الرباط : توفى الكاتب والمفكر المغربي اليهودي إدمون عمران المالح الملقب بالحاج، وذلك صباح يوم الإثنين الماضي بالمستشفى العسكري بالرباط عن سن تناهز ال 93 عاما. وتم دفن الفقيد بمدينة الصويرة. كما نظم له حفل تأبين بالمقبرة اليهودية بالرباط. وكتب عبدالحق بن رحمون بمجلة "ألف ياء" عن إدمون المالح أنه دخل عالم الكتابة وهو في عقده الستين واعتبر ظاهرة في المشهد الثقافي المغربي وكتب عن أعماله كبار النقاد المغاربة . ألف أغلب كتبه في فترة مقامه الاختياري بفرنسا منذ 1965 إلى عام 2000، حيث ظلت الدارجة حاضرة لديه وحاملة لكل الدلالات. وكان المالح يرى نفسه كاتبا أتى بالصدفة، بعد مسار في العمل من أجل استقلال المغرب مع الحزب الشيوعي، الذي قطع أي صلة له به وبالعمل السياسي ككل في العام 1959 . وأبرز الكاتب كيف أن إدمون المالح ركز بكتاباته على البعد الحضاري من خلال إبراز أهمية تعايش الديانات الثلاث، المسيحية والإسلام واليهودية، ونبذ كل نزعة تفتيش من شأنها تدمير هذا التعايش بواسطة النفي والإحراق، وكتاباته عن القضايا الكبرى وسيما القضايا الفلسطينية العربية، ومعارضة الفرانكفونية بخلاف كثير من الذين هاجروا إلى فرنسا . واشتهر الراحل إدموند عمران المالح بكتاباته المستمدة من الثقافة المغربية البسيطة، كما تناول تجارب العديد من الفنانين التشكيلين المغاربة والأجانب، الذي قدم لهم معارضهم في كاتالوجات أو كتب تتناول أعمالهم. من مؤلفاته الهامة أيلان أو ليل الحكي عام 1983 ، ألف عام بيوم واحد عام 1986 ، عودة أبو الحكي عام 1990، أبو النور عام 1995، حقيبة سيدي معاشو عام 1998، المقهى الأزرق: زريريق عام 1998 ، وكتاب الأم عام 2004. ترجمت أعماله من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية وشخص فيها بعض التيمات التي كانت مغيبة في الأدب المغربي، ومنها فضاء العشيرة اليهودية بالصويرة وآسفي وتصويره لطقوسها وعاداتها وماضيها بالمغرب، إلى جانب تقديمه لمناخ النضالات التي خاضها المغرب من أجل استقلاله. عرف عن إدمون المالح رفضه الهجرة إلى إسرائيل جملة و تفصيلا، قائلا أنه مغربي يهودي، و أن الديانة ليست هي التي تحدد الوطن، بل ذهب لإدانة تهجير يهود المغرب إلى إسرائيل و كل من تواطأ في ذلك معتبرا ذلك بمثابة سرقة مواطنين مغاربة من قبل دولة أخرى.