صدر مؤخرا للناقد المغربى الدكتور يحيى بن الوليد كتاب "الكتابة والهويات القاتلة.. دراسة فى أدب وفكر إدمون عمران المليح" عن منشورات إدمون عمران المليح بالرباط. ووفقا لصحيفة "العرب" اللندنية ينقسم الكتاب إلى مدخل وثلاث فصول هي: الكتابة ومواجهة الهويات القاتلة، الكتابة الأليغورية: فجر البدايات وخيبة الفلسفة الأوروبية، الأدب النقدى والبربريات القاتلة. يعتبر الكتاب رحلة فى مسار تاريخ وفكر مفكر يهودى مغربى متشبث بمغربيته وبعدالة القضية الفلسطينية وكافة القضايا الإنسانية العادلة، حيث نعرف من خلال قراءة هذا الكتاب أن إدمون عمران المليح غادر المغرب مضطرا سنة 1965 إلى باريس بعد انتفاضة مارس بالبيضاء، وهناك اهتم بدراسة فكر مدرسة فرانكفورت حيث كان لفكر رائدها فالتر بنيامين أبلغ الأثر فى تكوينه المعرفى والأدبي، حيث استهل مسيرته الإبداعية عندما وصل سن الستين بإصداره روايته/سيرته الذاتية "المجرى الثابت" الصادرة عام 1980 بفرنسا تلاها برواية "أيلان أوليل الحكي" عام 1983 ثم رواية "ألف عام بيوم واحد" سنة 1986، كما أصدر سنة 1990 رواية عودة أبو الحكى وقد ترجمت هذه الروايات إلى اللغة العربية من طرف مبدعين مغاربة. ويورد المؤلف علاقة المناضل الشيوعى السابق إدمون عمران المليح بالنقد فى مجال الصباغة، تلك العلاقة التى تجلت فى دراسة تجارب تشكيليين مغاربة. وقد كان لارتباط الكاتب بمارى سيسيل ديفور التى أطلق عليها الكتاب المغاربة "صديقة المغرب" أبلغ الأثر فى مسيرته الفكرية والإبداعية، وكانت مارى سيسيل قد توفيت عام 1998 وكانت قبل ذلك مدرسة الفلسفة بجامعة السوريون حيث انصب كامل اهتمامها على المفكر الألمانى ذى الأصل اليهودى فالتربنيامين الذى يعد أبرز أعضاء مدرسة فرانكفورت إلى جانب ماكس هوركهايمر وتيودور أدورنو وهربرت ماركيز وفلسفة هؤلاء هى التى ستشكل الخلفية المعرفية لهذا المفكر الكبير الذى كان يعتقد بأن الأدب النقدى له دور خطير على مستوى التصدى للبربرية وهوياتها القاتلة عبر تبين تقنيات التشظى والزئبقية فى كتابات إدمون عمران المليح.