يوضح كتاب«الخيال العلمي.. بين العلم والخرافة»، لمؤلفه صلاح معاطي انه يبدأ العلم من حيث تنتهى الفلسفة، ويبدأ الخيال العلمي من حيث ينتهي العلم. والخيال العلمي هو تناول التقدم العلمي من خلال الأحداث الدرامية. واستقر البحث على صعوبة تحديد تعريف محدد لأن الخيال العلمي يضم موضوعات شتى لا تنتهي.. وهو ما يجعل عدم وجود حدود واضحة يصنف بها إبداع الخيال العلمي. هناك الأعمال السياسية والإجتماعية والتاريخية والفلسفية.. وغيرها، بل هناك الخيال العلمي العسكري الذي يتناول الصراع بين الدول. وفي المقابل هناك الخيال العلمي الذي يتناول الفضاء ومخلوقاته المفترضة، وأيضا الخلية وتشكلاتها والكائنات التي تتشكل بها على الارض، حتى برز فى العقود الاخيرة علم الهندسة الوراثية. وكان السؤال: هل من فرق بين الخيال العلمي والخيال الادبي؟.. نعم، فالخيال العلمي يعتمد بداية على الحقيقة العلمية التي ينتقل منها العمل الادبي فى الخيال العلمي.. بينما الخيال الأدبي يعتمد على مجمل الثقافات والعلوم، لذلك يرى البعض ضرورة توافر خبير علمي عند الكتابة فى الخيال العلمي لمجال ما. لعل البذور الأولى للخيال العلمي كانت الأسطورة، بكل ما تحمله من خيال جامح، ونجحت فى التعبير عن الشعوب وافكارها بل ومعتقداتها. وفي تلك النقطة، أي نقطة تفسير الظواهر والاحوال والمشكلات فى مجتمع ما، تتفق مع أدبيات الخيال العلمي، وهي الأعمال الأدبية التي تنتهج المنهج نفسه. المشكلة اليوم هي الخلط بين الخيال العلمي والفانتازيا، ويرى البعض أن الفانتازيا تناسب الأعمال الادبية للعمر ما قبل المدرسة، وربما حتى التاسعة، بينما يفضل تقديم الخيال العلمي اعتبارا من الثانية عشرة من العمر. فى إشارة سريعة الى أدب الخيال العلمي العربي، نجده يبدو مع «توفيق الحكيم» فى قصة «رحلة إلى الغد» و«في سنة مليون». ومصطفى محمود كتب «رجل تحت الصفر» و«العنكبوت» وغيرهما.. أما نهاد شريف فكتب «قاهر الزمن» و«رقم 4 يأمركم» وغيرهما..هناك أيضا «طالب عمران» وله بعض الأعمال تصل الى 80 كتابا ما بين الدراسة والابداع فى المجال العلمي والخيال العلمي.