نُظم مُؤخراً في مدينة الصويرة المغربية ندوة ثقافية كبرى، احتفاءً بالروائي الراحل إدمون عمران المالح (1917 - 2010)، هذا المبدع الذي يعتبر من بين أهم كتاب الرواية المغربية الحديثة، والذي ولد في مدينة أسفي حيث قضى فيها طفولته. وهو مغربي بديانة يهودية كتب أعماله الروائية باللغة الفرنسية، ونشرت في دور نشر فرنسية محترمة، منها: «إيلان أو ليل الحكي»، «عودة أبو الحكي»، «المقهى الأزرق»، وهو يعتبر أحد الكتاب المغاربة الذين يحظون باحترام القراء والنقاد، سواء في داخل المغرب أو الوطن العربي. ويعتبر الراحل إدمون عمران المالح، إلى جانب الطاهر بن جلون، وعبد الحق سرحان، ومحمد خير الدين، وإدريس الشرايبي، وعبد الكبير الخطيبي، وأحمد الصفريوي أحد أعمدة الأدب المغربي المكتوب باللغة الفرنسية. تميزت الندوة الاحتفائية، التي شارك فيها ثلة من الكتاب والشعراء المغاربة، بالورقة القيّمة التي ألقاها في حق المالح، الناقد المغربي إبراهيم أولحيان، أحد أصدقائه ومن أهم دارسي ومترجمي أدبه، وقد وصف الدكتور أولحيان الأديب المحتفى به في هذا اللقاء الاستعادي بأنه «الروائي المغربي العصي عن الوصف والتصنيف لأنه صاحب موهبة أدبية فذة نضجت على نار هادئة، لأن هذا الكاتب لم يبدأ الكتابة إلا بعد أن بلغ سن الثالثة والستين مُحملاً بإرث ثقيل من الثقافة المغربية التى أهلته لكتابة أعمال روائية رائدة وخالدة ستبقى مترسخة ومحفورة في الوعي الثقافي والوجدان المغربي لأنها أتت منه لتصب فيه». وذكر أولحيان أن المحتفى به تولّى مسؤولية اللجنة المركزية لواحد من أقدم الأحزاب السياسية المغربية وهو الحزب الشيوعي المغربي من سنة 1948 إلى 1959.