لم يقتصر تأثير فيروس كورونا المستجد على الصحة، بل امتد ليطال قطاعات عدة على رأسها صناعة الترفيه والسينما العالمية التي باتت مهددة، وإن بدت تلك التهديدات بسيطة إلا أنها تسببت في خسائر فادحة تكبدها القائمون على إنتاج وتوزيع الأفلام والموسيقى في جميع أنحاء العالم. الصين كانت الصين، بؤرة تفشي المرض، أول من شهد تلك التهديدات، حيث أغلقت دور السينما وأكثر من 70 ألف مسرح في جميع أنحاء البلاد، ومن المرجح أن يستمر الإغلاق خلال شهر مارس الجاري أيضًا، خاصة وأن الوضع لا يوحي بأن صناعة السينما مستعدة لمواصلة عملها من جديد. ووصل حجم خسائر السينما الصينية إلى ما يقرب من 2 مليار دولار حتى الآن، إذ بلغت إيرادات شباك التذاكر الصيني خلال شهري يناير وفبراير 238 مليون دولار فقط، مقارنةً ب 2.148 مليار دولار العام الماضي، وذلك بسبب إغلاق كثير من دور العرض، وإلغاء العروض الافتتاحية لكثير من الأفلام الأجنبية داخل الصين، وذلك حسبما أفادت "ديلي ميل" البريطانية. وعلى جانب آخر، تم إغلاق منتزه ديزني لاند في مدينة شنجهاي، التي تعد المدينة مصدر رئيسي للإيرادات بالشركة، بسبب فيروس الكورونا في 25 يناير الماضي. إيطاليا ووِفقًا لمرسوم وقعه رئيس الوزراء، أغلقت إيطاليا، التي تعد أكبر موقع لتفشي الفيروس في أوروبا، المتاحف وصالات السينما والمراقص ومدارس الرقص ومنتجعات التزلج وغيرها من الأماكن الترفيهية في أنحاء البلاد، في مسعى لمواجهة انتشار فيروس كورونا. وأغلق قطاع الثقافة نصف مسارحه، ممَّا أدى إلى انخفاض الإيرادات بنسبة 44% في عطلة نهاية الأسبوع الأول من عمليات الإغلاق وحدها، وفي نهاية الأسبوع الماضي، انخفض إجمالي الأرقام بنسبة 76% مقارنة بالعام الماضي. هوليوود لم تكن هوليوود، قلعة صناعة السينما في العالم، بمنأى عن تلك التأثيرات، حيث أعادت النظر في مواعيد إطلاق أفلامها التي كلَّفتها ميزانيات ضخمة مثل "مولان" و "لا وقت للموت"، بعد أن أغلقت دور العرض في عدد من الدول منها الصين واليابان وكوريا الجنوبية، وتقلص عدد المترددين على السينما في البلدان الأخرى. فيما بدأت معظم الشركات الكبرى بتجميع فرق استشارية تضم أعضاء من موظفي الإنتاج والتسويق والتمويل والموارد البشرية لتقييم التأثير المحتمل للمرض. وجانب من مهمة هؤلاء معرفة كيف يمكن تأمين الموظفين العاملين في المناطق، كما يشجعون ممثلي الشركات العاملين في المناطق التي يوجد بها عدد متزايد من الحالات، على العمل من المنزل، والمساعدة في ضمان وجود التكنولوجيا لتحقيق ذلك. فرنسا أما عن صناعة السينما في فرنسا، فأصدر مهرجان كان السينمائي بيان حول احتمالية إلغائه بعد أن أعلن عمدة مدينة نيس عن أول حالة إصابة بفيروس الكورونا، حيث من المقرر أن يقام المهرجان في 12 إلى 23 مايو. وسيتخذ مهرجان كان جميع التدابير اللازمة، بهدف ضمان حماية جميع الحاضرين والحفاظ على صحتهم، تحت مسؤولية السلطات العامة، وِفقًا لما قاله المتحدث باسم المهرجان لموقع " Variety".