أشعلت فعاليات مهرجان «صولو بروجيكت» (25-28 ديسمبر) وسط البلد بحفلاتها التي قدمتها على مدار ثلاثة أيام تزامنت مع أعياد الميلاد والمولد النبوي، محافظاً في دورته الثانية على الشكل الإبداعي الذي يقدمه والقائم على عرض الفنون الأدائية انفرادياً، «ميلو دراما، عرائس، استاند أب كوميدي، رقص معاصر، موسيقى، مسرح»، الأمر الذي يعطي فرصة للشباب من راقصين وموسيقيين وممثلين لتقديم ما لديهم من أدوات وطاقة إبداعية من خلال عروض تقدم بشكل فردي، حسب قول نهلة عصمت مديرة مسرح روابط وصاحبة فكرة صولو بروجيكت، مضيفة للسفير أن الفعالية قائمة على الدعم والجهود الذاتية من مركز تاون هاوس الثقافي وعدد من الموسيقيين والفنانين الذين لم يترددوا في التطوع لتقديم فنهم في المكان الذي فاض عليهم بالكثير ودعمهم في وقت من الأوقات. شيماء شكري استهلت فعاليات صولو بروجيكت بلوحة رقص معاصر حملت عنوان «حلزونة» “Time Cycles on a Landscape of a Body”، رقصة ابتكرتها منذ سبع سنين، ثم طورتها عبر عدد من ورش الرقص المعاصر في مصر وأمستردام وعُرضت في أماكن عدة كالقاهرة وفرنسا والأردن. «حلزونة» عرض يحكي العلاقة مع الوقت والغرق في دوامة الحياة لدرجة انعدام الإحساس بالوقت. تقول شيماء إن عبث الحياة وضغوطها جعلانا نجري وراء الوقت في حين أنه مجرد وحدة قياس علينا ألا نجعله يتحكم بنا»، مشيرة إلى أن الساعة الحقيقية هي الشمس وذلك ما تعبر عنه من خلال حركاتها في الرقصة والتي تتماهى في ختام اللوحة مع تضاريس المكان وتتوحد مع الطبيعة. فنانة متعددة شيماء شكري فنانة متعددة التخصصات ذات خلفية نابعة من الفنون البصرية والمسرح اللذين درستهما في الجامعة الأميركية بالقاهرة، كما درست الرقص المعاصر في مدرسة دار أوبرا القاهرة، والتحقت بالعديد من ورش العمل في الرقص المعاصر تحت إشراف باقة متنوعة من فنانين ومصممي الرقصات من المنطقة العربية وخارجها، هي في دأب دائم لاستكشاف ودمج الأساليب والطرق المختلفة للفنون، عمل فنون فيديو، الأداء، وتصميم الحركة والرقص. وبرغم تحفيزها واهتمامها بالعمل الجماعي حيث تتبادل الطاقة والإلهام، وتحاول خلق كل عمل بتفاعله الفريد الذي يقودها للعمل التالي، إلا أنها كسبت رهانها في تقديم لوحة منفردة خلال «صولو بروجيكت» تقدمها لأول مرة بعد انقطاع دام ما يقارب السنتين، وهي الآن مهتمة ببحث صيغ الأداء التي تقدم الرقص المعاصر لجمهور متعدد الخلفيات وفي مواقع متعددة ومختلفة. تخلل الفعاليات أيضاً حفلة لعازف الغيتار شادي ناجي. شارك شادي في العزف مع عدة فرق مثل «الحب والسلام» و «مسار إجباري». ثم تخصص لاحقا في أداء المؤلفات الموسيقية الكلاسيكية للجيتار من عصر الباروك والكلاسيك والرومانتيك وبعض من مؤلفي القرن العشرين. اختتمت فعاليات صولو بروجيكت بحفلة موسيقية الكترونية قدمها الموسيقي رامي أبادير، مزج فيها عينات صوتية مختلفة أضفت شكلاً جديداً على الموسيقى التي يقدمها عادة، فبعد انقطاعه مدة قاربت السنة عاد عازف الغيتار بموسيقى اعتبرها بداية لمرحلة جديدة من رحلته الفنية حسب قوله. رامي أبادير موسيقي ومنتج مصري. تندرج أعماله الفنية تحت الموسيقى الإلكترونية التجريبية والمحيطة. من خلال المزج بين أنواع السينثسايزر القياسية والرقمية، والإيقاعات الإلكترونية، والأنماط المتكررة، وتقنيات التدريج الزمني، إلى جانب عروض الفنون البصرية، يخلق آليات موسيقية مختلفة تركز بشكل أكبر على خامات وألوان الصوت، مما ينتج عنه تجربة فريدة. تاون هاوس مغلق كانت فعاليات «صولو بروجيكت» الأخيرة في مركز تاون هاوس قبل إغلاقه من قبل هيئة الرقابة على المصنفات الفنية التي اقتحمت المكان يوم الإثنين 28/12/2015، وفتشت المكاتب والأجهزة واطلعت على التراخيص. وفي الوقت الذي يؤكد فيه النشطاء والمثقفون على مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك وتويتر أن الاقتحام واحد من سلسلة هجمات هدفها الحد من حرية الرأي والتعبير والتضييق على المثقفين، أكد ياسر جراب مدير برنامج المشروعات في المركز أن إقفال تاون هاوس ناتج عن إشكالات إدارية متعلقة باستكمال أوراق متعلقة بقانونية التراخيص وبالحي، مشيراًُ إلى خلو الأمر من أي جوانب أمنية أو مشاكل مع السلطات، لافتاً إلى أن حملة التفتيش التي حدثت قد طالت العديد من الأماكن والمقاهي وسط البلد بشأن مراجعات إدارية ليس إلا. وأضاف جراب أن فترة إقفال تاون هاوس مؤقتة وسيعاود الافتتاح حالما يتم استكمال الأوراق المطلوبة. يأمل الفنانون المصريون عودة تاون هاوس وساحة روابط للعمل مجدداُ، لأنه أحد المنافذ الثقافية المستقلة القليلة في القاهرة والتي أتاحت لهم على مدار خمسة عشر عاماً فرصاً للتعبير الفني من دون قيود رقابية على إبداعهم، على عكس الحال في الأماكن التابعة للدولة.