عنوان الديوان الرابع عشر للشاعر المصري سمير درويش، صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وفيه يقدم الشاعر شكلاً جديدًا على تجربته، حيث يضم الديوان - الذي يقع في 160 صفحة - مجموعة كبيرة من القصائد/ المشاهد شديدة القِصَر، تواصل الجدل مع الأنثى باعتبارها أحد أهم محاور تجربته الشعرية، ومع الفنون الأخرى: التشكيل والموسيقى وغيرهما. تنساب المشاهد متتابعة دون عناوين ولا أرقام، هي فقط تصوير لما يحيط به، وما يتكون داخله من تصورات عن الأرض والبشر والزحام والحب والجنون. يأتي هذا الديوان حلقة في مشروع الشاعر سمير درويش، فهو يقدم تجربة مكثفة، منذ ديوانه السابع "يوميات قائد الأوركسترا" - الذي صدر عام 2008 عن هيئة الكتاب أيضًا -، تقوم على المشهدية من جهة، وعلى التكثيف من جهة أخرى، وفي كل حالاتها تتكئ على الواقع لتعكسه للقارئ بخشونته وأصواته وإيحاءاته وألوانه، كما يغوص عميقًا داخل ذاته ليستخرج منها مواقف شديدة الخصوصية تُضاف إلى المشهد الشعري العام في مصر والوطن العربي. معروف أن سمير درويش أحد وجوه شعراء الثمانينيات، يكتب الشعر وينشره منذ نحو ثلاثين عامًا. صدر ديوانه الأول "قطوفها وسيوفي" عن هيئة قصور الثقافة عام 1991، كما أنه فاعل في الحركة الثقافية، وتولى عدة ملفات في أكثر من مكان، وهو الآن رئيس مجلس تحرير مجلة "الثقافة الجديدة" التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة.