يقولون إن الموسيقى غذء الروح والجسد، وهذا بالفعل ما أثبتته الدراسات العلمية، حيث أظهرت أن استماع الفرد إلى الموسيقى لا يشعره بالسعادة فقط بل يساعده على تنظيم عواطفه، كما يساعده على الاسترخاء هذا بالإضافة إلى دورها الكبير في عملية التعلم للطلاب، وأداء العمل بشكل أفضل بالنسبة للموظفين. وكشفت نتائج دراسة حديثة أن الموسيقى المبهجة قد تؤثر إيجابيًّا على التفكير الإبداعي أثناء العمل أو حل مشاكل، وذلك من خلال تجربة شملت نحو 155 طالبًا متطوعًا سمعوا مقطوعات موسيقية مختلفة أثناء إنجازهم لاختبار يتطلب الابتكار. كما أن الاستماع إلى موسيقى مبهجة أثناء العمل قد يحفز طريقة مغايرة من التفكير متصلة بالابتكار وحل المشكلات، حيث خلص الباحثون إلى أن الموسيقى الكلاسيكية التي تتسم بالإيجابية والحيوية مثل مقطوعات ألفها الملحن الإيطالي الشهير "أنطونيو فيفالدي" يمكنها على الأرجح تحفيز التفكير الإبداعي. وأشارت نتائج الدراسة إلى أن الحالة المزاجية للطلبة قبل الاختبار لم تشكل فارقًا على ما يبدو في إنجازهم للمهمة، كما لم يؤثر في الأمر مدى إعجابهم بالمقطوعة الموسيقية أو معرفتهم السابقة بها، وبشكل عام لم يشكل نوع الموسيقى فارقًا مهمًّا مقارنة بعدم الاستماع للموسيقى إلا في حالة الاستماع للموسيقى المبهجة. وأوضحت تيريزا ليزيوك، الأستاذة المساعدة في التعليم الموسيقي والعلاج بالموسيقى في جامعة ميامي، أن العلاقة بين الاستماع إلى الموسيقى التي نحبها خلال العمل وتحسن المزاج قوية. وتحسن مزاج 90% من الناس عند استماعهم إلى الموسيقى التي يفضلونها، ما زاد من قدرتهم على إنجاز الأعمال المطلوبة. ولا يقتصر دور الموسيقى على تحسين الإنتاجية، بل قد يجعلنا أكثر إبداعًا في العمل أيضًا، بحسب ليزيوك، والتي أكدت وجود استثناءات، فمثلًا إذا كانت الموسيقى مليئة بالنشاز أو كان الإيقاع صاخبا، قد يؤدي ذلك إلى تأثير معاكس (مثل الاستماع إلى موسيقى الرقص الإلكترونية). ولفت الباحثون إلى هناك أسبابًا تحد من نتائج الدراسة منها عدد المشاركين المحدود وحقيقة أن أغلبهم كانوا من النساء وأن الدراسة لم تأخذ في الاعتبار عوامل أخرى مؤثرة مثل الجنس والعمر ومستوى التعليم.