بمشاركة 95 ناشرًا؛ تتواصل فعاليات معرض الإسكندرية للكتاب في دورته السادسة عشر، والمقامة على أرض كوتة للمعارض بمنطقة الشاطبي، وسط إقبال كبير من عشاق القراءة والبحث والاطلاع. وتشهد أروقة المعرض تنسيقًا واضحًا لتطبيق الإجراءات الاحترازية، بهدف مجابهة انتشار فيروس كورونا ، وقد شملت تلك الإجراءات، قياس درجات الحرارة للزائرين وجميع المشاركين في المعرض، والالتزام بارتداء الكمامات الواقية، والمرور عبر بوابات التعقيم الذاتي، بالإضافة إلى الحفاظ على مسافات التباعد الاجتماعي من خلال تحديد عدد الزوار، وفقًا للطاقة الاستيعابية لأجنحة المعرض، فضلاً عن تواجد فريقًا طبيًا لمراجعة إجراءات السلامة. تميز المعرض هذا العام بالزخم الكبير من حيث عدد الإصدارات التي تميزت بنوعًا من التشويق والمهارة الفكرية في بناء المحتوى والحبكة السردية المتقنة، حيث تم إقامة عددًا من حفلات التوقيع في الأيام الأولى للمعرض، وكان من أبرزها حفل توقيع كتاب "المجالس العتيبية.. مئة مجلس ومجلس" للأديب منير عتيبة، والصادر عن دار كتوبيا للنشر والتوزيع، ويجسد العمل الأدبي فكرة وحدة الفنون المختلفة، وامتزاج الفن التشكيلي بالأدب السردي. كما شهد المعرض مشاركة الكاتبة سمية عبد المنعم بكتابين من إصداراتها، وهما ديوان "حنين" الصادر عن المثقفون العرب للنشر والتوزيع، والمجموعة القصصية "رغبة" والصادرة عن دار المكتبة العربية للنشر والتوزيع. وقد احتضنت أروقة جناح دار "الشروق" خلال الساعات الأولى من المعرض، حفل توقيع ومناقشة رواية "صليب موسى" للروائي هيثم دبور، حيث تدور أحداث الرواية حول جريمة قتل أحد الرهبان بأحد الأديرة المصرية، وعلى إثر ذلك الحادث يتم استدعاء أحد الصحفيين، والذي كان يرتبط بعلاقة وطيدة مع الراهب، وذلك للمساعدة في حل لغز الجريمة، لتبدأ رحلة البحث عن الكثير من المعلومات التي ساهمت في إيجاد الأركان الحقيقية للجريمة. وفي إطار حفلات التوقيع التي شهدها معرض الإسكندرية للكتاب؛ شارك كتاب "متلازمة الورقة البيضاء" في طبعته الثانية الصادرة عن دار ليان للنشر والتوزيع في فعاليات المعرض، حيث يضم الكتاب العديد من التجارب والإصدارات المرتبطة بتنمية وتطوير ملكات الكتابة لدى المهتمين بقيمة ورسالة الكتابة في خدمة الإنسانية. كما شاركت المجموعة القصصية التي تحمل عنوان "الغريق" للأديب شريف الأحمدي، ضمن فعاليات المعرض، والتي صدرت بالتعاون مع المثقفون العرب للنشر والتوزيع، حيث تدور المجموعة في قالب إنساني يناقش صراع الإنسان بين أحلامه وواقعه، ويطغى على العمل الأدبي الطابع الريفي، والبحث عن التجارب الرومانسية ومشاعر الإنسان المرتبكة بفعل تقاليد المجتمع التي من الممكن أن تجعل الأفراد يبحثون عن احتياجاتهم المادية. أيضا تميز المعرض في دورته الحالية بتنوع الإصدرات الحديثة، وكان للهيئة المصرية العامة للكتاب مشاركة فعالة في المعرض، وذلك من خلال توفير أكثر من 500 عنوان من أحدث إصداراتها بمختلف السلاسل والمجالات، ومن أبرز تلك الإصدارات: "قصور مصر"، "تحرير العقل"، "سبع سنوات في طيبة"، "ميراث مصر الأسطوري"، "تاريخ العلوم في الحضارات القديمة"، "مسرح برنارد شو"، "المجموعات العربية"، بالإضافة إلى جناح مكتبة الأسرة وكتب الأطفال. كما كان للمركز القومي للترجمة دورًا بارزًا في المعرض، حيث شارك المركز بمجموعة كبيرة من أحدث إصداراته منها، "مائة عام من الأدب الروسي"، "رحلة إلى الحجاز ومصر"، "الدروب المنسية في أفريقيا"، "تاريخ البحر الأحمر: من ديليسيبس حتى اليوم"، "أسباب الحرب العالمية الثانية"، "الثلاثة الكبار في عالم الاقتصاد"، "موسوعة النظرية الثقافية"، "النسوية وحقوق المرأة حول العالم"، ""صعود أهل النفوذ"، "هوية فرنسا". من اللافت للنظر بالمعرض هذا العام هو قلة عدد أجنحة دور النشر مقارنة بالأعوام السابقة، ويرجع السبب في ذلك إلى الاهتمام الشديد من قبل المنظمين بمراعاة الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي، حيث تم تقليص عدد أجنحة المعرض وزيادة وتوسعة الممرات الخاصة بعبور الزائرين لأروقة المعرض، وذلك حفاظًا على سلامة الجميع وتنفيذًا لإجراءات الوقاية من كورونا. وقد أعرب عدد كبير من الزائرين عن سعادتهم البالغة بإقامة المعرض، وقالت شروق وحيد: "المعرض جميل جدًا، وإحنا كنا عايزين حاجة زي دي من فترة، الواحد مشتاق للقراءة، وأنا عن نفسي بحب البحث والاطلاع على كل ما هو جديد في عالم الثقافة والأدب". وأشار محسن فايز، إلى أن معرض الإسكندرية للكتاب قد نجح في إدارة احتياجات القراء من حيث تلبية متطلباتهم الفكرية، خاصة في ظل عملية الإغلاق التي شهدتها جميع المعارض الثقافية حول العالم بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا. وأضافت إلهام عبود، أنها تشعر بحالة من الفخر بسبب قدرة الدولة على توفير مناخ ثقافي كبير من خلال معرض الإسكندرية، خاصة وأن هذا الأمر يتزامن مع وجود جائحة كورونا، حيث يعد ذلك نجاحًا باهرًا بسبب إمكانية إقامة المعرض في مثل هذه الظروف، مع توفير كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية للحماية من كورونا. أما عماد محمود من زائري المعرض فقال : "المعرض يوفر مجموعة متنوعة من العناوين والإصدارات الشيقة التي تهم القراء، وهناك تنظيمًا يستحق الإشادة، حيث تتوافر كافة مقومات الأمان والسلامة لكافة زوار المعرض". يذكر أن المعرض يفتح أبوابة للجمهور يوميًا من الحادية عشر صباحًا إلى العاشرة مساءًا، حيث يمتد المعرض حتى العاشر من أكتوبر الجاري، ويعد هذا المعرض هو الأول في مصر منذ تفشي فيروس كورونا ، والذي توقفت على إثره جميع الأنشطة الثقافية والمعارض المحلية والعالمية.