطّته الأخيرة، يتوقف الرجل عند التأمّل والحكمة وبلاغة الرسالة؛ رسالة الشرق إلى الغرب من أجل التعايش والسلام والمساواة واحترام كرامة الإنسان، وتتوالد الأسئلة من الرواية: هل يلتقي كتاب الحكمة الشرقي مع مدوّنة الثورة الفرنسية التنويرية؟ هل تتقلص الفجوة بين الأنا والآخر؟ أم تتسع حتى اللاتلاقي، يموت الطغاة، لكنّ الحكمة والتنوير لا يموتان. يذكر أن الروائي يحيى يخلف، من مواليد قرية سمخ الواقعة على الشاطئ الجنوبي لبحيرة طبريا عام 1948، هجّرت أسرته بعد احتلال قريته وعاشت في الأردن، صدر له العديد من المجموعات القصصية والروايات منها: "نورما ورجل الثلج"،"نجران تحت الصفر"، "تفاح المجانين"، "نشيد الحياة"، "تلك الليلة الطويلة"، "بحيرة وراء الريح"، "ماء السماء"، "جنّة ونار"، "نهر يستحم في البحيرة". وصنفت روايته "نجران تحت الصفر" كواحدة من أفضل مائة رواية في الأدب العربي، وترجمت بعض أعماله إلى عدة لغات، وشغل عدة مناصب ثقافية أبرزها الأمين العام لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين عام1980، ومدير عام دائرة الثقافة عام1987، ووزير الثقافة من 2003 – 2006، وترأس وفد فلسطين للعديد من المؤتمرات الثقافية العربية. ويذكر أيضا أن رواية "راكب الريح" صدرت عن دار الشروق في عمان ورام الله في أواخر العام الماضي.