تعرض دار مزادات في نيويورك لوحة لرئيس الوزراء البريطاني الراحل وينستون تشرشل للبيع، والتي تمثل منظرًا طبيعيًّا وكانت تزيّن يخت رجل الأعمال الشهير أرسطو أوناسيس، وذلك اعتبارًا من 23 يونيو الجاري. وقدرت دار "فيليبس" سعر اللوحة الزيتية، التي تحمل عنوان "ذي موت بريكليس"، بما بين مليون ونصف مليون دولار ومليونين. وبالإضافة إلى كونها رُسمت بريشة أحد أهم رجال بريطانيا في القرن العشرين، تتمثل قيمة اللوحة أيضًا في أنها كانت مملوكة لأحد أبرز الأثرياء، وأنها كانت محفوظة في أول "يخت خارق" في التاريخ. ورسم تشرشل اللوحة في عام 1921 واحتفظ بها لمدة 40 عامًا، ثم عرضها في عام 1961 على صديقه رجل الأعمال أرسطو أوناسيس، والذي كان فخورًا بها فعلقها في مكان الشرف، خلف البار الشهير المسمى "آريز بار" في يخته، إلى جانب أعمال فيرمير وغوغان ولو غريكو وبيسارو، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس" عن جان بول إنجيلين، نائب رئيس دار المزادات. وكان هذا "اليخت الخارق" الذي سمّاه أوناسيس "كريستينا" على اسم ابنته، عبارة عن فرقاطة سابقة تابعة للبحرية الكندية، يبلغ طولها نحو 100 متر، شاركت في عمليات الإنزال التي نفذتها قوات الحلفاء على شاطئ النورماندي في فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، واشتراها أوناسيس بعد الحرب مقابل 34 ألف دولار، وعقب وفاة أوناسيس عام 1975 بعد سبع سنوات على زواجه من جاكي كينيدي، بيعَ يخته، وأودعت كل محتوياته المخازن حتى قرر ورثته التخلي عن اللوحة. يُشار إلى أن الزعيم البريطاني أنجز خلال حياته أكثر من 500 عمل فني، العديد منها في تشارتويل، وفي 2015 حصلت بريطانيا على 37 لوحة من لوحاته بدلًا من ضرائب بأكثر من 9 ملايين جنيه استرليني، وذلك عقب وفاة ابنته ماري سوامس والتي كانت آخر الباقين على قيد الحياة من أبناء تشرشل الخمسة. وكان تشرشل بدأ ممارسة هواية الرسم عندما كان عمره 41 عامًا، وظل يمارسها بشكل جيد حتى مرحلة الثمانينيات من عمره، حيث لعب الرسم دورًا هامًّا في حياته، وساعده في تجديد قوته الداخلية ومكنه من مواجهة العواصف، وتخطي التقلبات القاسية في حياته السياسية، بحسب سوامس. وفي مارس الماضي، بيعت لوحة "مسجد مراكش" التي تُعد أشهر لوحة رسمها تشرشل في مزاد أقامته دار كريستيز في لندن، مقابل سبعة ملايين جنيه إسترليني (8,1 ملايين يورو)، وتجسد اللوحة صومعة مسجد مراكش، الذي يعد من رموز الهندسة المعمارية للإمبراطورية الموحدية خلال القرن الثاني عشر، بينما تظهر أسوار المدينة العتيقة متكئة على جبال الأطلس في خلفية اللوحة.